اعتبرت صحيفة كريستيانس ساينس مونيتور الأميركية أن خطوة الأمم المتحدة بتعليق عمل مراقبيها في سوريا، هي الخطوة الأولى نحو صياغة خطة عمل دولية للتعامل مع الأزمة السورية.
وقالت الأمم المتحدة إنها أقدمت على هذه الخطوة نتيجة لارتفاع وتيرة العنف في سوريا، خاصة أن المراقبين غير مسلحين، وأشارت كذلك إلى أن مهمة المراقبين كانت مراقبة تطبيق لإطلاق النار لم يدخل حيز التنفيذ الجدي أصلا.
وتوقعت الصحيفة أن تكون مهمة رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود صعبة في نيويورك، التي سيسافر إليها السبوع المقبل لمناقشة ما يمكن أن يتخذ من إجراءات، في حين ما زالت روسيا مصرة على موقفها في الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومنع أي قرار يتخذ ضد نظامه في أروقة مجلس الأمن الدولي.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أن هذا الوضع سوف يترك أثره السلبي على اتخاذ قرار دولي للتدخل في سوريا التي تمزقها حرب داخلية لطالما اصطبغت بصبغة طائفية، حيث ينتمي الأسد إلى الأقلية العلوية التي تشكل عماد القيادة السياسية والعسكرية السورية، وينتمي معارضو النظام في الغالب إلى الأغلبية السنية.
وترى الصحيفة أن حقيقة سقوط أكثر من 13 ألف قتيل على أيدي قوات نظام الأسد في حوالي سنة واحدة يجعل مناخ التصالح ملبدا بالغيوم، ومن شبه المستحيل جمع كلمة النظام والمعارضة.
الأمر الآخر الذي يزيد الوضع تعقيدا هو الدعم السعودي لجيش سوريا الحر الذي يفتقر إلى التنظيم المناسب، لكن الدعم السعودي رفع من قدرة هذا الجيش القتالية في الشهور الأخيرة ولا أدل على ذلك من ارتفاع أرقام القتلى في صفوف القوات النظامية التي تواجه الجيش السوري الحر.
وفي خضم ارتفاع وتيرة القتال، أتى قرار تعليق مهمة بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة، الذين تعرضوا للرشق بالحجارة في عدة مواقع زاروها وشهدوا قتالا اشتركت فيه القوات النظامية ولكنها بدت هي الأخرى كمن يقاتل بدون قيادة منظمة.
وترى الصحيفة أن قلق الجنرال من أن يلحق عدد من أفراد بعثته بلائحة الأشخاص الذين قتلوا في سوريا، هو الذي حدا به في النهاية إلى اتخاذ قرار تعليق نشاط فريقه. وتكمل الصحيفة بالقول “من المحزن أن تعليق عمل بعثة المراقبين لم يؤثر في الوضع شيئا وكأن شيئا لم يكن” لأن البعثة لم تحدث فرقا في المقام الأول.