أعمى من لا يرى التفاف شباب فلسطين حول المقاومة ومن لا يرى تزايد شعبيتها بالضفة الغربية ومن لا يراهن على المقاومة سيخسر شعبيا وسياسيا.
سارع عشرات الشباب بمخيم شعفاط لحلق رؤوسهم تماما حتى يُضللوا قوات الاحتلال عن منفذ عملية شعفاط والذي بد أصلعا في إحدى لقطات الفيديو.
رغم نجاح التنسيق الأمني في الوصول للمقاومين واغتيالهم تبدو جذوة المقاومة في تصاعد مستمر وكذلك التفاف شباب فلسطين حولها واستعداده للتضحية حماية لأبطالها.
شباب فلسطين لا يلتفون حول المقاومة فقط بل هم وقود مقاومة بطلة تؤرق الاحتلال واكتسبت زخما كبيرا بعد عملية “سيف القدس” وهبة الكرامة بفلسطين 1948.
* * *
بقلم: عبدالله المجالي
في استفتاء عفوي يظهر مدى التفاف شباب فلسطين حول المقاومة والمقاومين، سارع العشرات من شباب مخيم شعفاط بالقدس المحتلة لحلق رؤوسهم “على الموس” حتى يُضللوا قوات الاحتلال عن منفذ عملية شعفاط الأسبوع الماضي، والذي بدا في إحدى لقطات الفيديو أصلع.
ليست المسألة مجرد تضامن، بل هي مخاطرة كذلك، فقوات الاحتلال ربما تقدم على استهداف منفذ العملية إذا يئست من إلقاء القبض عليه، وربما يمكننا القول أن كل أولئك الشباب يتمنون أن يكونوا ذلك المنفذ البطل.
في الواقع فإن شباب فلسطين لا يلتفون حول المقاومة فقط، بل هم وقود المقاومة البطلة التي تؤرق الاحتلال، والتي اكتسبت زخما كبيرا بعد عملية “سيف القدس” وهبة الكرامة في فلسطين المحتلة عام 1948.
بعد فشل عملية “كاسر الأمواج” التي نفذها الاحتلال في مناطق بالضفة لإخماد شعلة المقاومة، لجأ إلى الحل الآخر وهو مزيد من التنسيق الأمني مع السلطة في رام الله، وهذا التنسيق يحتاج لما يسمونه تسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة ليقدمه المنسقون كإنجازات تسوغ التنسيق الأمني ضد المقاومة والمقاومين من جهة، وليشيعوا أن عمليات المقاومة تجعل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية جحيما، وكأننا أمام قضية إنسانية بحتة لا قضية تحرر وطني.
ورغم نجاح عمليات التنسيق الأمني في الوصول إلى المقاومين واغتيالهم، إلا أن جذوة المقاومة يبدو أنها في تزايد مستمر، والدليل ما نراه من التفاف الشباب الفلسطيني حول المقاومة واستعداده للتضحية بنفسه حماية لأبطالها.
أعمى من لا يرى التفاف الشباب الفلسطيني حول المقاومة، وأعمى من لا يرى تزايد شعبية المقاومة في الضفة الغربية، وسيخسر من لا يراهن على المقاومة؛ ليس شعبيا فقط بل سياسيا أيضا.
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: