“عبدالله رشدي المحامي القدير” تلك الكلمات التي وردت في أغنية المطرب عمرو دياب في شبابه “رصيف نمرة خمسة”، والتي جاءت في فيلمه الشهير “آيس كريم في جليم”، لا تعد سخرية أو انتقاصا من داعية موقعي فيسبوك وتويتر الجديد، الذي يحمل نفس اسم “المحامي القدير بيرفع قضية في باب الوزير على عم فكري بتاع البليلة عشان مرة زعق بصوته الجهير” فقد يكون هناك صلة بينهما.
هوجم عبدالله من عدد ضخم من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقامت الدنيا عليه ولم تقعد بسبب تبريراته بما يخص التحرش وإلصاق الذنب واللوم على الفتيات بالنهاية، فالرجل الذي يذكر أسباب التحرش يذكر في أول جملة نعم التحرش جريمة، دون أي ذكر لفاعله وما ينبغي أن يقابل به، قبل أن ينتقل للجملة الثانية والثالثة وعدد كبير من الجمل التي يلوم فيها الضحايا بشكل واضح وصريح، ويتحدث في كلام مبرر عن سبب الجريمة، والتي تتعلق بالفتيات وما يرتدينه، موجها الحديث إلى الضحايا يطالبهن فيه بارتداء الملابس التي تناسب ذوقه.
“للأسف التحرش موجود حتى للبنات الملتزمات وليس على ملابسهن أي علامات استفهام”، كان هذا رد إحدى المعلقات لديه على ما قاله حول أزياء الفتيات ضحايا جرائم التحرش، ليكون رد عبدالله رشدي المحامي القدير: “بسبب الكبت الجنسي من اللي بيلبسوا لبس ملفت.. عمال يتشحن فبيدور على أي حاجة يوجه طاقته الجسدية لها طبعا مش مبرر بتكلم عن الأسباب بس”، تلك الدفوع التي دافع بها عبدالله الداعية الفيسبوكي عن المتحرشين وأفعالهم مرجعا السبب (وليس المبرر) في النهاية إلى الفتيات فهن ضحايا ومجرمين وعليهن، رحمة انفسهن من ذكورتنا.
في تدوينة سابقة له كتب رشدي المحامي القدير: “عدم الحجاب عري نعم، لأنك تبرزين مفاتنك التي تستفز بدورها ذكورتي”.
لم يكتفي عبدالله رشدي بتلك الكتابات الرديئة والهمجية، بل ذهب بعيدا قليلا إلى إهانة أحد المعلقين بإيحاء جنسي واضح وصريح، حيث طالبه أحدهم بعدم تشبيه المرأة بالسيارة أو الأشياء كونها انسان وليست شيئا، ليرد عليه الداعية: “شكلك سايب عربيتك مفتوحة”.
ربما يمثل عبدالله رشدي قطاعات واسعة من أصحاب رؤاه فالرجل ليس وحيدا، لديه جحافل من المؤمنين بأفكاره يقدمون يوميا على السباب والشتم واللعن والقذف وغيرها من طرق الإيذاء لكل من هاجم الشيخ أو عارض وجهات نظره تلك، فهل يدافع عبدالله عن نفسه فعليا؟
الإجابة يمكن أن نجدها في احد تعليقاته السابقة، ردا على إحدى الفتيات التي كتبت له: “أنت تبدو مثلي فعلا، لا أقصد هنا إهانتك، بالعكس هي مجاملة لأن لهم طريقة مميزة في اللبس والتصرفات”، رد عبدالله عليها كان متوقعا إلى حد كبير فقد كتب: “تعالي واعرفك ذلك بنفسك واعدك أن اجاملك للصباح”.
لا يزال الداعية الاجتماعي (نسبة لمواقع التواصل الاجتماعي التي قدمت له الشهرة التي طالها)، حديث مواقع التواصل الاجتماعي لليوم الثالث على التوالي، وربما يستمر الزخم لأيام أخر، وقد انتقلنا فعليا من “تريند” المغتصب إلى تريند “المتحرش”.
جاءت تلك الموجة بالتزامن مع جرائم الاغتصاب والتحرش التي جهرت بها فتيات تعرضن للاعتداء من قبل أحمد بسام زكي، نجل رجل الأعمال ذو النفوذ الواسع بسام زكي. وللغرابة فإن التريند الخاص برشدي، لم ينتهي مع انخماد أو اخماد الزخم حول المجرم، بل يشتعل يوميا ويزداد البجث حوله في محركات البحث، أو حتى ضمن الأكثر رواجا بين هاشتاغات موقع التدوينات القصيرة تويتر.
قد يكون السؤال المهم هنا، لماذا الآن تحديدا؟! هل هناك علاقة بين جرائم الاغتصاب و”التحرش” التي اتهم بها نجل رجل المال والأعمال الشهير، وبين التريند؟
لماذا انقلب حديث التريند عن التحرش، بينما الجرائم التي اتهم بها نجل رجل الأعمال جرائم اغتصاب؟ ومن جرنا إلى الحديث عن جريمة التحرش بينما التريند كان عن جرائم اغتصاب؟ ولماذا يستميت عبدالله في تبرير “ذكر اسباب” التحرش والصاقها كلها بالفتيات الضحايا، والتميع في الحديث عن الجريمة كجريمة واجبة العقاب؟ أسئلة ربما ينبغي أن يجيب عليها عبدالله رشدي بنفسه.
موضوعات تهمك: