سلام ناجي حداد
علي فرزات فنان رسام كاريكاتير سوري، يعد من أهم الفنانين السوريين خلال العقدين الأخيرين، حيث ساهمت رسوماته الكريكاتورية في تشكيل وعي ثوري متمرد لا يقبل بالتسلط والديكتاتورية، كما يقول فرزات عن نفسه.
يبدأ الفنان السوري حياته الفنية الإحترافي بأول كاريكاتور له نشر في جريدة “الأيام”، وعمره 17 عاما، ليعمل بعدها في عام 1969 في جريدة “الثورة”، ليلتحق الفنان السوري بكلية الفنون بجامعة دمشق، ثم لا يكمل بعد السنة الثالثة، ليخرج للحياة باحثا عن الفن في الحياة.
وقد اقام معرضا في معهد العالم العربي في باريس (1989)، ونشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية الاجنبية.
في عام 2000 أصدر فرزات، صحيفة خاصة “الدومري” الساخرة. وحصل فرزات على ترخيص باصدار جريدة “الدومري” في عام 2001 وكان ذلك أول ترخيص يعطى لصحيفة مستقلة في سوريا منذ 1963 وشهدت رواجا كبيرا منذ بدء صدورها مع طبع 60 الف نسخة، مقارنة بالصحف التابعة للحكومة والتي لا تتخطى عدد النسخ التي تباع في الأكشاك 50 ألاف نسخة، وبعد ذلك، نتيجة بعض المشاكل مع السلطات توقفت الجريدة عن الصدور بعد أن تم سحب الترخيص منه في عام 2003.
وأسس فرزات صالة للفن الساخر التي اتخذت من مقر جريدة الدومري موقعا لها لتكون استمرارا لفكرها معتمدا على النجاح الذي حصدته الجريدة لدى الجمهور الذي نقلت همومه وعكست واقعه وكانت لسان حاله.
وفاز علي فرزات بعدد من الجوائز الدولية والعربية، منها الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا (1987)، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية (2003).
يصمت الفنان السوري أربعين عاما أكثر من 30 عاما، بعيدا عن الأضواء والإعلام لكن فنه يظل واضحا جليا يعمل عمله من الظل ليغير عندما يأتي النور.
يعرف الفنان السوري بمناصرته الشديدة للثورة السورية ورفضه للنظام وحكمه، شكلت فنونه الجريئة المعبرة عن الواقع، وجدان الشعب السوري الثوري، لتترجم لفعل بعد عقود من إعتمالها في نفوسهم.
في 25 أغسطس/ آب 2011 تعرض أثناء عودته من مكتبه للضرب المبرح من قبل ملثمين، وقد تم التركيز على وجهه واصابعه.
يقول فرزات في مقابلة صحفية سابقة “لا شك أن الثورة السورية أضافت الكثير لأعمالي الفنية من أفكار ومواضيع ميدانية على الأرض، مشت مع المظاهرات ووقفت مع الأحرار في خنادقهم وهزت النظام، بعد أن تحولت من صوت وترميز على مدى 35 عاما إلى فعل قبل قيام الثورة بثلاثة أشهر، عندما انتقدت الرئيس ومافيات السلطة ورموزها وأنا في دمشق”.
وصل فرزات من خلال معارضه ورسوماته صوت الثورة إلى كل العالم، ليعلم العالم الثورة السورية من خلال فنه.
في 27 أكتوبر 2011، اختاره البرلمان الأوروبي مع أربعة مواطنين عرب آخرين للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر.
يردد علي فرزات دوما: “لقد خلقت لأختلف مع من كانوا ومع من هم الآن، ومع القادمين، النقد مسألة في غاية النبل من أجل غد أجمل وأفضل للإنسان وللعالم، أنتقد وأنا مع النقد دوما”.