سوزان رايس: بن سلمان صنع 9 أزمات.. ويجب تهميشه بـ 6 طرق
- يبدو أن الملك سلمان غير راغب أو غير قادر على كبح جماح ابنه المارق!
- مع خنوع المنتقدين وإزاحة المنافسين لا بديل واضحا في الأفق ليقدم للمملكة قيادة رصينة ومسؤولة.
- يرجح أن يصبح الأمير العدواني المتكبر أكثر تهوراً لإثبات انتقامه الصارم من شركائه الغربيين السابقين.
* * *
أكدت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كشف عن شخصيته الحقيقية من خلال العديد من التصرفات المتهورة والوحشية وتسبب في 9 أزمات داخل السعودية وخارجها.
ورأت أن هناك 6 طرق يجب على الولايات المتحدة الأمريكية إتباعها لتهميش دور ولي العهد السعودي وزيادة الضغط على العائلة المالكة لإيجاد بديل أكثر رصانة، حسب قولها.
اقرأ/ي أيضا: محمد بن سلمان يتحدى إرادة الشعوب!
واعتبرت أن ما حدث في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر الجاري، ربما يكون أفضل بداية للولايات المتحدة الأمريكية لتصحيح مسار علاقتها مع السعودية وخاصة “بن سلمان”.
وأضافت: إن الأزمة في العلاقات بين واشنطن والرياض التي عجّل بها القتل الوقح لجمال خاشقجي تطرح سؤالاً حرجاً تحاول إدارة ترامب تجنبه بوضوح، ألا وهو: هل تستطيع الولايات المتحدة مواصلة تعاونها مع محمد بن سلمان؟..
وقالت سوزان رايس أن إدانة بن سلمان شبه المؤكدة في مقتل خاشقجي تؤكد على “تهوره وفجوره الشديدين”، بينما تكشفه كشريك خطير وغير موثوق به لدى الولايات المتحدة.
اقرأ/ي أيضا: بأي غربال سيحجب بن سلمان شموس السعودية؟
وكتبت في مقال في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان “شريك لا يمكننا الاعتماد عليه”:
“وكما تظهر هذه السلسلة من الجنون فإن الأمير محمد لم يعد من الممكن اعتباره شريكاً موثوقاً أو عاقلاً للولايات المتحدة وحلفائها. وإذا فشلنا في معاقبته مباشرة واستهدفنا من حوله فقط فإن ولي العهد سيتجرأ أكثر على اتخاذ إجراءات متطرفة.
وإذا كنا عازمين على معاقبته، وهو ما يجب أن يكون، فمن المرجح أن يتصرف الأمير محمد، العدواني والمتكبر، بشكل أكثر تهوراً لإثبات استقلاليته وانتقامه الصارم ضد شركائه الغربيين السابقين. وفي كلتا الحالتين يجب على إدارة ترامب افتراض أن الأمير محمد سيستمر في توجيه بلاده وعلاقتنا الثنائية نحو الهاوية”.
اعرف اكثر: خفايا الحملة الصليببية لترامب
وأكدت أن أي مراقب حصيف لا ينبغي أن يفاجأ باكتشاف أن ولي العهد السعودي قادر على القيام بهذا العمل، مضيفة: “نعم قد نشعر بالصدمة من مدى شناعة قتل خاشقجي ومن مدى وقاحة الأكاذيب الكثيرة التي قالها السعوديون..
بالطبع فإن العديد من الأمريكيين، من وادي السليكون إلى افتتاحيات الصحف الأمريكية الكبرى، أثلجت صدورهم وعود ولي العهد بالإصلاح والتسويق الماهر لقيادته.. ولكن بالنسبة للراغبين في رؤية ما وراء هجومه الساحر فقد كشف الأمير محمد بن سلمان بالفعل عن شخصيته الحقيقية من خلال العديد من التصرفات المتهورة والوحشية”.
السعودية.. وفاة عميد سابق لكلية القرآن الكريم في السجن).
9 أزمات صنعها ولي العهد السعودي
ورأت مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما في المقال أن “بن سلمان” صنع 9 أزمات رئيسية سواء داخل السعودية أو خارجياً، محذرة من مخاطر استمرار علاقة واشنطن به في ظل سياساته المتهورة. من هذه الأزمات التي صنعها بن سلمان:
(1) الحرب في اليمن، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وقتلت عدداً لا يحصى من المدنيين، بما في ذلك الأطفال، لأن السعوديين يرفضون بغطرسة استخدام أساليب استهداف مسؤولة.
(2) سجن ولي العهد نشطاء المجتمع المدني.
(3) سجن لعدة أشهر المئات من أفراد العائلة المالكة وغيرهم من الأشخاص المتنفذين في مقابل دفع مبالغ ضخمة لإطلاق سراحهم.
(4) طرد منافسيه وذويه المقربين بما في ذلك ولي العهد السابق محمد بن نايف.
(5) كما تلمح قضية خاشقجي فقد تولى أكبر عملية تطهير عالمية للمعارضين السعوديين أينما كانت إقامتهم.
(6) اختطف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ونفى ذلك.
(7) فرض حصاراً حقوداً وكاملاً على دولة قطر المجاورة، وهي شريك أمريكي مهم آخر،
(8) سعى إلى دفع الولايات المتحدة إلى الصراع مع إيران.
(9) بعد انزعاجه من تغريدتين انتقاديتين معتدلتين لوزيرة الخارجية الكندية خفض فجأة العلاقات الدبلوماسية مع أوتاوا وأخرج 7000 طالب سعودي من الجامعات الكندية وقيد روابط النقل والتجارة.
تعرف على وزيرة التربية الجزائرية التي تقود حملة صليبية في المدارس
للأسف، يبدو أن الملك سلمان غير راغب أو غير قادر على كبح جماح ابنه المارق، ومع خنوع المنتقدين وإزاحة المنافسين جانباً لا يوجد بديل واضح في الأفق يمكن أن يقدم للمملكة قيادة تتسم بالرصانة والمسؤولية.
ومع غياب أي تغيير في القمة علينا أن نعد أنفسنا لمستقبل تكون فيه السعودية أقل استقراراً وأكثر صعوبة في الحكم. ومع هذا السيناريو ستكون المخاطر المحتملة كبيرة على الأمن الأمريكي والمصالح الاقتصادية.
ابن سلمان.. لاعب الـ”جيمز” الفاشل
6 طرق لتهميش بن سلمان
وأكدت رايس أن الولايات المتحدة أخطأت بتوريط نفسها مع بن سلمان وستكون أكثر حماقة في مواصلة القيام بذلك. واقترحت أن تعمل واشنطن مستقبلاً على تخفيف المخاطر التي تهدد المصالح الأمريكية. وأضافت أنه لا ينبغي لواشنطن أن تمزق علاقتها المهمة مع السعودية.
لكن يجب أن نوضح أنه لا يمكن أن تكون الأمور كالمعتاد طالما أن الأمير محمد لا يزال يمارس سلطة غير محدودة، وينبغي أن تكون سياسة الولايات المتحدة، بالاشتراك مع حلفائها، هي تهميش ولي العهد من أجل زيادة الضغط على العائلة المالكة لإيجاد بديل أكثر رصانة.
هل ما يحصل بين المغرب والسعودية «سحابة عابرة»؟
وبحسب سوزان رايس، فإن هناك 6 طرق لتهميش بن سلمان:
(1) أن تبدأ واشنطن بقيادة الضغط من أجل تحقيق دولي محايد في مقتل خاشقجي و”يجب أن نكون متسقين وعلنيين في حكمنا بأن الولايات المتحدة تعتقد أن القتل لم يكن ليحدث بدون مباركة الأمير محمد أو، على الأرجح، بأمره”.
(2) ينبغي علينا إنهاء جميع الدعم العسكري لحملة اليمن المضللة والضغط على السعوديين للتوصل إلى تسوية تفاوضية،
(3) وينبغي علينا فوراً تعليق جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية للرياض وأن تجرى مراجعة دقيقة وشاملة لأي شحنات مستقبلية،
(4) أن نوقف كل ما عدا تلك التي نحددها، بالتشاور الوثيق مع الكونغرس، لتعزيز مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.
(5) أخيراً يجب أن نتوقف عن اتباع الأمير محمد في الطرق المسدودة والاحتفاظ بشكوك صحيحة في تعاملاتنا معه، خاصة تلك التي تتطلب الاعتماد على كلمته أو حكمه.
اقرأ/ي أيضا: ثري عربي يرهن زوجاته الأربعة.. لماذا؟
(6) توقف الولايات المتحدة عن تفضيل علاقة جاريد كوشنر بولي العهد السعودي وأن تملأ فراغ منصب السفير الخالي في المملكة للتواصل مع مجموعة أوسع من كبار المسؤولين السعوديين، كما يجب أن ينتهي هذا الافتتان الذي لا يمكن تفسيره للرئيس ترامب بالأمير محمد ويجب عليه إعادة تقييم السياسة الأمريكية بما يخدم مصالحها الوطنية وليس مصالحه الشخصية أو مصالح ولي العهد السعودي.
المصدر: نيويورك تايمز + مواقع إلكترونية
