صدر حديثا ديوان ” قدمٌ واحدةٌ ” للشاعر عشم الشيمى . عضو اتحاد كتاب مصر والديوان هو الديوان الرابع للشاعر بعد دواوين: الشوارع- الوقت- صندوق الضحايا ، ولة تحت الطبع ديوان: قلبُ اللعبةِ وديوان: حرب أهلية.
وبهذة المناسبة ننشر احدى قصائد الديوان الجديد لعشم الشيمى .
حَائِطٌ
من ديوان: قدمٌ واحدةٌ (إصدارات روافد للنشر والتوزيع- 2019م)
يشبهُ موقفى الآنَ حالَ حائطِ غرفتى
التى تستقرُ فى منتصفِه ساعةٌ
يتحركُ عقربُ الثوانى
بشكلٍ منتظمٍ (بلا توقفٍ)
واستقرارٍ
..
الحائطُ كائنٌ ساكنٌ
لم يَشْكُ اختراقَ المسمارِ لجبهتِه
عندَ تثبيتِ الساعةِ
أو أن يختارَ مسحوقَ طلائِه الذى سيظهرُ به
إلى الزائرينَ
أو تغييرَه
فى فتراتِ التنظيفِ الموسميةِ
..
تستقرُّ فى منتصفِه عقاربُ الساعةِ
تتحركُ دائريًّا
وبتناوبٍ دائبٍ
فى تحدٍّ
للحائطِ (الكامنِ)
..
ربما سأرى بالحائطِ (يومًا) شقًّا طوليًّا (ولو صغيرًا)
قربَ الساعةِ
ليعلنَ تحديًا جديدًا له
بعدمِ التحملِ أكثرَ
أستطيعُ أن أصنعَ لى استعدادًا يليقُ بى
وبفكرتى عن التحدى
لقائدٍ استمرأَ البطولاتِ دونَ هزيمةٍ واحدةٍ
بعد أن استبعدَ المواجهاتِ المباشرةَ لأعدائِه
على أن يخططَ جيدًا
لمبادراتِه الهجوميةِ
بتكتيكٍ عسكرىٍّ
يستنفدُ أىَّ توقعٍ لهزيمةٍ محتملةٍ
كدعايةٍ مضادةٍ
تصلحُ دائمًا لأفكارِه
فى قتلِ أعدائِه المتربصين
(دونَ أن أخسرَ)
..
لا تزالُ أسنانى قويةً
ومستخدمةً
بما يسمحُ لى أن أتركَ (أبدّلَ) موقفى (الحائطىَّ)
وأصنعَ شقًّا مجربًا
بدأتْ الآنَ فكرةُ تقاعدى
المثيرِ
بما يحققُ رغباتى
(فى التحررِ)
فى الابتعاد
سيكونُ خيارًا جميلًا
(وواحدًا)
أن يبتعدوا عنى
عن مَنْ اختبرَ الجميعَ وابتعَد
ربما لأثبتَ فكرتى لأناسٍ آخرينَ (وجديدينَ)
دونَ عناءٍ
..
سأفتحُ نافذةً (لا تطلُّ على أحدٍ)
كإجراءٍ وقائىٍّ
لأبدأَ حركةً جديدةً (ومثاليةً)
لغدٍ يتحركُ وفقَ خطتى
للهجومِ (الجديدِ)
دونَ أن أعبأَ بتفاهةِ التعليقاتِ
أو شتائمَ كامنةٍ فى الصدورِ
..
أتجوّلُ كحارسٍ أمينٍ لفكرتى
وأعدُّ الرسائلَ
والردودَ شبهَ الجاهزةِ
قربَ نافذتى الافتراضيةِ
بكاملِ زيِّه وعتادِه الصيفىِّ
وربما (أعددتُ ذلك)
سيشاركُنى كائناتٌ جداريةٌ قريبةٌ
وتشبهُنى (وتشبهُ لى) حلمى
يتحركون (فى ثيابٍ مماثلةٍ)
استعدادًا للمناسبةِ
وبابتسامةٍ هادئةٍ مرسومةٍ دونَ تكلفٍ
..
– الوقتُ لى.
لا يزالُ الوقتُ كافيًا لأشكلَ حريقى المؤجلَ
وحكمتى الحائطيةَ
علىَّ إذًا أن أتجنبَ أشواكًا
وخسارةً محتملةً
وحربَ القهقهاتِ الشامتةِ (الصامتةِ)
ليطرحَ عشبى