الصين تقود العالم نحو نظام عالمي جديد غير ليبرالي
بقلم … أحمد عزت سليم .. مستشار التحرير
الانهيار وتقويض النظام الحالي والفوضى والصراعات العنيفة .. ..
في هذا السيناريو ، لن تتم السيطرة على تفشي الفيروس التاجي قبل تطوير لقاح خلال 18 شهرًا أو عامين آخرين على الأقل ، في هذه الحالة ، ستكون الاقتصادات الكبيرة في العالم بعيدة عن مستوياتها قبل الأزمة ، ومن المشكوك فيه أنها ستعود إلى هذا الوضع قبل منتصف العقد ، في ظل هذه الظروف ، سيخرج جميع اللاعبين العالميين من الأزمة التي تعرضت للضرب والجرحى ، وسيهيمن على النظام العالمي الفوضى ، ومن المتوقع أنه ستفقد الولايات المتحدة مكانتها العالمية ، وستسمع أصوات تتساءل عن فعالية وضرورة الإطار الفيدرالي ، ومع ذلك ، ستفشل كل من الصين وروسيا أيضًا في التعافي من الأزمة ( خاصة إذا اتضح أن مدى الوباء في كلا البلدين كان أكبر بكثير من المعلن عنه رسميًا ) .
سيشهد هذا السيناريو أزمة غذاء عالمية ، وموجات من العنف القومي ، واشتباكات عنيفة – حتى في وسط أوروبا ، وكما سيتم إسكات آليات التعاون الدولي ( الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية ) أو تحييدها أو تفكيكها كما يتوقع .
يمكن أن يؤدي مثل هذا السيناريو إلى موجة جديدة من الاضطرابات الإقليمية في الشرق الأوسط ، مع أزمة إنسانية واسعة النطاق ، خاصة في المدن المكتظة بالسكان ومخيمات اللاجئين ، وانهيار الأنظمة الحكومية ، في هذه الظروف ، يمكن أن تستأنف الحرب في سوريا بطرق مختلفة ، وكما يمكن لحزب الله السيطرة على لبنان بعد انهيار آليات الدولة اللبنانية ، كما في إيران ، يمكن أن تكون هناك اشتباكات عنيفة واسعة بين النظام والجمهور ( كما في حدث فى عام 2009 ) ؛ كما يمكن أن تحدث فوضى عارمة في قطاع غزة ( كما في الصومال ) ؛ وكذلك السلطة الفلسطينية يمكن أن تنقسم إلى كيانات محلية مستقلة ، يمكن للدولة الإسلامية ، أو أي منظمة جهادية أخرى ، أن تخرج من مثل هذه الاضطرابات وباستخدام مقاتلين صغار ومشددين من معسكرات الاعتقال ، والسيطرة على مناطق واسعة من العراق وسوريا ومصر ( شبه جزيرة سيناء ) وليبيا واليمن والمملكة العربية السعودية .
فقد أستطاعت أزمة فيروس كورونا التاجي أن يبطئ من النشاط الاقتصادي في جميع أرجاء العالم ، واصبحت أسواق الأسهم تتحرك نحو انهيار حقيقي في سوق المال العالمي ، مما قد يؤدي إلى أزمة إقتصادية عالمية .
في الواقع وعلى سبيل المثال فقد أكد فقدان مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية الرئيسية أكثر من 20٪ منذ ذروتها الأخيرة في عام 2020 في 11 مارس الماضى ، و التي يعتبرها مستثمرو وول ستريت سوقًا هابطة نتائج تفشى أزمة كرونا وتأثيراتها الخطيرة .
بل واصبح بقوة من المحتمل أن يثبط ذلك العديد من المشترين من المستثمرين و يشجع البائعين على المكشوف وكما يتوقع الخبراء الراسماليين ، و بالتالي فإن الانخفاض في مؤشرات سوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة وأوروبا من المحتمل أن يستمر بقوة و ألا ينتهي بعد ، في حين أن التدابير الرامية إلى منع وباء الفيروسات التاجية ( كورونا ) تتزايد ، مما يجلب مخاطر إضافية على الاقتصاد العالمي . ووما يؤدى إلى الانهيار عالميا و تقويض النظام الحالي والفوضى والصراعات العنيفة فى كافة أرجاء العالم ، وحيث أصبحت مراحل الذعر سمة عالمية تعبر خطورة الوضع العالمى ومستقبلياته .
موضوعات تهمك:
سيناريوهات مستقبل البشرية الانقراض والانهيار المتكرر والهضبة وما بعد الإنسانية