بقلم: سليمان الهتلان
تداول كثيرون فيديو صلاة بشار الأسد قبل أمس و هو يسابق الإمام، صباح العيد، في التسليمتين، كما لو كان يعد الثواني للعودة عاجلاً إلى مخبئه. وهو فعلاً يعد الدقائق والثواني خوفاً من الآتي: نهايته.
أي شرعية لــ «حاكم» لا يقوى أن يختلط بشعبه ويشارك علنياً في احتفالاته.؟ “من أَمِنَهُ شعبُه أَمِن شعبَه”. تلك هي الحكمة الذهبية لأي قيادة تبحث عن شرعيتها. وتلك هي مقياس الرضا الشعبي عن القيادة وأدائها. فكلما ازداد قرب القيادة من شعبها كلما تعمقت شرعيتها و زاد رضا الناس عليها. أما من يحتمي من شعبه بالمدرعات و أجهزة الأمن و عناصر من حزب الله والحرس الثوري فليس أمامه سوى انتظار نهايته و هي قريبة.
بشار الأسد يقتل يومياً ما يقارب المائتي سوري، ناهيك عن الموت الجماعي لآلاف السجناء و المعتقلين الذين لا يدخلون في إحصائية الموت اليومي، و مع ذلك ما زال الرجل يبحث عن تسوية سياسية؟ والتسوية عنده هي أن يبقى رئيساً للسوريين. أي حماقة هذه؟ المؤسف أنه كلما اشتد الخناق على بشار جاءه «فرج» –و لو مؤقتاً– من المجتمع الدولي.
فما مهمة الأخضر الإبراهيمي الجديدة في سوريا سوى نافذة للتسويف و المماطلة يموت عبرها المزيد من السوريين و يعيد من خلالها بشار ترتيب أوراقه السياسية وصفوف جيشه و شبيحته. ثم ننتهي إلى ما انتهى إليه كوفي أنان.
قلناها كثيراً و قالها قبلنا السوريون الذين يعرفون عز المعرفة عقلية بشار ومن حوله: لا لغة يمكن أن يفهمها بشار سوى لغة الجيش الحر! فمن اعتلى السلطة عنوة و بالمؤامرات و قبضة الرعب لا يمكن أن يتركها طواعية أو احتراماً لرغبة شعبه! و إلا لما استعجل بشار صلاة العيد راكضاً نحو مخبئه و هو لا يفكر في أمر غير السلامة من قبضة جيش السوريين الحر.
و تلك هي اللغة التي يفهمها بشار الأسد. لا لغة غيرها يمكن أن تصل أذنيه!