السعودية من خلال الحديث عن استئناف الحوار مع إيران؛ تبدو أكثر انسجاما مع الأجندة الأساسية والفعلية المعلنة للغرب منها للأجندة الإسرائيلية.
تشكل في المنطقة مسار رئيسي استراتيجي لأمن الطاقة وإمداداتها في ظل أزمة أوكرانيا وإعصار التضخم؛ تقوده أمريكا وأوروبا بمناورات معقدة ومتعارضة أحيانا.
يتحرك الكيان الصهيوني جاهدا لفرض أجندته ومساره السياسي والاستراتيجي على المنطقة متجاهلا حقيقة التيار الرئيس وغاياته؛ تحركه يرفع كلفة الاستراتيجية الأمريكية ويعطلها ويبطئها.
تعتمد إسرائيل على تسريبات وحديث متواصل عن لقاءات وتحالفات عسكرية لم تتبلور ولا زالت خاضعة لآلية تنسيق تشرف عليها القيادة المركزية الأمريكية بالبحرين.
* * *
بقلم: حازم عياد
نقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة قوله إن السعودية تريد استئناف المحادثات الدبلوماسية مع إيران، وذلك بعد يوم من محاولات رئيس الوزراء العراقي إحياء المحادثات بين الدولتين.
إحياء المحادثات السعودية الإيرانية ينسجم مع التوجهات الفعلية والرسمية للاتحاد الأوروبي الذي زار مفوضه للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، طهران قبل أيام قليلة، معلنا العودة إلى المفاوضات النووية – غير المباشرة – بين إيران والولايات المتحدة في الدوحة.
السعودية من خلال الحديث عن استئناف الحوار مع إيران؛ تبدو أكثر انسجاما مع الأجندة الأساسية والفعلية المعلنة للغرب منها للأجندة الإسرائيلية؛ التي تعتمد على التسريبات والحديث المتواصل عن لقاءات وتحالفات عسكرية لم تتبلور بعد، ولا زالت خاضعة لآلية التنسيق التي تشرف عليها قيادة قوات القيادة المركزية الأمريكية في البحرين.
تسريبات علق عليها رئيس الأركان الإيراني اللواء باقري خلال لقاء مع نظيره الباكستاني نديم رضا، بالقول إن “الكيان الصهيوني هو على رأس التدخلات في المنطقة، وسبب عدم الاستقرار فيها”، معتبرا “عضوية الكيان الصهيوني في القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) ونشر المعدات ومشاركتها في المناورات تهديداً للمنطقة”.
إيران والسعودية تسيران في المسار الطبيعي والحقيقي، لا الافتراضي الذي يرسمه قادة الكيان الصهيوني المأزومون بفعل أزمة سياسية خانقة ومصداقية أمنية وعسكرية ضعيفة؛ فالسعودية تراقب المسار الاستراتيجي الرئيس وتتحرك في أفقه.
فالولايات المتحدة سمحت لإيران بتصدير النفط الى سوريا تمهيدا لتوريده الى اوروبا مستقبلا، ما دفع الكيان لمحاولة إعاقة ذلك بمطالبة ادارة بايدن بفرض رقابة على ناقلات النفط الإيرانية؛ أملا بتفجير أزمة سياسية ودبلوماسية بين واشنطن وطهران اللتين تعدان لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة؛ فالكيان الاسرائيلي كما ذكر باقري سبب في انعدام الاستقرار.
ختاماً.. تشكل في المنطقة مسار رئيسي استراتيجي يتعلق بأمن الطاقة وإمداداتها في ظل أزمة أوكرانيا وإعصار التضخم؛ تيار تقوده أمريكا وأوروبا من خلال مناورات معقدة ومتعارضة في كثير من الاحيان؛ يتحرك الكيان الصهيوني المحتل على هامشه وفي لبه أحيانا، جاهدا لفرض أجندته ومساره السياسي والاستراتيجي على دول المنطقة، متجاهلا حقيقة التيار الرئيس وغاياته؛ تحركات ترفع كلفة الاستراتيجية الأمريكية مجددا، وتعطلها وتبطئها في الآن ذاته.
ملاحظة أو فرضية – إن جاز التعبير – جديرة بالاهتمام، فلعلها تملك قدرة تفسيرية لسلوك الكيان الصهيوني المحتل والولايات المتحدة والشركاء العرب وإيران في الوقت ذاته، بين مسار الحوار الأوروبي، ومسار المواجهة الإسرائيلي.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك:
إسرائيل تنشر رادارات بالإمارات لمواجهة الصواريخ والمسيّرات الإيرانية