أحدث مطبوعات الدكتور شعبان عبد الحكيم الحائز على جائزة الدولة فى النقد الأدبى هذا العام صدرت عن الهيئة العامة للكتاب رواية ” هذيان الرجل الذى سقط ” 2017 م وهى رواية تعالج لانفصام البطل عن واقعه ، نتيجة لعدم الانسجام بينه وبين هذا الواقع ، لم تفلح كل التعويذات للتعامل معه ، فيصاب البطل بالهلاوس ، يتخيل نفسه راحلا إلى مدينة أخرى فيها السحر والجمال و الحق والفضيلة والحرية والمساواة ، مدينة بلا ضرائب ولا مكوس ، بلا راية ، يعيش أهلها حياة بسيطة وتلقائية ، يتعاونون فى العمل والإنتاج ، ويقوم بيت المال بجمع ثمرات محاصيل المدينة وتوزيع ما يحتاجونه يوميا … تظل الحياة ندية جميلة ، حتى تأتى قوات أمريكية بضرب هذا المكان بتهمة استحواذهم على سلاح كيماوى ، وهنا تعريض بتدخل الدول العظمى فى شئون البلاد النامية وتدمير بنيتها بحجج واهية … على إثر هذه الضربة يفيق البطل من نومه فيجد نفسه مساقا لتنفيذ حكم بالسجن بتهمة إلقاء زبالة فى غير موضعها …. وكل هذا إدانة للواقع وظلمه وهنا يبدأ البطل فى هذيانه :
سأسقط سقوطاً يكتب عنه الكتاب ذات يوم …. سأكون مثل محجوب عبد الدايم الذى تبنى فلسفة ” طز ” ….سأحمل عارى وخيبتى مزهوا بذلك ….وسأعادى من ينقدنى ،أو يخالفنى الرأى ….
سأتصالح مع هذا المجتمع بكل أدرانه وقذارته …
سأتصالح مع دعاة الدعارة واللصوصية… سأجالس المجرمين وقطاع الطرق وبائعى الحشيش ومدمنى الخمر وموزعى البانجو
سأرفع رايتى البيضاء متصالحا مع أكداس القمامة التى تملأ شوارعنا وأعذر المسئولين عن تقصيرهم للتفكير فى الاستفادة من مخلفاتها ….سأتصالح مع مقتنيات الحضارة …. سأركب جهازاً للمناعة من سموم العربات التى تنفث دخانها السام …. سأتصالح مع مبانيها الشاهقة … واجعل قلبى جزءاً من حديدها وزلطها …
سأسقط سقوطاً يكتبه تاريخ المفسدين فى الأرض والفسقة وكلاب الصيد …. وتجار محارق التاريخ ….
سأسقط سقوط رجل عاش عمره منافحاً عن الحق …..سيكون سقوطى بحجم ما أكنه فى نفسى من قيم …اضطررت لسحقها … سيكون سقوطى بحجم علو همتى…. وسأضرب المثل لنموذج إنسان الكذب والنفاق والدهاء ….
سأسقط غير نادم على هذا السقوط … واكتبوا شهادة وفاتى يوم هذا السقوط … سيموت فيه الإنسان …. ويحيا مكانه الرجل الوغد …. ضد الإنسان …. وسأظل أهذى إلى ما لا نهاية ….ويكون سقوطى بلا نهاية ….
سأسقط سقوطاً يكتب عنه الكتاب ذات يوم …. سأكون مثل محجوب عبد الدايم الذى تبنى فلسفة ” طز ” ….سأحمل عارى وخيبتى مزهوا بذلك ….وسأعادى من ينقدنى ،أو يخالفنى الرأى ….
سأتصالح مع هذا المجتمع بكل أدرانه وقذارته …
سأتصالح مع دعاة الدعارة واللصوصية… سأجالس المجرمين وقطاع الطرق وبائعى الحشيش ومدمنى الخمر وموزعى البانجو
سأرفع رايتى البيضاء متصالحا مع أكداس القمامة التى تملأ شوارعنا وأعذر المسئولين عن تقصيرهم للتفكير فى الاستفادة من مخلفاتها ….سأتصالح مع مقتنيات الحضارة …. سأركب جهازاً للمناعة من سموم العربات التى تنفث دخانها السام …. سأتصالح مع مبانيها الشاهقة … واجعل قلبى جزءاً من حديدها وزلطها …
سأسقط سقوطاً يكتبه تاريخ المفسدين فى الأرض والفسقة وكلاب الصيد …. وتجار محارق التاريخ ….
سأسقط سقوط رجل عاش عمره منافحاً عن الحق …..سيكون سقوطى بحجم ما أكنه فى نفسى من قيم …اضطررت لسحقها … سيكون سقوطى بحجم علو همتى…. وسأضرب المثل لنموذج إنسان الكذب والنفاق والدهاء ….
سأسقط غير نادم على هذا السقوط … واكتبوا شهادة وفاتى يوم هذا السقوط … سيموت فيه الإنسان …. ويحيا مكانه الرجل الوغد …. ضد الإنسان …. وسأظل أهذى إلى ما لا نهاية ….ويكون سقوطى بلا نهاية ….