المحتويات
سعود القحطاني وريمة وعادتها القديمة
أثار اسم سعود القحطاني الرأي العام السعودي، بعد أن تم الإعلان عن إبعاده من قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ومنحه البراءة قبل المحاكمة ومن التحقيقات الأولية، بحسب ما أعلنت النيابة العامة السعودية اليوم.
يعد القحطاني أحد أهم المستشارين المقربين من ولي العهد السعودي الحاكم الفعلي للمملكة وصاحب الاتهام الأول في إعطاء الأمر بقتل خاشقجي في قنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018.
وكان الملك سلمان قد أصدر مرسوما ملكيا يعفي فيها القحطاني من منصبه وعدد من المسؤولين بعدما قررت النيابة العامة إحالتهم للتحقيقات على خلفية الجريمة.
فمن يكون؟
الرجل الذي درس القانون الجنائي وتخصص في العدالة الجنائية والحاصل على دورة تأهيل الضباط الجامعيين في القوات الجوية للمملكة، والبالغ من العمر 41 عاما، عين كمشرف على مركز دراسات وشؤون إعلامية يتبع للديوان الملكي، بالإضافة لمنصب مستشار في الديوان الملكي برتبة وزير ومهام أخرى.
وذلك بعد أن كان محاضرا قانونيا في كلية الملك فيصل الجوية ثم مديرا لشؤون الأفراد والضباط بالكلية نفسها، وتولى عام 2003 كمصب المستشار القانوني في سكرتاريا ولي العهد ومديرا لدائرة الإعلام في العام التالي له ونائبا لمدير مركزي الأرصاد الإعلامية في الديوان الملكي 2005 ثم مستشارا بمكتب نائب رئيس الديوان الملكي ومديرا لمركز الرصد والتحليل الإعلامي.
وصفه تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية بكاتم أسرار ولي العهد الجديد، وبحسب مصادر سعودية نقلت عنها رويترز فإن القحطاني عمل وكأنه نائبا عن بن سلمان يتحدث على لسانه ويصدر تعليمات لكبار موظفي الأجهزة الأمنية.
وأرجعت تقارير سبب مقتل الصحفي السعودي الراحل إلى حديث خاشقجي عن سعود القحطاني في مقابلة له مع نيوزويك الأمريكية، باعتباره معروفا بالنسبة له وكونه أهم شخص فيما يتعلق بالإعلام ومن يقود آلة العلاقات العامة والإعلام في السعودية، بالإضافة لتناوله في عدة مقالات نشرتها صحيفة واشنطن بوست باعتباره صاحب قائمة بأسماء معارضي بن سلمان، كما أن مقربون من خاشقجي قالوا أن القحطاني حاول استمالته قبل عملية قتله بنحو عام للعودة إلى المملكة التي تركها خوفا من التنكيل بسبب آراءه السياسية التي يكتبها في مقالاته.
وعن أنه معروف لدى الخليج بالرجل القوي القريب من بن سلمان صاحب التوجه المتطرف، وإبان الأزمة مع قطر في بدايتها فقد اقترح وضع حدود بين السعودية وقطر من خلال حفر قناة بين البلدين لفصلهما عن بعض ولتكون قطر جزيرة معزولة وليس شبه جزيرة.
وبحسب تقارير فإن القحطاني أسس وحدة للمراقبة الالكترونية للعمل على رصد آراء الصحفيين والكتاب والكتابة عمن انشق منهم، كما تحدثت تقارير عن مسؤوليته عما سمي “الذباب الإلكتروني” الذي يعد آلاف من الحسابات المزيفة التي تديرها لنشر وجهة نظر ولي العهد ومهاجمة خصوم السلطة.
وفي تغريدة له كتبها القحطاني قبل ما يزيد عن عام من مقتل خاشقيفي أغسطس عام 2017، “أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين”.
إقالة ليس للإقالة
رجلا بتلك القوة في إدارة ولي العهد السعودي وهذا التطرف في الإخلاص، يدير الوضع بتطرف شديد وعصبية قوية، لا يمكن أن يترك للإقالة ومن ثم للمحاكمة، ولابد أن ينقذه سيداه.
سعود القحطاني الذي يعد صانع الألعاب في سلطة بن سلمان، لن يتم التخلي عنه لا بسهولة ولا بصعوبة، في تقرير نشرته واشنطن بوست الأمريكية، في يناير 2019، وذلك قبل أشهر من إعلان استبعاده من التحقيقات، أن بن سلمان لا يزال يتواصل مع القحطاني.
يعرف عدد من المتابعين والمراقبين أن ما فعل في المملكة من المحاكمة الصورية لمستشار بن سلمان الذي تعتقد السي اي ايه أنه المسؤول عن عملية مقتل خاشقجي بتخويل من ولي العهد السعودي.
يشير مقال واشنطن بوست الذي كتبه الصحفي ديفيد إيجنانيوس، أن أسلوب الإدارة الإعلامية للصحف والمواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي في الوسط السعودي المغرد لم يتغير قيد أنملة مما يؤكد استمرار القحطاني في عمله دون أي تغيير.
ريمة وعادتها القديمة
من المنتظر أن تسفر الأمور في الشهور المقبلة عن غلق نهائي لقضية مقتل خاشقجي داخل اروقة النيابة العامة والمحاكم السعودية دون شئ يذكر، إلا أنه من المنتظر ان يعود ولي العهد للاستعانة بالقحطاني بشكل رسمي وعلني دون أي اخفاء للأمر لكي تحتاج صحيفة لكشف ذلك الأمر.
ويخشى في الوقت الراهن في أن يعود سعود القحطاني لمنصبه بالرعونة ذاتها وتوجيه ولي العهد الذي يمتثل له بالفراغ العقلي ذاته، ما يجعل عودة عمليات الاغتيال بشكل أكثر احترافية وفي أماكن مخصصة للقتل دون التعرض للفضح هو ثمة ما سيأتي في الأشهر القليلة القادمة على المملكة العربية السعودية.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة