صعيدى فى فندق سبع نجوم
ــ1 بقلم الفنان ناصر عثمان
تم توجيه دعوه لى ،بصفتى فنان مصرى ، من قبل ادارة مهرجان اربيل الدولى للافلام السينمائيه لحضور المهرجان ،ممثلا عن الفنانين المصريين – و قد تلقيت هذه الدعوه الكريمه و انا لا اصدق نفسى ، و قد اخبرت اسرتى – على استحياء ،بهذه الدعوة و لكنهم لم يصدقونى و قالوا خليك ورا الكداب حتى باب الطائرة . المهم انهم ودعونى على باب المطار و قد دخلت منه اكاد اجر قدماى على الارض من الترقب و الخوف من العوده و بصفه خاصه اننى لم امسك تذكره الطائرة فى يدى ، و انما ارسلت لى عبر البريد الاليكترونى صوره ورقة مكتوبه باللغه الانجليزية فهمت القليل منها و الكثير لم افهمه قيل بانها صورة تذكرة طائرة ، و كانت المفاجئه بأننى قد امتطيت الطائرة و التى هبطت بى بعد حوالى ساعتين و ثلث ساعه الى مطار اربيل الدولى بكوردستان ، و عندما وطأت قدماى ارض كوردستان و بعد الانتهاء من اجراءات دخول البلد الشقيق وجدت من يهرول لكى ياخذنى بالاحضان و الذى اراه اول مره وجها لوجه نعم انه المخرج الكبير و الفنان الاكبر رئيس مهرجان اربيل الدولى للافلام السينمائيه و الذى كان تعارفنا معا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعى و بعدما كنت اشاهده على شاشه الكمبيوتر و فى شاشات السينما اجده امامى وجها لوجه ليس هذا فحسب بل انه يهرول لكى يقابلنى بالسلامات و القبلات و كثير من الترحاب و اكثر بالكرم الزائد و بعد الانتهاء من مراسم الاحتفاء بلقائنا لاول مره عرفنى بمعالى قنصل مصر باربيل و الذى كان فى انتظارنا و بصحبته حاشيه كبيرة من الحراس و رجال الامن من الحجم اكس اكس لارج . و قد طلب منى احد هؤلاء الحراس حمل حقائبى فقلت له اننى لا احب ان يحمل عنى احد حقائبى و احب ان احملها بنفسى و لكنه رد عليه بطريقه جافه تقترب من الشده بان هذا لا يجوز و ان عمله حمل هذه الحقائب عنى و عندما لاحظت ضخامة جسدة و فتول عضلاته غير الطبيعى لم ارد الجدال معه اكثر من ذلك حتى لا نصل الى ما لا تحمد عقباه ، و لكننى همست فى اذن صديقى رئيس المهرجان باننى لا افضل ان يحمل عنى احد حقائبى فرد على – همسا – بأن تلك الاجراءات هى اجراءات و بروتوكولات متبعه فى مثل هذه الحالات و عدم القيام بها قد يؤدى الى توتر فى العلاقات الدبلوماسيه بين البلدين الشقيقين ، و حرصا منى على بقاء هذه العلاقات فى احسن حال وافقت على مضض . و قد سألنى صديقى هل تريد ان تركب سيارات الموكب ام تركب معى سيارتى ؟ و بحكم كونى صعيدى الجزور لم اعرف معنى سيارات الموكب و قد اوضح لى انها السيارات التى جاء بها معالى القنصل و هى سيارات فارهه لونها اسود ذات زجاج فاميه ضد الرصاص يستقلها السياسيون و الشخصيات الهامه . و قد اجبته – على الفور – بأننى ارغب فى ركوب سيارته لسببين الاول بأن الرجل حضر بنفسه لاستقبالى فى المطار فلا يصح ان اتخلى عنه و السبب الثانى بأننى لا اعتبر نفسى شخصيه مهمه حتى اركب سيارات الشخصيات الهامه ، و لكننى فوجئت بصديقى الكريم يعتذر لى و بشده بالنسبه لسيارته ، و من شدة اعتذاره توقعت ان سيارته بمقعد واحد سوف يجلس هو عليه و اظل انا واقفا طوال الرحله او ان البنزين قد نفذ منها و يطلب منى ادفع ( ازق ) سيارته حتى نصل الى الفندق او ما شابه ذلك ، و لكننى فوجئت بانه يعتذر لان سيارته لا تحمل اللون الاسود و هو اللون المعتاد لاستقبال الشخصيات الهامه و قد ابتسمت كثيرا ابتسامه وصلت الى حد الضحك و الضحك بهستريا ايضا من فرط كرم و حياء صديقى العزيز رئيس مهرجان اربيل و قلت له حتى لو كانت سيارتك بدون لون او طعم او رائحه مثل الماء فاننى سأكون فى غاية السعاده بركوبى لها برفقتكم . و قد استقلينا السيارة و ذهبنا بها الى فندق خمس نجوم و منه الى فندق سبع نجوم و الذى حدثت لى داخله العديد من المفارقات و المفاجئات بصفتى من جزور صعيديه اول مره تطىء قدماى فندق سبع نجوم اقصها على حضراتكم فى مره قادمه بمشيئة الله تعالى
عذراً التعليقات مغلقة