عبدالمنعم رياض شهيد بروفة حرب أكتوبر| بروفايل

محمد خالد9 مارس 2020آخر تحديث :
عبدالمنعم رياض

عبدالمنعم رياض أحد أهم شهداء الجيش المصري خلال عقود البطولة والاستبسال، بينما يعد أحد أشهر العسكريين المصريين الذين حصلوا على اهتماما بالغا من الدولة، وكيف لا وهو بطل حقيقي ومثال يحتذى به للقائد العسكري الشجاع، والذي مات على الخطوط الأمامية للحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد نكسة هزيمة عام 1967.

شهرة الفريق أول عبدالمنعم رياض ليست على المستوى المصري فقط، لكنه أيضا كان أحد أشهر العسكريين العرب، ولا يخلو أي عام من ذكره، وهو من كان ميدانه شاهدا أيضا على ثورة 25 يناير عام 2011.

شارك الفريق الراحل في عدد من المعارك والحروب خلال النصف الأول من القرن الماضي بالإضافة للعقدين الثانيين من النصف الآخر، قبل أن يلاقي ربه شهيدا على أحد جبهات القتال ضد العدو الإسرائيلي في شبه جزيرة سيناء والتي احتلتها العصابات الصهيونية خلال النكسة.

من الطب إلى الحربية

يعد عبدالمنعم رياض مثل قرنائه من قيادات الجيش المصري إبان حروبه، قادما من قلب محافظات مصر من داخل الريف، حيث ولد الفريق أول الشهيد، في قرية سبرباي إحدى ضواحي مدينة طنطا مركز محافظة الغربية وذلك في الثاني والعشرين من شهر أكتوبر عام 1919، بعد أن انتقلت عائلته إليها قادمة من محافظة الفيوم أصل عائلته حيث كان جده عبدالله طه علي الرزيقي أحد أعيان المحافظة.

ولد عبدالمنعم في أسرة بسيطة، توفي والده وهو في سن الثالثة عشر من عمره، لينشأ في تلك القرية ويدرس في كتابها، قبل أن يلتحق بالمدرسة ويدخل كلية الطب ليدرس فيها لمدة عامين.

كمثل والده محمد رياض عبدالله الذي كان ضابطا برتبة قائم قام في القوات المسلحة المصرية والذي كان قائدا لبلوكات الطلبة بالكلية الحربية، أراد الشاب عبدالمنعم الالتحاق بالكلية الحربية، في حين وقتها كان يدرس الطب.

تقول الروايات التاريخية أن عبدالمنعم بكى لوالدته بالدموع من أجل الانتقال إلى دراسة الحربية بينما كانت رغبتها في أن يدرس الطب خوفا عليه، بينما أصر الشاب عبدالمنعم رياض على الالتحاق بالكلية الحربية بعد أن ترك كلية الطب التي أمضى فيها سنتين من عمره، لينال فيما بعد شهادة البكالريوس في العلوم العسكرية عام 1938.

برتبة ملازم ثان كان تخرجه من الحربية ليلتحق بالجيش المصري، قبل أن ينال شهادة الماجيستير في العلوم العسكرية عام 1944 بترتيب الأول على دفعته، قبل أن يتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات في بريطانيا عام 1945 و1946، وذلك بامتياز، كما التحق بعدها لدراسة علوم الرياضيات البحتة وانتسب لكلية التجارة، حيث كان يؤكن أن الاستراتيجية والقاعدة هي الاقتصاد، حصل عام 1962 على دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات وحصل في نهايتها على تقدير الامتياز وكان وقتها يحمل رتبة لواء في الجيش المصري، بينما أكمل دراسته في أكاديمية ناصر العسكرية وحصل على زمالة كلية الحرب عام 1966.

عبدالمنعم رياض

حروب ومعارك

بعد تخرجه من الكلية شارك الشهيد عبدالمنعم رياض مباشرة في سلاح المدفعية عام 1941، وذلك في إحدى البطاريات المضادة للطائرات في المنطقة الغربية العسكرية، بينما شارك وقتها في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا كأول حرب يخوضها الراحل.

بعد تلك الحرب، شارك في حرب فلسطين التي انهزم فيها العرب عام بقرار سياسي، عام 1947 و1948، حيث كان يعمل كحلقة وصل بين قيادة الميدان في فلسطين وبين القيادة العسكرية وإدارة العمليات والخطط بالقاهرة، ومنح وقتها وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية في إدارة العمليات بالإنابة.

في عام 1951 تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وكان برتبة مقدم، قبل أن يعين عام 1953 كقائد للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية، ثم سريعا وبعدها بعام تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية وذلك لمدة أربعة سنوات وحتى عام 1958 الذي سافر فيها في بعثة عسكرية إلى الاتحاد السوفيتي من أجل اتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا والتي أتمها خلال عام واحد بتقدير امتياز ولقب وقتها بلقب الجنرال الذهبي عام 1959.

ليعود بعدها إلى مصر وفي عام 1960 ينال منصب رئيس أركان سلاح المدفعية، بينما بعدها بعام يتولى رئاسة شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة وأسند إليه وقتها منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي، وذلك كله قبل الوحدة.

عام 1964 يتولى اللواء أركان حرب عبدالمنعم رياض منصب رئيس أركان القيادة العربية الموحدة، ثم يرقى بعدها بعامين اثنين لرتبة فريق.

في عام 1967 لم يكن عبدالمنعم رياض شريكا في مصر إبان النكسة التي حلت بالعرب وقتها، ليكون غائبا عن تلك الحرب حيث سافر إلى عمان عام 1967 تحديدا شهر مايو قبل النكسة بشهر واحد، وذلك وفقا لاتفاقية الدفاع المشتركة التي عقدت بين الملك حسين ملك الأردن والرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، واندلعت حرب الستة أيام وكان الفريق رياض وقتها قائدا عاما للجبهة الأردنية.

بعد الستة أيام تم اختيار الفريق عبدالمنعم رياض، قائدا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، حيث أوكل إليه مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول محمد فوزي، مهمة إعادة بناء وتنظيم الجيش بعد الخسارة الفادحة.

عبدالمنعم رياض

عبدالمنعم رياض شهيدا

حقق الشهيد عبدالمنعم رياض انتصارات عسكرية مشرفة في المعارك التي قادها خلال حرب الاستنزاف والتي بدأت بعد النكسة وحتى استشهاده، ومن بين تلك المعارك رأس العش والتي تمكن بقيادة فرقة صغيرة من القوات القوات المسلحة المصرية استعادة السيطرة على مدينة بور فؤاد المصرية على قناة السويس في نهاية يونيو عام 1967.

كما تم تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في أكتوبر عام 1967، بينما تمكن في قيادة الحرب من إسقاط طائرات حربية إسرائيلية خلال عامي 1967 و1968.

صمم عبدالمنعم رياض قبل استشهاده الخطب الحربية 200 والتي كانت أصل خطة جرانيت التي تم تطويرها فيما بعد لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر، تحت مسمى بدر، وقاد الشهيد العملية العسكرية بنفسه على خطوط العدو الأمامية، وبالتحديد في يوم 8 مارس عام 1969وانطلقت العملية وبدأت النيران المصرية تسقط على جبهة العدو كأكبر اشتباك عسكري مع الاحتلال منذ النكسة، ومع تكييد الأعداء أكبر خسائر ممكنة وفتح ثغرات قوية في خط برليف الحصين، تنطلق النيران الإسرائيلية ضده ليسقط شهيدا بعد بداية المعركة بيوم واحد، وتكون تلك المعركة بروفة لمعركة أكبر هي حرب 6 أكتوبر عام 1973.

موضوعات تهمك:

حسني مبارك لم يكن منحطا؟

فيلم 1917.. دعوة لاختبار الحرب

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة