كان الأعلان عن ميلاد “كتيبة جنين”، كتيبة تابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في سبتمبر 2021، مرتبطاً بـ”نفق الحرية”
لم تهدأ هذه الظواهر المسلحة بانتهاء أحداث ارتبطت بها، بل تنامت، لتصبح ظواهر مقلقة للاحتلال، واجهها بعمليات اغتيال وتصفية واقتحامات واشتباكات مسلحة.
ارتقى خلال عمليات اغتيال واشتباكات مسلحة منذ مايو2021 أكثر من 28 شهيداً في جنين، وأكثر من 11 في نابلس، ونشأت رموز جدد أمام الجيل الفلسطيني الشاب.
حفز ميلاد “كتيبة جنين” توسع المقاومة المسلحة بمخيم جنين من عدة فصائل وكتائب مماثلة في طوباس ونابلس وطولكرم ومجموعة “عرين الأسود” بنابلس وتضم مقاتلين من فصائل متعددة.
* * *
ولدت ما باتت تعرف بـ”كتيبة جنين”، والتي انطلقت من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، نتيجة عدة عوامل أبرزها عملية نفق الحرية (هروب 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع وإعادة اعتقالهم) في سبتمبر/ أيلول 2021، وقبلها ما أطلق عليه فلسطينياً اسم “معركة سيف القدس” في مايو/أيار 2021.
وكان الإعلان الأول عن ميلاد “كتيبة جنين”، كتيبة تابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، مرتبطاً بـ”نفق الحرية”، والاستعداد للدفاع عن الأسرى الفارين من سجون الاحتلال، واحتضانهم في مخيم جنين، لتنفذ في تلك المرحلة عمليات تغطية باتجاه الحواجز الإسرائيلية.
والتي سميت بمصطلح “الإرباك”، استعارة من الإرباك الليلي الذي عرفه قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقد كان إرباك جنين بإطلاق الرصاص على الحواجز الإسرائيلية بالتوازي مع قيام الشبان بإشعال الإطارات.
لكن حالة المقاومة تلك وبذلك الشكل وإن كان من غير إعلان، ترافقت مع العدوان على قطاع غزة في مايو/أيار 2021، والتي عرف من روادها الشهيد جميل العموري الذي اغتاله جيش الاحتلال في يونيو/حزيران 2021، وارتبطت لاحقاً بسبب ذلك اسم كتيبة جنين باسمه، وهو صاحب لقب “مجدد الاشتباك”.
ومنتصف سبتمبر 2021، أُعلن كذلك ما سماه الشبان المقاومون في مخيم جنين “غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة” كاستعارة أيضاً من غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، وصار في حينه يجوب مقاتلون أزقة المخيم معلنين الاستنفار والاستعداد لصد أي اقتحام أو هجوم إسرائيلي، بالتوازي مع التفاعل العام مع أسرى “نفق الحرية”.
وارتبط عدد من بيانات “كتيبة جنين” للإعلان عن عمليات ضد الاحتلال، بـ”مقاتلي حزام النار”، الأمر الذي عبر عن مجموعة مقاتلي سرايا القدس (الجهاد الإسلامي)، وكتائب شهداء الأقصى (حركة فتح)، ولاحقاً ظهر اسم “لواء الشهداء” في مخيم جنين- كتائب شهداء الأقصى (حركة فتح).
وظهر عدة مرات مقاتلون يرتدون عصبات على رؤوسهم بشعار كتائب القسام (حماس) في المخيم، وظهر كذلك مسلحون باسم كتائب القسام بعرض عسكري في أرض زراعية بداية شهر سبتمبر الجاري.
إذن فميلاد “كتيبة جنين” التي كانت نتيجة تأثر بأحداث معركة أطلقتها فصائل المقاومة في غزة رداً على العدوان في القدس، ولاحقاً عملية “نفق الحرية”؛ حفز محاولات توسع في ظاهرة المقاومة المسلحة في مخيم جنين من فصائل عدة، لكنها أيضاً حفزت ظهور مجموعات شبيهة في مدن أخرى، إذ أُعلن عن ولادة كتائب: طوباس، ونابلس، وطولكرم، وظهور مجموعة “عرين الأسود” في نابلس والتي تضم مقاتلين من خلفيات فصائلية فلسطينية متعددة.
ولم تهدأ تلك الظواهر المسلحة مع انتهاء الأحداث التي ارتبط ميلادها بها، بل تنامت، لتصبح ظواهر مقلقة للاحتلال، عمل على محاربتها عبر عمليات اغتيال وتصفية لعدد من المقاتلين، واقتحامات متكررة رافقها اشتباكات مسلحة، واستشهد خلال عمليات اغتيال أو اشتباكات مسلحة منذ مايو2021 حتى الآن أكثر من 28 شهيداً في جنين، وأكثر من 11 في نابلس، وأدى ذلك إلى نشوء رموز جدد أمام الجيل الفلسطيني الشاب أمثال الشهداء جميل العموري، وإبراهيم الحصري، وإبراهيم النابلسي وغيرهم.
المصدر: العربي الجديد
موضوعات تهمك: