المحتويات
محمد الديري
سلطان الأطرش والمعروف باسم “سلطان باشا الأطرش” قائد وطني ومجاهد ثوري سوري ويعد قائد الثورة السورية الكبرى 1925 ضد الانتداب الفرنسي، وأحد أشهر الشخصيات الدرزيةفي العصر الحديث عرف بوطنيته وشجاعته ورفضه لتجزئة سوريا.
حياة سلطان وتراث العائلة:
ولد سلطان باشا الأطرش في قرية القريّا في محافظة السويداء منطقة صلخد في الجمهورية العربية السورية في العام 1891 وتوفي في 1982/3/26، لدى عائلة الأطرش الدرزية الشهيرة. والده “ذوقان بن مصطفى بن إسماعيل الثاني” مؤسس المشيخة الطرشانية 1869، كان مجاهداً وزعيماً محلياً قاد معركة ضارية في نواحي الكفر عام 1910، وهي إحدى معارك أبناء الجبل ضد سامي باشا الفاروقي، والتي كانت تشنها السلطنة العثمانية على جبل الدروز لكسر شوكته وإخضاعه لسيطرتها، أعدمه الأتراك شنقاً بسبب تمرده عام 1911. أماّ والدة سلطان فهي “شيخة بنت إسماعيل الثاني”.
هو كبير إخوته علي ومصطفى وزيد، وله أختان سمّية ونعايم تزوج في سن التاسعة عشرة من عمره من ابنة عمه فايز “غازية” لكنها توفيت بعد فترة قصيرة دون أن يرزق منها أطفالاً وبعد عودته من الخدمة الإجبارية تزوج من ابنة الشيخ إبراهيم أبو فخر من بلدة نجران واسمها “تركية” ورزق منها جميع أولاده الذكور: طلال وفواز ويوسف وجهاد توفوا جميعاً ومنصور وناصر وطلال والإناث: غازية وبتلاء وزمرد وتركية ونايفة وعائدة ومنتهى.
الثورة العربية الكبرى:
أدى سلطان الأطرش الخدمة العسكرية في البلقان، ومنذ عودته تابع الاتصال بالحركات العربية بفضل علاقته الدائمة بدمشق، فصارت القرياّ ملجأ ومعقلاً للفارين من الأتراك وللمناضلين الملتحقين بالثورة العربية في العقبة.
وكان سلطان الأطرش أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سورية قبل دخول جيش الملك فيصل، حيث رفعه على داره في القرياّ، وكان في طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق سنة 1918، بعد أن رفع العلم العربي في ساحة المرجة فوق دار الحكومة بدمشق، منحه الملك (فيصل الأول) لشجاعته لقب (باشا) عام 1918، في الجيش العربي. وقد طرح الفرنسيون عليه الاستقلال في حكم الجبل وتأسيس بلد مستقلة في محافظة السويداء فرفض رفضا قاطعا لسعيه الدؤوب نحو دولة عربية مستقلة بعيدا عن التجزئة والاستعمار.
فى بدايات النضال ضد الفرنسيين في يوليو/تموز 1920، جهز سلطان الأطرش قوات كبيرة لنجدة “يوسف العظمة” في ميسلون ووصل مع فرسانه إلى براق جنوب دمشق، إلا أنه سمع هناك نبأ حسم المعركة وانكسار الجيش العربي واستشهاد القائد “يوسف العظمة” وزير الدفاع. عارض سلطان إنشاء الدولة الدرزية عام 1921 وقبل ذلك وبعده عارض بشدة الانتداب الفرنسي، فأرسل رفاقه للحاق بالملك فيصل الأول قبل إن يغادر على الطراد البريطاني في (حيفا)، برسالة شفهية نقلها حمد البربور إلى الملك فيصل الأول مفادها، دعوة الملك إلى السويداء- جبل العرب لإقامة الدولة العربية هناك والاستمرار بالمقاومة. إلا أن جواب الملك فيصل كان: “قل لسلطان، فات الأوان”.
المناوشات الأولى:
في تموز 1922، بدأت علاقة سلطان تسوء مع الفرنسيين بعد اعتدائهم على التقاليد العربية في حماية الضيف، حين اعتقلوا أدهم خنجر وهو لبناني عاملي اشترك في عملية محاولة اغتيال الجنرال “جورو” وحاول الاحتماء بدار سلطان باشا الأطرش هرباً من الفرنسيين، إلا أنه اعتقل قبل وصوله إلى الدار، وكان سلطان الأطرش خارج قريته يومها.
بعد هذه الحادثة التي اعتبرها سلطان الشرارة الأولى لإكمال مشروع المقاومة، جهز سلطان قوة من رجاله واشتبك مع الفرنسيين في معركة تل الحديد 1922 وكان من نتائجها:
– ذبح فرقة الضابط “بوكسان”.
– محاصرة السويداء.
– أسر 4 جنود فرنسيين.
لجأت فرنسا إلى خديعة المجلس النيابي الذي طلب من سلطان إطلاق الجنود الفرنسيين مقابل إطلاق سراح أدهم خنجر، ولكنها سرعان ما أرسلت أدهم إلى الإعدام في بيروت ودمرت منزل سلطان الأطرش. لجأ سلطان والثوار إلى الأردن مؤقتاً حيث عادوا بعد سنة إلى الجبل وكان قد اكتسب شعبيةً هائلة. إلا أنه وحتى نهاية حياته كان يشعر بالحسرة على عدم إمكانية إنقاذ الشهيد “أدهم خنجر”.
جبل الدروز:
في عام 1925 انطلقت الثورة من جبل الدروز، الذي سمي جبل العرب بعد انطلاقتها، لأن هدف الثورة الأول كان إقامة الدولة العربية الحرة وتوحيد سورية ساحلياً وداخلياً والاستقلال ورفض الانتداب الفرنسي، لتشمل سورية كلها وجزءاً من لبنان. وقد تولى سلطان باشا الأطرش قيادتها بالإجماع في مؤتمر ريمة الفخور بعد أن شهد العالم معركة المزرعة، التي قضى فيها الثوار على حملة ميشة والتي كان قوامها 13000 جندي، أما الثوار فكان عددهم 400 ثائر. وبعد هذه المعركة المظفرة، التحق الوطنيون الدمشقيون والسوريون والعرب بركبها. وتعد من أهم الثورات ضد الاحتلال الفرنسي بسبب أنها شملت سوريا كلها وامتازت بمعارك ضارية بين الثوار والقوات الفرنسية. وكان لها العديد من النتائج الملموسة.
الأسباب:
أسباب الثورة هي الرفض القاطع للانتداب وللتقسيم الطائفي التي قامت به فرنسا في سوريا، حيث قسمت البلاد إلى دويلات طائفية، فرفع سلطان باشا الأطرش شعار الثورة الشهير:الدين لله والوطن للجميع، وكان هذا الشعار صفعة في وجه هذا التقسيم الطائفي لسوريا.
معركة الكفر وبدايات الثورة:
بدأ سلطان بالتنقل بين قرى الجبل يحرض الأهالي على الثورة ضد الفرنسيين ويستثير النخوات وكانت أول عمليات الثورة العسكرية إسقاط الثوار طائرتين فرنسيتين إحداهما وقعت قرب قرية امتان وأسر طيارها، تجمع الثوار بقيادة سلطان ثم هاجموا صلخد في 20 يوليو/تموز 1925 وأحرقوا بمساعدة أهلها دار البعثة الفرنسية فانطلقت في اليوم نفسه حمله فرنسية بقيادة نورمان الذي استخف بقدرات الثوار اتجه إلى الكفر وأمر جنوده بالتمركز حول نبعها.
أرسل سلطان إلى نورمان مبعوثاً لينصحه بالانسحاب فأجابه بالرفض وكرر التهديدات بالقبض على سلطان وأعوانه وأنه يمكنه أن يقتل 3000 درزي بالرشاش الذي معه. وقال لهم إذهبوا إلى سلطان وقولوا له أنني بانتظاره على أحر من الجمر في هذا المكان.
بدأت المعركة ظهراً ولم تدم طويلاً. وحالت سرعة الهجوم وهول المفاجأة بين الفرنسيين وأسلحتهم. وبدأ القتال بالسلاح الأبيض ودخل الثوار بين الفرنسيين وقتل نورمان قائد الحملة قضى الثوار على الحملة كلها تقريباً. كانت خسائر الدروز في معركة الكفر 54 شهيداً من بينهم شقيق سلطان الأطرش، مصطفى الأطرش وتذكر المراجع الفرنسية أن 172 جندياً فرنسياً قتلوا بينما يذكر من حضروا المعركة أن خسائر الفرنسيين كانت أكثر من ذلك بكثير وتقدر بعدة آلاف (يذكر الجنرال أندريا أنه لم ينجو من معركة الكفر من الجنود الفرنسيين إلا 5.
قاد الأطرش العديد من المعارك الظافرة ضد الفرنسيين كان من أبرزها: معركة الكفر ومعركة المزرعة في 2و3 أغسطس/آب، 1925، ومعارك الإقليم الكبرى، ومعركة صلخد، والمسيفرة، والسويداء ومعارك أخرى كبد فيها الجيش الفرنسي خسائر هائلة. وفي 23 أغسطس/آب أصدر سلطان باشا الأطرش بيانه الشهير (إلى السلاح) الذي أعلن فيه أهداف الثورة وهي توحيد سوريا والاستقلال وإقامة الدولة العربية الحرة.
عرض الفرنسيون على سلطان باشا الأطرش الاستقلال بالجبل وتشكيل دولة مستقلة يكون هو زعيمها مقابل وقف الثورة لكنه رفض بشدة مصراً على الوحدة الوطنية السورية. قامت السلطات الفرنسية بتعذيب السكان في حال تعاونوا مع الثوار، وعند انتهاء ثورة عبد الكريم الخطابي في المغرب العربي، ازداد الضغط على الثوار في سوريا، فلجأوا إلى الأزرق في جنوب الأردن، حيث بدأوا بشن الهجوم على القوات الفرنسية انطلاقاً من هناك. إلا أن قوات الانتدابين الفرنسي والبريطاني حاصروا الثوار وقطعوا عنهم الماء نهائياً.
بدأ زخم العمليات الحربية يخبو بسبب قلة السلاح لدى الثوار، فعرضت فرنسا عليهم الاستسلام وحكمت بالإعدام على سلطان الأطرش، فرفض الاستسلام ورفض تسليم السلاح وقرر الرحيل بمن معه من رجال إلى أن يعود الاستقلال من خلال اتفاقية عصبة الأمم بخصوص الانتداب فرحل إلى وادي السرحان في الجوف حيث طلب الإذن من الملك عبد العزيز بن سعود بالنزول في دياره وسمح له. وبقي هناك (1927-1932) مع رفاقه (حوالى 300 رجل) إضافة للنساء والأطفال، فعاشوا شظف العيش في الصحراء. وهناك بقي سلطان الأطرش على اتصال بالوطنيين وبكل التحركات السياسية في القضية السورية، ودعا في 1929/10/29 إلى مؤتمر عام لبحث القضية السورية وقد حضر هذا المؤتمر، الذي سمي بمؤتمر الصحراء، كل الوطنيين والسياسيين العرب المهتمين بالقضية السورية. وصدر في نهايته مقررات هامة رسمت المسير السياسي للقضية في ما تلى من أحداث. واستمر في المقاومة المتمثلة برفض الاستسلام. ثم في العام 1932 سمح لسلطان ورفاقه بالدخول للعيش في الكرك وعمان في الأردن، إلى أن عاد إلى الوطن في 1937/5/18 بعد إلغاء الحكم بالإعدام وبعد اتفاقية 1936 حيث استقبل استقبالاً شعبياً هائلاً.
نتائج الثورة:
- أجبرت الثورة فرنسا على إعادة توحيد سوريا بعد أن قسمتها إلى 4 دويلات: دمشق، وحلب، وجبل العلويين، وجبل الدروز.
- اضطرت إلى الموافقة على إجراء انتخابات فازت فيها المعارضة الوطنية بقيادة إبراهيم هنانو وهاشم الأتاسي.
- اضطرت فرنسا إلى عزل مفوضيها الساميين وضباطها العسكريين في سوريا وتعيين البدائل عنهم، كما حصل مثلاً مع المفـوض السامـي (سراي) بعـد مهاجمة الثـوار لقصر العظـم بدمشق، فعينت المسيو (دي جوفنيل).
- قصفت دمشق بالطيران لمدة 24 ساعة متواصلة.
- أرسلت فرنسا أحد أبرز قياديها الجنرال “جاملان” بعد تزايد قوة الثوار وانتصاراتهم.
أعداد شهداء الثورة السورية الكبرى كما ورد في كتاب «قبسات في جبل العرب والثورة السورية الكبرى عام 1925» وذلك حسب المحافظات السورية:
– 315 شهيدا فى حلب و إدلب.
– 331 شهيدا فى اللاذقية وطرطوس والساحل.
– 731 شهيدا فى دمشق والغوطتين.
– 150 شهيدا فى حماة.
– 250 شهيدا فى حمص والنبك والقلمون.
– 71 شهيدا فى ديرالزور والجزيرة و البوكمال.
– 34 شهيدا فى درعا.
– 2064 شهيدا فى جبل العرب.
– 267 شهيدا فى إقليم البلان، راشيا مجدل شمس، والقرى التي حولها أقارب أهل الجبل من لبنان وفلسطين.
من ذاكرة الثورة:
- يُذكر أن المجاهد سلطان الأطرش كان مع فرقة من الثوار يعبرون منطقة جبلية وعرة متجهين إلى الأردن، ويقال أنه قد تم نصب كمين لهم من قبل الفرنسيين الذين لم يستطيعوا تتبعهم من دون تغطية لطائراتهم الجوية، وفي ساعةٍ مبكرة فوجئ الثوار بقصف جوي كثيف وعلى حين غرة، فراح المجاهدون ينجون بأرواحهم مختبئين بين الصخور المتناثرة على جانب الطريق، ويذكر أن المجاهد سلطان ظل ممتطيا ً جواده غير آبهٍ بقصف الطيران الفرنسي وحينما انتهى القصف ظن الثوار أن سلطان قد استشهد، وإلا به من بين الدخان يتراءى على فرسه من بعيد وعلى وقع ذات الخطوات رافما ً رأسه وحاضناً بندقيته وكأن قصفا ً لم يكن… وما إن رآه الثوار إلا وراحوا يصيحون روح يا بطل الله يحييك… الله أكبر… الله أكبر…
- كذلك يُذكر أن المجاهد سلطان الأطرش ومعه مجموعة من قادة الثورة لجأوا إلى الشيخ سلطان بن سطام الطيار شيخ قبيلة ولدعلي من عنزة ومن قيادات الثورة لقيادة الثورة من مركز بعيد عن مراكز الفرنسيين. وهذا مما يدل على حنكة وذكاء المجاهد سلطان الأطرش. وقد مكثوا لدى القبيلة بضيافة شيخها مدة ستة أشهر تقريبا حتى اكتشفت القوات الفرنسية أمرهم فشنت عملية عسكرية برية باءت بالفشل بعد أن تمكن فرسان القبيلة من اقتحام أحد المدافع الذي كان يتحصن خلفه الجنود الفرنسيون فانهزموا. ليعيدوا الكرة بعد ذلك مزودين بالطائرات. وهي من العمليات العسكرية التي ذكرت بالتفصيل في الأرشيف الفرنسي.
مآثر الثورة والثوار:
بعد الاستقلال طلبت صحفية ألمانية من القائد العام ان يوجز لها البطولات التي اجترحت خلال الثورة فأجابها: لا يوجد على هذه الأرض حجر الا وقلبته حوافر خيلنا، ولا توجد حفنة تراب لم ترو بدمائنا، ولكل مجاهد فينا قصص كثيرة من قصص البطولة والشهادة والفداء وليست قصة واحدة، ويلزمنا لرويها تاريخاً كاملاً، فكيف يمكن ايجازها.
يروي سلطان باشا الاطرش في كتاب (أحداث الثورة السورية الكبرى كما سردها قائدها العام سلطان باشا الأطرش، دمشق، دار طلاس، ط2-2008) انهم حين وصلوا، ثوار الجبل وثوار الغوطة، لفك أسر النساء والأطفال وكبار السن من أهالي الجولان الذين ساقهم حلفاء الفرنسيين إلى منطقة موحلة تسمى (نقعة جمرا) استعاد ثوار الإقليم معنوياتهم وصاروا يزأرون كالأسود ويفتكون بأعدائهم، ويضيف انه من أكثر المشاهد ايلاماً غوص الأطفال والنساء بالأوحال، وتلوث جروح المصابين بالطين، وان أماً قتلت برصاص الفرنسيين فاقترب منها أحد أقاربها ليأخذ طفلها عن صدرها، فهب ينخي الرجال وينشدهم الأخذ بالثأر وهو يصيح: هذا الطفل يرضع حليباً ممزوجاً بالدم. يذكر أن 7 من آل علم الدين قضوا في معركة السويداء وهم يتداولون رفع بيرق مدينتهم ولم يسمحوا بسقوطه فسجلوا مأثرة من مآثر البطولة التي لا تمحى.
النضال ما بعد الثورة السورية الكبرى:
لم يتوقف نضال سلطان الأطرش بعد الثورة، بل شارك أيضاً بفعالية في الانتفاضة السورية عام 1945 وكان جبل العرب بتوجيه منه أسبق المحافظات السورية في طرد الفرنسيين إذ طوق أبناؤه مراكزهم وأخرجوهم، وذلك كان بقيادة الأمير حسن الأطرش محافظ الجبل آنذاك، وانتقمت فرنسا لنفسها من انقلاب الجبل هذا وتحرير السويداء بقصف دمشق والسويداء وأنحاء من سوريا في 1945/5/29. فكان ذلك بداية خروجهم من سوريا، كما دعا في العام 1948 إلى تأسيس جيش عربي موحد لتحرير فلسطين، وبالفعل تطوع المئات من الشباب واتجهوا للمشاركة الفعلية في حرب 1948، واستشهد هناك حوالى 80 شاباً من الجبل.
وأثناء حكم الشيشكلي، تعرض سلطان باشا الأطرش لمضايقات كثيرة نتيجة اعتراضه على سياسة الحكم الديكتاتوري، فغادر الجبل إلى الأردن في يناير/كانون ثاني 1954، عندما عمّ الهياج أنحاء سوريا لاسيما بين الطلبة الذين كانوا في حالة إضراب مستمر، واعتقل العديدون بينهم “منصور الأطرش” أحد أبناء سلطان الأطرش، فجرت محاولة درزية لإخراجه من السجن أدت إلى اشتباك مسلح، سرعان ما تحولت إلى معركة في جبل العرب، وعاد الأطرش إلى بلده بعد سقوط الشيشكلي. أيد سلطان الأطرش الانتفاضة الوطنية التي قادها الزعيم الدرزي كمال جنبلاط في لبنان عام 1958، ضد سياسة كميل شمعون، كما بارك الوحدة العربية التي قامت بين مصر وسوريا عام 1958، ووقف بحزم وثبات ضد عملية الانفصال عام 1961.
أيامه الأخيرة:
- الباشا الأطرش في 79، في بيته في قرية القريا
تفرغ سلطان في أواخر حياته للنشاطات الاجتماعية والتنمية في الجبل وقد رفض الأطرش أي مناصب سياسية عرضت عليه بعد الاستقلال. وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قد زار سلطان باشا الأطرش في عهد الوحدة في السويداء.
وفاة الأطرش:
توفي سلطان باشا الأطرش 26 مارس/آذار عام 1982 وحضر جنازته أكثر من نصف مليون شخص. وأطلق اسمه على ساحة في السويداء.كما أنشىء صرح يخلد شهداء الثورة السورية الكبرى ويضم رفات قائدها العام في بلدة القريا مقابل دار سلطان باشا الأطرش. وتم تدشينه بمناسبة عيد الجلاء في 17 أبريل/نيسان 2010. ويوم تشييعه، منحه رئيس لبنان آنذاك وسام الأرز اللبناني كما دشن الرئيس الراحل ياسر عرفات نصبًا تذكاريًا في مدينة رام الله تحية وفاء إلى شهداء الحامية الدرزية التي أرسلها سلطان باشا الأطرش للدفاع عن فلسطين والذين سقطوا قرب نابلس.