تم صدور رواية ( شيطان الغضب للكاتبة هدى عامر
وننشر مقدمة الرواية كاملة .
تقديم رواية شيطان الغضب
…………………………..
الروح المصرية بين القدرية والميتافيزيقية
بقلم :المستشار :صالح شرف الدين
شعبة النقد باتحاد كتاب مصر
–مما لاشك فيه أن من يعيشون في وديان الأنهار ،وعلى شواطئها لهم من الميزات ما يميزهم عن الذين يعيشون في الصحاري أو في رؤوس الجبال.
-وهذه السمات رسخت عبر آلاف السنين من الاستقرار ،وبناء المدن ،والاعتماد على الزراعة ،ووجود نظم اجتماعية تحكم العلاقة بين الأفراد ومن ثم الإيمان بوجود إله ،ووجود فلسفة للحياة ،والإحساس بالاكتفاء الذاتي ،والثقة في القدرة على النجاح ،والارتباط بالأرض وقوة الدفاع عنها ،وعدم الاستسلام لمغتصب أو محتل ،هذه الصفات النبيلة وغيرها كثير هي التي يندهش بعض الأجانب من وجودها في جينات من عاشوا وعاش آباؤهم وأجدادهم في أودية الأنهار الخصبة-هذه الصفات لعبت دور البطولة في هذه الرواية للكاتبة هدى عامر التي كتبت قبلها عدة روايات .
-أن تتعرض لشر فظيع من أقرب الأقارب إليك ، وأن تحدث لك مآسي تلو المآسي من كائنات توحشت حولك ،وكائنات غيبية تكاد تفتك بك أن يحدث هذا ، وتصمد ،وتتحمل ،وتنجح ،ويشير الناس إليك بالبنان فهذه درجة عاليه من درجات البطولة،وتشير إلى إيمان راسخ بأن وراء كل محنة منحة ،وأن الحياة تستمر ،ولايبقى شيء على حاله سواء أفراح أو أتراح.
–لقد استخدمت الكاتبة في سردها لأحداث الرواية التي تقع في حوالي مائة صفحة ونيف ،وقسمتها إلى سبعة عشر فصلا ،ولكل فصل عنوان – استخدمت أسلوب السارد العليم ، والارتداد للخلف ،والحوار الداخلي ،والتحليل النفسي ،والتفاصيل الدقيقة ،بلغة فصيحة سهلة ،ونجحت في التشويق ،وإثارة الذهن خصوصا وصفها الدقيق لعلاقة الإنسان ببعض الغيبيات ،وأثر ذلك عليه جسميا ونفسيا ..
–إن تعدد شخوص الرواية ،وامتداد الزمان والمكان ،والحبكة الفنية لها ،والقيم الحياتية النبيلة التي أصرت على ألا تخفيها بين السطور ،يجعلنا نحتفي بهذه الرواية التي ترسخ للروح المصرية العريقة ،وترفض كل ما طرأ عليها من تشوهات ، تحذر من الظلم وسوء نهاية الظالمين ،وتعلي من قدر الوفاء والعطاء ، وحسن الخلق وتجعلها سبيل النجاح ، هذا الأنموذج المثالي قدر مصر وواجب أبنائها ؛ فعليهم الصبر والصمود وعدم اليأس من النجاحومع أطيب أمنياتنا للأديبة ،نتمنى أن نسعد بالاطلاع على إبدعاتها المستقبلية ،والله الموفق.