نشرت صحيفة جيوبوليتكا نيوز الكرواتية، تقرير للصحفي الكرواتي زوران ميتير يعبر فيه عن اعتقاده أن أوروبا ستواجه خريفًا سياسيًا حارًا وشتاء باردًا مليئًا بالغموض، جراء “غباء النخب السياسية الأوروبية وقصر نظرها الاستراتيجي”.
وبحسب الكاتب ذاته فإن الغموض السياسي والاقتصادي والاجتماعي والدفاعي والغموض في مجال الطاقة يهز أوروبا أكثر فأكثر ويشمل ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول التي لم تدخله بعد وقد غادرته بإرادتها الخاصة على حد سواء.
وأشار إلى أن القضايا التي تواجهها الدول الأوروبية حاليًا متشابهة إلى حد ما بينها وبين التضخم ونقص الطاقة وعدم الاستقرار في العرض والاستناد المالي بسبب النزاع الأوكراني، مذكرًا بازدياد عدد الدول الأوروبية التي تنغمس في ازمات سياسية بسبب الأشياء المذكورة فقد استقالت حكومات بما في ذلك بلغاريا وإستونيا وبريطانيا وإيطاليا.
وفي ذات الوقت يرى هذا الصحفي أن تمرد المواطنين الساخطين سيكون أخطر بالنسبة للنخب من صراع مع الخصوم السياسيين والمعارضين الأيديولوجيين.
ولفت إلى أنه كمثال التمرد هو أن المظاهرات واسعة النطاق للمزارعين الهولنديين والتي لا تزال مستمرة منذ عدة أشهر بسبب الإجراءات التي تتخذها سلطات البلاد في مجال مكافحة انبعاثات الغازات.
وأوضح أنه يمكن القول أن اللحظة ليست ملائمة وهولندا ليست وحدها، في هذا الصدد، لكنها تعتبر مثالًا لما سيواجهونه وفق الاستراتيجية الموجودة ليس للاتحاد الأوروبي فحسب بل والغرب الجماعي بشكل عام أيضًا.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي نفسه يتخذ حاليًا قرارات غير شعبية تبعد خطة تطوير المشاريع الثمينة لموارد الطاقة المتجددة واستخدامها وتعيد البلاد إلى استخدام الوقود التقليدي، وذكر أن الوضع في أوروبا يتدهور وهو ما دل عليه التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حذر الفرنسيين في الأسبوع الماضي من أنهم سيواجهون أشهرًا صعبة لأن العالم يشهد تغيرات عظيمة وأن “للحرية ثمن”.
وأشار إلى أنه من السهل إقناع السياسيين بالحاجة للتضحية الذاتية لكن من الصعب إقناع المواطنين بذلك من خلال نفقات معيشتهم المتزايدة بشكل مرتفع.
وتابع بالقول أن الخريف السياسي الحار والشتاء البارد الملئ بالغموض هذا ما ستواجهه أوروبا في الأشهر القريبة القادمة في الأصل بسبب غباء النخب السياسية وقصر نظرها، على حد تعبيره.
موضوعات تهمك: