ضمن فعاليات المعرض الدولى للكتاب بالخرطوم اقيمت امس امسية ادبية لمناقشة اعمال الشاعر النوبى ( جلال ) الملقب بشكسبير النوبه وتم تكريمة على هامش الندوة بحضور وزيرة الثقافة السودانية ولفيف من اصدقاء الشاعر والمهتمين بالحركة الادبية بالنوبة وجمهور المعرض وننقل لكم من خلال هذا التقرير ما دار بالامسية امس الصلاصاء 23 اكتوبر بارض المعارض بالخرطوم . المحرر .
في امسية دنقلا عاصمة للثقافة السودانية بالدورة (14 ) لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب:
تكريم (شكسبير النوبة) .. .الشاعر جلال عمر وتدشين كتاب دراسات نقدية حول أشعاره ••
ارض المعارض ببري (فريق التغطيات)
كرمت وزارة الثقافة و السياحة والآثار الشاعر النوبي الكبير الأستاذ جلال عمر “قرجة” والملقب ب” شكسبير النوبة” وذلك ضمن فعاليات دنقلا عاصمة للثقافة السودانية من خلال البرنامج المصاحب لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته (14 ) وشهد حفل التكريم الدكتورة سمية إدريس أوكد وزير الدولة بوازارة الثقافة والسياحة والآثار والدكتور زهير صلاح الدين معتمد محلية الدبة ممثلا لوالي الولاية الشمالية ومحمد جلال عمر قرجة إبن الشاعر جلال عمر إنابة عن أبيه والأسرة بعد أن حالت ظروف مرضية دون حضور الشاعر للتكريم وتسلم محمد جلال عمر التكريم من قبل وزيرة الدولة والدروع المختلفة والمقدمة من عدد من الجهات والمؤسسات كما شهد الأمسية عدد كبير من المهتمين بالأدب النوبي والمثقفين والكتاب وأعضاء وفرقة جمعية دنقلا للتاريخ والتراث بقيادة رئيسها محمد عوض محمد خير والمنظمة النوبية للتنمية بقيادة ربانها الاستاذ محمد شريف داؤود.
إستهل الحفل بإعمال غنائية من قبل فرقة جمعية دنقلا للتاريخ والتراث حيث قدمت الفرقة عروض ورقصات وغناء باللغة النوبية وكان ذلك الفن لافتا للحضور بعدها بدأت جلسة للحديث عن الشخصية المكرمة بالمعرض الشاعر جلال عمر وادار منصة الحوار فيها الشاعر الاستاذ محمد خير الشامي عضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام للكتاب والادباء السودانيين مستهلا الجلسة الحوارية بالحديث عن الشاعر جلال عمر وإهتمام الإتحاد بمشروعه الأدبي وعرج الى تكوين اللجنة العليا التي شكلت لتكريمه والتي عملت على مدي الثلاثة أعوام الماضية في اللترتيب والغعداد لهذه اللحظة وهي لحظة تاريخية تمثلت في صدور كتاب يحتوي علي الدراسات المقدمة من عدد من النقاد واللغويين المتخصصين حول تجربة الشاعر ايضا على مجموعة من قصائده باللغة النوبية والمترجمة للغة العربية.
بعدها قدم الشامي ضيوفه جيث إستهل الحديث الأستاذ الناقد محمد جيلاني عضو المكتب التنفيذي للإتحاد أمين أمانة الفكر والذي إستهل حديثه عن الشاعر بقوله إن الشاعر جلال عمر هو ابن بيئته التي الهمته فقدم كل تلك الروائع وقال في مبحثه الذي أسماه المكان : كملهم للوعي والجمال في أشعار جلال عمر – وقال أن المعايرة التي إعتمد عليها في هذه الدراسة وفي عدة مباحث ودراسات أخري تعتمد علي ثلاثة مستويات وهي الزمن الثقافي، والفئة المرسل اليها الفعل الفكري والجمالي، والخطاب أو المفاهيم التي تحكم النص بحيث يلامس علاقات الجسد والروح،وأضاف إن الزمن الثقافي يعني وفق معيار المكان الطبيعة التي يعيش فيها الشاعر وينتج نصه هل هي زراعية ، رعوية، صحراوية، وبالإكتشاف نجد أنها جزيرة مراوارتي وهبتها الطبيعة حضنا من الماء والتربة الطيبة والخضرة فكانت تلك البيئة منشاء الشاعر وملهمته وفي نصوصه يحدث الشاعر زمنه الثقافي هو الزمن الزراعي وفئة المخاطبين هم الفلاحين والزراع وخطاب النص هو الرزق أو العمل أي الوعي المرتبط بالعمل الزراعي مما يعني الإنتاج والإكتفاء وهذا وعي عال بالمكان وبالموجودات وبالناس المحيطين ببيئة الشاعر..
وأضاف إن جلال عمر يبدوا في ملامح شاعر كبير بكمني صاحب رؤية شعرية تجادل ثابتا وهو الطبيعة التي تدرب في بيئتمها وتشكلت المفاهيم الخاصة بها لديه والوعي الخاص بها وبمخزونها الثقافي عنده وختم جيلاني مداخلته بالاثر الكبير الذي إحدثه جلال عمر علي المستوى الملحي أي السودان ودنقلا وبالعالم مبينا ان هذا المبحث فيه الكثير الذي يمكن ان يقال مستقبلا.
أما البروفيسر محمد المهدي بشري رئيس قسم الفلكلور بمعهد الدراسات الإفريقية و الآسيوية بجامعة الخرطوم فقد تحدث عن النزعة نحومعرفة التراث في اللغات المحلية ومن ضمنها اللغة النوبية الدنقلاوية،وقال ان هذا الاتجاه جيد ويجب ان يدعم لانه يحيلنا الي نتائج ودراسات تفيد الدارسين في حقل الدراسات السودانية مبينا ان الترجمة ربما خصمت كثيرا من هذه الاشعار التي بين يدينا لكن لا بديل للترجمة لان عبرها يمكن لنا ان نقراء مثل هذه الإبداعات وهذا الشعر الجميل واضاف ان المبدع الاصيل هو الذي يستطيع ان يستوعب بيئته وعالمه ويهضم كل ذلك ويتمثل في إبداعه أي يعيد إنتاج البيئة بكل تفاصيلها في أبداعه واضاف ان جلال عمر رجع في خطابه الشعري الى التاريخ والدين اضافة الى التراث الموجود بمنطقة دنقلا ويبدوا الامر واضحا في قصيدة ترهاقا وهي قصيدة تحتشد بالتاريخ وكذلك توظيف التراث المحلي في عدة قصائد منها قصيدة فس والتي تعني نواة البلح في اللغة الدنقلاوية وخلص بشري الى ان جلال وظف التراث والفلكلور والدين والتاريخ في حطابه الديني بوعي كبير فمن الدين استلهم الشاعر الحكمة من القران الكريم ومن التاريخ استلهم الشاعر مجد الملوك النوبيون العظماء ومن البيئة المحلية استلهم علاقات الانتاج الزراعي وغيرها من الاشارات المختلفة في القصائد.
ايضا تحدث الدكتور صابر عضو جمعية دنقلا للتاريخ والتراث إنابة عن الدكتور يوسف الخليفة ابوبكر والذي كانت ورقته عن عبقرية الشاعر جلال عمر واشارة الورقة الى ان هنالك إستعدادا فطريا لدي جمال عمر لقرض الشعر منذ الصغر مشيرا الى قرار جامعة افريقيا ان تكون اشعاره مادة لدراسات الادب النوبي في مبحثي الدكتوراة والماجستير.
وتواصلت بعدها امسية جلال عمر حيث أعلن الاستاذ محمد عوض محمد خير رئيس جمعية دنقلا للتاريخ والتراث عن تدشين كتاب:” دراسات فكرية نقدية تحليلية في اشعار شكسبير النوبة” وهي مجموعة من الدراسات حول الشاعر جلال قام بها نخبة من المتخصصون في الادب والنقد واللغويات وصدر من منشورات جمعية دنقلا للتاريخ والتراث.
وتحدث معتمد الدبة الدكتور زهير صلاح الدين ممثل والي الولاية الشمالية محييا الحضور ناقلا تحايا الوالي وإعتذاره من الحضور بسبب ظروف عملية مبينا ان تكريم جلال عمر صادف اهله وانه شاعر عظيم له مكانته بين اهله بدنقلا ومبشر في ذات الوقت بالبرامج التي ستنتظم الولاية الشمالية في إطار دنقلا عاصمة الثقافة السودانية
بعدها تحدث الاعلامي والباحث سمير بوكاب والذي ثمن الخطوة والجهد المبزول في تكريم الشاعر جلال عمر والذي يعتبر شاعرا عبقريا منوها الى ان جلال عمر رغم انه لم ينال حظا كبيرا في التعليم الا انه تفجرت عبقريته شعرا باللغتين النوبية والعربية مبينا ان جلال ملهما لامته ولمنطقته.
أما الاستاذ محمد شريف داؤود رئيس المنظمة النوبية للتنمية واحد الذين بزلو جهدا كبيرا في ترجمة اشعار جلال عمر تحدث عن الترجمة عموما عن الترجمة من اللغات المحلية مثل النوبية باللهجة المحسية والدنقلاوية او بلهجة السكوت وقال ان الفوارق ضئيلة بين هذه اللهجات النوبية وهي فوراق صوتية مبينا ان اللهجة العامية السودانية تحمل الكثير من المفردات النوبية لذلك لم تكن الترجمة ببعيدة عن المعني الذي يقصده الشاعر وامن تماما على أهمية الشاعر جلال عمر واهمية ربط الاجيال بتراثهم ثقافتهم المحلية مبينا ان مثل جلال عمر هم من حملوا هذا التراث عبر الاجيال.
وأختتمت الامسية بإبداعات فرقة جمعية دنقلا للتاريخ والتراث والتي واصلت تقديم عروضها الغنائية المصحوبة بالرقصات الشعبية من منطقة دنقلا وكانت هذه العروض لاقته لجمهور المعرض من السودانيين وحتي العارضين من الدول العربية الشقيقة والصديقة.