متى يطلق آل سعود سراح الشيخ سلمان العودة ؟
لا يزال نظام الحكم السعودي الذي يعد عارا على قبيلة آل سعود العريقة في البلاد، حيث تعتقل علماء الشريعة المعتدلين وأبرزهم الشيخ سلمان العودة برغم ما صدر عنهم من تسريبات تؤكد إمكانية إطلاق سراحه في الفترة المنصرمة بين عيدي الفطر والأضحى المباركين.
الشيخ سلمان بن فهد عبدالله العودة، الذي يعد أحد أهم علماء الشريعة الإسلامية في السعودية، والحاصل على الدكتوراة في العلم الشرعي، وله العديد من البرامج الكتب فيما يخص مجاله، لا يزال قابعا في السجن بدلا من الاستفادة من علمه وخبرته وإخلاصه، وذلك في أن يكون استشارا حقا للسلطة في السعودية، ولكن على ما يبدو جليا أن مآرب هؤلاء لا تريد للشعب السعودي أن يكون ناصحو أمره من العلماء الأجلاء بينما يكونون مستشارين من نوع آخر يتم التواصل معهم خفية داخل الأراضي المحتلة.
يقبع الشيخ سلمان العودة في سجن ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة منذ سبتمبر/ أيلول 2017، وذلك في زنزانة انفرادية غير آدمية، ولا تزال قضيته مفتوحة إلى ما يشاء الله وقد يواجه الرجل عقوبة الإعدام على فعله “اللا شئ”.
سلمان العودة ومعضلته
تعد معضلة الدكتور العودة الحقيقية لدى النظام السعودي ليس أنه متطرف أو معتدل برغم سماحته الشديدة ولباقته وحسن اختيار التعبيرات الملائمة وشديدة البلاغة، ولكن مشكلتها الأزلية معه هي حقيقة الشريعة الإسلامية وجوهرها، حقيقة وصدق وإخلاص نيته لأجل الإنسانية وخاصة الشعوب العربية والإسلامية.
يحمل العودة هم الشعوب وحاجتها لجوهر الشريعة السمح في تنظيم حياتهم من كافة اتجاهاتها، وخاصة العدل. أستطيع أن أجزم أنه وإن كان لا يمكن للعودة تطبيق الشريعة وإنما تطبيق روحها وروحانيتها وسماحتها وقيمة العدل فقط لفعل وترك أي شئ آخر.
لا يعرف بن سلمان، الشيخ العودة أو فكره، ولكنه لا يجد فيه ما يعرفه من أن الأمان لن يناله من شخص بعلمه وفكره ونواياه، بل إنه لا يدري عن سلمان العودة أكثر من أنه رجل مخلص قد يقضي علينا.
يعتمد بن سلمان ومن يواليهم النوايا الخبيثة، ويعمل على استغلال الشريعة في التحكم في الشعب السعودي، وعندما يتحدث عن الانفتاح وثقافته الجديدة، فإنه يستخدمها بشكل واضح في التنكيل بالعلماء المعتدلين وترك هؤلاء المتطرفين يعيثون الفساد ليفسدوا على الشعب دينه ودنياه، في دعم توجهاته في التسلط على المملكة.
متى يطلق آل سعود سراح الشيخ سلمان العودة ؟
كان من الممكن أن يتعقل نظام الحكم السعودي ويقوم بإطلاق سراح العلماء كبادرة خير منه لاسترضاء الشعب في ظل الخسائر التي يعاني منها النظام السعودي، سواء على المستوى الاقتصادي، أو على مستوى الحروب الإقليمية التي دخلها النظام وخسرها جميعها، خاصة حربه في اليمن، التي انقلبت عليه وأصبحت الصواريخ تقع على رؤوس الجميع في قلب المملكة نفسها.
لابد أن يعرف بن سلمان أن هذا الوضع لن يستمر، وإن أعدم الشيخ سلمان العودة أو أنهى وجود لأي عالم حقيقي في المملكة فإن الدائرة ستدور وسيرحل، وسيبقى العلم الحقيقي والفكر المثالي والقيم والمبادئ في قلوب الناس تنتظر من يوقظها فقط.
لا يسعنا إلى تذكير فإن الذكرى قد تنفع، وخاصة تذكير الشعوب، لمواجهة الظلم والطغيان، والدعاء للحكماء داخل النظام السعودي للتعقل ورفض الطريق الذي سيمكن الحوثيين أبناء الإيرانيين من الدخول إلى قلب الرياض ومكة المكرمة والظفر عليهم، والسيطرة على المملكة، الحل الوحيد هو مراجعة الطريق وبدء صفحة جديدة مع كل من هو مخلص في المملكة لإنقاذها من الهاوية التي وصلت إليها.
موضوعات تهمك:
سلمان العودة وآخرون.. لماذا لم تفرج السعودية عن علماء الشريعة حتى الآن؟
فضيحة محمد بن سلمان.. هل سيبيع المدينة المنورة أم سيؤجرها؟!
عذراً التعليقات مغلقة