صراع قائم ومستمر بين إيران وأمريكا، خاصة بعد أعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، وتوقيع عقوبات على إيران لدعمها للإرهاب، مما جعل الأجواء تشتعل وهناك تنبؤات أن واشنطن تسعى لتغيير نظام الحكم في طهران، معتبرة أنها تساهم في زعزعة استقرار المنطقة، وليس هناك بوابة لغزو إيران إلا “العراق” حتى تستطيع أن تجعلها أمريكا قاعدة عسكرية لها .
الصراع الإيراني الأمريكي
وتمتلك إيران القدرة على الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان عن طريق حروب الوكالة، إضافة إلى التعاون مع حلفائها لتنفيذ هجمات ضد القواعد العسكرية الأمريكية وحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، باستخدام ترسانتها الضخمة من الصواريخ الباليستية، بحسب المجلة الأمريكية، والتي أشارت إلى أن واشنطن تسعى لتغيير نظام الحكم في طهران، وتعتبر أن إيران تساهم في زعزعة استقرار المنطقة.
ونوهت المجلة إلى وجود أصوات تطالب بشن حملة عسكرية ضد طهران، لتغيير نظام الحكم، لكن تلك المساعي يمكن أن تقود للحرب على المدى القريب أو البعيد.
وأوضحت المجلة أن شن حملة عسكرية لتغيير نظام الحكم في دولة أخرى يقود للحرب معها في نهاية الأمر، مضيفة: “إذا سار ترامب على خطى جورج بوش الابن في العراق، وقرر التحرك في اتجاه تغيير نظام الحكم في طهران فإن الحرب معها ربما تكون حتمية”.
غزو العراق بوابة الغزو الإيراني
ولفتت الصحيفة إلى أن غزو إيران ربما يكون وسيلة واشنطن لتغيير النظام الحاكم، ورغم ذلك، فإن واشنطن ستواجه الكثير من التحديات، مشيرة إلى أن أمريكا ستكون بحاجة إلى حشد قوات عسكرية هائلة لمواجهة الجيش الإيراني وإسقاط نظام الحكم في طهران.
وتابعت: “لكن هذا الأمر يتطلب حربا أخرى لتغيير النظام الحاكم في بغداد حتى تكون واشنطن قادرة على حشد القوات العسكرية الكبيرة داخل أراضيه قبل الإقدام على غزو إيران”.
قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية في تقرير لها، يوم 5 يوليو/ تموز، إن الولايات المتحدة الأمريكية تسير على ذات الطريق الذي سلكته لغزو العراق، في المواجهة مع إيران.
ولعبت نظرية المؤامرة والخداع دورا كبيرا في الإعداد لغزو العراق عام 2003، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن السياسيين الأمريكيين ووسائل الإعلام لعبوا دورا كبيرا في الترويج للخطر الذي يمثله الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين على العالم، ضمن الاستراتيجية المعروفة بـ”الصدمة والرعب”.
ولفتت المجلة إلى أن أصداء الأصوات التي كانت تمهد لغزو العراق، قبل عام 2003، يمكن سماعها هذه الأيام خاصة عندما يتم تناول الأزمة مع إيران.
وعلى غرار الترويج لوجود القاعدة في العراق قبل غزوها، تتحدث مزاعم عن إيواء إيران لأعضاء تنظيم القاعدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن تلك المزاعم أغفلت مقولة على لاريجاني في إحدى مقابلاته الصحفية “إن القاعدة هو العدو الأول لإيران”.
خطة الحرب
يضع “صقور الحرب” في الإدارة الأمريكية خطة لغزو إيران يمكن تنفيذها على 3 خطوات بحسب مجلة “ناشيونال إنترست”، التي أشارت إلى أن تلك الخطة تبدأ بالحديث عن معارضة ديمقراطية في إيران يجب دعمها لتشكيل حكومة ديمقراطية، بينما تكون الخطوة الثانية بالحديث عن الدفاع عن الشعب الإيران وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي قال إن بلاده لن تمل من الدفاع عن الشعب الإيراني، وأنه يجب على الإيرانيين إطلاق صرخات للثورة من أجل الحرية، وأنه يجب على مقدمي البرامج أن يدعو ترامب للحرب من أجل حرية الإيرانيين”.
وتتمثل الخطوة الثالثة في ترويج البيت الأبيض والمدافعون عن سياسته بالترويج لفكرة أن الحرب على إيران سيتم الانتهاء منها بأقل تكلفة ممكنة، وأنها ستكون أشبه بنزهة للجيش الأمريكي.
تصعيد فعلي
بدأت التصعيد الفعلي بين أمريكا وإيران عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، وفرض عقوبات عليها بسبب ما اعتبره مساعي إيرانية لامتلاك أسلحة نووية.
ورفضت إيران قرار ترامب، إلا أنها تمسكت بالاتفاق النووي، الذي لم تنسحب منه الدول الأخرى الموقعة عليه وهي الصين وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، لكنها لوحت بحقها في إستئناف تخصيب اليورانيوم، إذا لم تفلح الدول الموقعة على الاتفاق في الحفاظ على بنوده، بعد انسحاب واشنطن.
حرب التصريحات
هدد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، الخميس الماضي 5 يوليو، بأن قواته مستعدة لإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة العالمية، وذلك بعد إعلان أمريكا فرض عقوبات اقتصادية على إيران تؤدي إلى حرمانها من تصدير النفط إلى العالم.
كان رد القيادة المركزية الأمريكية، على تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، بتأكيدها أنها وشركاءها يوفرون الأمن للمنطقة، وأن البحرية الأمريكية مستعدة لضمان حرية الملاحة وتدفق التجارة الحرة في مضيق هرمز.
تمتلك إيران ترسانة صاروخية هائلة تمكنها من استهداف حلفاء واشنطن وقواعدها العسكرية في الشرق الأوسط، إضافة إلى قدرتها على إشعال حرب بالوكالة في العديد من دول الشرق الأوسط للضغط على واشنطن وتهديد وجودها في المنطقة ومصالحها الاستراتيجية.
عذراً التعليقات مغلقة