مع ذكرى اعتقال الديكتاتور العراقي، الرئيس الأسبق، صدام حسين من قبل القوات الأمريكية التي احتلت العراق قبل أكثر من 17 عاما، لا يزال لغز اختباءه بعد سقوط العاصمة العراقية بغداد لأشهر قبل أن يتم العثور عليه، لغزا بالنسبة للعراقيين والعرب، فيما تحدثت التقارير عن معلومات تخص حياة الديكتاتور الراحل، في عدة مواقع وقنوات إخبارية.
ولعل أبرز ما تحدثت عنه التقارير هو كيفية العثور على صدام حسين إلى جانب شغفه بالسيطرة على هوليود، وهما التقريران اللذان نشرهما موقع الجزيرة دوت نت، والثاني نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، على التوالي.
كيف اعتقلوا صدام حسين
الروايات تزداد حول طريقة اعتقال واكتشاف مكان صدام حسين، حيث ان الروايات الرائجة تتحدث عن أن بعض المقريبين منه وشوا به، إلا أن الجزيرة نت، نشر تقرير أمس، نقلت فيه عن المؤرخ العراقي طارق حرب وصفا لحال صدام حسين عندما تم اعتقاله.
ونقلت عن المؤرخ العراقي، قوله أن صدام حسين، لم يحاول المقاومة عندما تم اعتقالها ولم يكن طبيعيا في تلك الفترة، مشيرا إلى أن ذلك كان بسبب أنه تناول أدوية معينة، أو ربما بسبب وجوده تحت الأرض لفترات طويلة جدا.
بينما ذكرت وسائل إعلام عراقية، ان العملية أطلق عليها اسم “الفجر الأحمر” وقد شارك فيها فريق مكون من 600 عسكري أمريكي ومروحيات أباتشي وانتهت دون أن يتم إطلاق رصاصة واحدة فما أن أزاح الجنود الأمريكيون تمويهات فوهة المخبأ قرب مدينة تكريت، حتى أطل عليهم الرجل بلحية كثيفة وقال: “أنا صدام حسين أنا رئيس العراق وعلى استعداد للتفاوض”، بينما رد عليه جندي أمريكي ساخرا: “الرئيس بوش يرسل إليك السلامات”.
وعلى الرغم من كل تلك الروايات حول اعتقال الديكتاتور الراحل، وإخراجع من تحت الأرض حيث كان وقتها في مخبأه، لكن الرواية المعتمدة لدى الكثير من الباحثين هي ما روته صحف غربية وتناقلتها التقارير وقتها، والتي دعمتها لاحقا شهادات لعملاء في وكالة الاستخبارات الأمريكية وهم من شاركوا في عمليات البحث عن صدام حسين وتعقبه.
وتقول تلك الرواية أن متخصصين أمريكيين بذلوا جهودا كبيرة في استنطاق عدد كبير من المقربين من صدام حسين على مختلف المستويات، وبذلك وقع في أيديهم محمد إبراهيم عمر المسلط، وقالت تقارير أن المسلط كان على صلة قرابة شديدة بصدام وقد عمل حارسا شخصيا له وقد شوهد إلى جانبه في آخر ظهور له في بغداد وتصادف أن قبضت عليه القوات الخاصة الأمريكية خلال مداهمة في بغداد.
وذكرت الصحف ان قريب صدام حسين كان في منتصف العمر تقريبا، وانهار بعد اعتقاله بساعات عند البدء في استجوابه، وقد نقل عنه قوله لأحد المحققين الأمريكيين، بعد ان أفشى لهم السر ودلهم على مخبأ صدام، وقال: “هذا المكان الذي يوجد فيه صدام حسين، هو المكان الذي لجأ إليه في الأيام الماضية وإذا ذهبت هناك ستجده”.
ويروى أن من خان رئيسه كوفئ وتم منحه 25 مليون دولارا.
كيف حاول صدام دخول هوليوود؟
نشرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي تقرير، تحدث فيه منتج بريطاني عن فيلم حاول صدام حسين صناعته في العراق، على خلفية رغبته في دخول بلاده آنذاك صناعة الأفلام من خلال أفلام تنافس عالميا، حيث أنفق الديكتاتور السابق ملايين الدولارات على فيلم يحمل عنوان “المسألة الكبرى”، بينما بالانجليزية كان اسمه “صراع الولاءات”.
وقد تم تصوير الفيلم بأكمله داخل العراق، وهو من بطولة بعض الممثلين البريطانيين من بينهم أوليفر ريد، إلا أنه بعد بدء تصوير الفيلم اندلعت الحرب بين العراق وإيران.
وذكر لطيف جريفاني منتج الفيلم بريطاني الجنسية المولود بالعراق، أن صدام حسين كان متحمسا بشدة لجعل العراق مركزا عالميا للانتاج السينمائي وقال له صديقه في بغداد أن لغة المال هي الطريق الانسب لتحقيق ذلك، فكان رد الديكتاتور أنه سينفق مهما تكلف الأمر، حيث كان يظن أن بغداد يمكن أن تصبح ذات يوم بوليوود على نهر دجلة.
وكان هذا الفيلم هو الأول ضمن قائمة ضمت مجموعة أفلام كبيرة كان من المزمع انتاجها، لكن الحرب قضت على ذلك الطموح الصدامي.
موضوعات تهمك: