كأرملة رحل عنها زوجها في صباح ليلة الزفاف انهارت سوزان مبارك بسبب رحيل زوجها الرئيس الأسبق حسني مبارك، والتي تصر على تلقيب نفسها بسيدة مصر الأولى على صفحتها الرسمية على موقع التواصل فيسبوك.
وقد قامت سوزان مبارك بنعيه بآيات من الذكر الحكيم “الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”. وأتبعتها بآية أخرى “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي”.
https://www.facebook.com/129997043745584/photos/a.130011413744147/2804966879581907/?type=3&theater
يتذكر جميعنا الله وكلامه المقدس حينما نمر بأحزان شديدة، لا فرق في ذلك بين سيدة مصر الأولى وسيدة الوراق. ولكن كم مرت على مصر من أحزان في عصر الراحل، الذي طال حتى بلغ 30 عامًا.
لقد أماتنا بكل الطرق، فمن حرق في القطارات، كما حدث في حريق قطار الصعيد عام 2000، والذي راح ضحيته قرابة الـ 2000 قتيل. وهو العدد نفسه الذي غرق في عبارة السلام، والذي كان سبب ضخامة ضحاياه الرئيسي هو خوف المسؤولين من إيقاذ سيادته، أي حسني مبارك، من نومه مخافة أن يطيح به من منصبه.
ربما تذكرت سوزان مبارك حينها آيات الله ولم تعلنها، ربما لعدم توافر مواقع التواصل وقتها وانتشارها، أو قد تكون تذكرتها في سرها تحرجًا من وضع زوجها في موقف مهين. فالزوجة العربية -بالرغم من أنها تفخر أكثر بأصولها الإنجليزية- تعلمت منذ نعومة مخالبها، فسوزان بالتأكيد تحمل مخالب وليست أظافر، أن تكون غطاء لبئر زوجها، حتى ولو سقط به آلاف الضحايا، ضحايا الإهمال والفساد والإجرام المباشر.
غطاء مصر الأول، أو السيدة سوزان مبارك أحسنت دورها حتى النهاية، فقد أجادت هذا الدور طوال بقائها على عرش مصر، بل وحتى عقب نزولها منه لتصعد سيدتين خلفها. إلا أنها أثبتت إجادتها أكثر من الآخرين، إجادتها اللغة الإنجليزية، ومتابعة أحدث الصيحات العالمية، وإدعاء المعرفة، وفهم لوحات الفنان فاروق حسني، وقبل كل ذلك لعب دور الغطاء الزوجي.
حينما وجدت مواقع التواصل منشغلة برد فعل سوزان مبارك على موت زوجها، كان ما يشغلني أكتر هو من سينعي هذه السيدة الغطاء، ابنة سلالة عريقة أعمارها تناهز أعمار قوم نوح. فمبارك مواليد ثورة 1919، والذي كان يصغر الرئيس الراحل من نصف قرن جمال عبد الناصر بعشر سنوات فقط. إلا أنه صمد عنه حتى مات وهو يناهز 92 عامًا.
لم تؤثر به نوازل الدهر، لم تهز قلبه الثورة التي أطاحت به وبأسرته، بالقضايا التي رفعت ضده، بدخوله القفص وتصويره كشامبانزي نادر وصل توًا إلى حديقة حيوانات. فاستمر عقب الثورة على قيد الحياة عشر سنوات أخرى، وذلك ما يؤكد صحة نسبه بقوم نوح، ومما يعزز شكوكي في وجود كائن حي ينعي سيدة مصر حال رحيلها، فقد تكون آخر من يرحل قبل النفخ في البوق مباشرةً.
اقرأ أيضًا:
ختمة قرءان على روح الراحل حسني مبارك
طائرة خاصة تنقل جثمان مبارك للمقابر
عذراً التعليقات مغلقة