برغم أن الرئيس الأمريكي تهدد نظام بشار الأسد برد عسكري على القصف الكيماوي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية والذي تسبب في مقتل أكثر من 78 من المدنيين بالإضافة لمئات المصابين، إلا أن الموقف الأمريكي من ضربة عسكرية لبشار الأسد مزال ملتبسًا يبدو عليه التردد.
الرئيس الأمريكي الذي هدد بشار الأسد بدفع ثمن باهظ جراء إستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، بعد أن قرر إجتماع مع مستشاريه وقادة عسكريين لبحث الرد المناسب ضد دمشق، قال ترامب في الإجتماع أن رده سيكون بحلول ليل الاثنين، وألمح إلى الإستعداد لشن ضربات عسكرية ضد دمشق، لكنه عاد وقال أنه سيطلق ردَا خلال ساعات ليل الإثنين/ الثلاثاء. لكن وحتى الآن تأخر الرد الأمريكي الذي يصرح مسؤولون امريكيون بأن الرد سيكون خلال ساعات. لكن صحيفة وول استريت جورنال الأمريكية، قالت أن مدمرة أمريكية تحركت قبالة سوريا، مشيرةً إلى أن تحركاتها في ظل التهديدات الأمريكية ضد دمشق. وقالت الصحيفة أن المدمرة محملة بصواريخ موجهة لتنفيذ التهديدات الأمريكية.
رد مشترك
وبرغم أن عدد من الدول قد أبدت إستنكارها من الهجمات النظامية على مدينة دوما، كما تصاعدت تنديدات ودعوات لمحاسبة النظام السوري، ودعوات آخرى للتحقيق في الموقف، إلا أن دعوات الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين هي الأقوى حيث أكدوا على ضربات إنتقامية ضد نظام بشار الأسد على القواعد التي استخدمت في هجمات النظام.
من جهتها نقلت رويترز عن مصادر أمريكية مسؤولة في البيت الأبيض -لم تسمها-، قولها أن الولايات المتحدة تسعى إلى شن ضربة عسكرية جماعية ضد نظام بشار الأسد. وكان البيت الأبيض أعلن إتفاق الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي على الإستعداد لضربة عسكرية ضد نظام بشار الأسد، كما كان الرئيس الفرنسي قد هدد في وقت سابق أن فرنسا ستقوم برد عسكري مناسب إذا ما قام الأسد بإستخدام أسلحة كيميائية ضد مدنيين. من جهتها لوحت بريطانيا بسعيها للمشاركة مع حلفائها الغربيين في ضربة عسكرية ضد بشار الأسد، وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية أن ضربة تأديبية لنظام بشار الأسد محل دراسة مع حلفائها الدوليين، وقالت الوزيرة أن الوحشية النظامية غير مقبولة مؤكدةً سعيها لوقف الإنتهاكات الخطيرة ضد الرجال والأطفال والنساء، من جانبها قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها ستعقد مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجوم الكيميائي على دوما.
تحذير روسي
روسيا لم تقف صامتة أمام التهديدات الأمريكية لضرب بشار الأسد، فسفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قال أن بلاده حذرت الولايات المتحدة من أي عمل عسكري ضد حليفها، قائلًا أن بلاده وصفت النتائج لضربة عسكرية بـ”التداعيات الخطيرة”، ويرى محللون أن تصعيد الولايات المتحدة ضد الأسد يجب أن يكون محسوبًا، محذرين من رد روسي إذا كانت ضربة الغرب ضد الأسد غير محسوبة مثل ضربة ترامب السابقة لمطار الشعيرات، من جانبها قالت روسيا أنها تأمل في عدم تحول سوريا لساحة مواجهات بين الولايات المتحدة وروسيا، يذكر أن ترامب أكد على إمكانية بلاده العمل العسكري ضد الأسد مستعرضًا قوة بلاده العسكرية.
هل يسعى الغرب لحل؟
بالتزامن مع التهديدات العسكرية للغرب ضد نظام بشار الأسد، تخرج القافلة السابعة عشر من مهجري مدينة دوما بالغوطة الشرقية، متجهةً إلى إدلب، وبذلك يبدو أن الحل العسكري الروسي قد أتى بثماره، وبرغم الانتقادات التي وجهها ترامب لسلفه حول ضربات إنتقامية بعد هجوم كيميائي، إلا أنه لم يكن للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من داعمي المعارضة من التدخل ضد نظام بشار الأسد قبل روسيا، وبعد وصول روسيا إلى آخر المعاقل التابعة للمعارضة الغير مدعومة من التحالف الغربي أو التركي، لذا وجب التحرك الغربي لوضع الحدود للتحالف الروسي الإيراني الأسدي من التفكير في التقدم على جبهات آخرى يدعمها الغربيون ويضعون فيها أقدامهم. كما أن تحذيرات من إستخدام الأسلحة الكيميائية يظهر تخطي الأسد للخطوط الحمراء الدولية التي لا ينبغي له تخطيها، وتشير التحليلات إلى إقتراب المواجهات الحقيقية بشأن الحل في سوريا ونقل روسيا من العمل العسكري لطاولة التفاوض.