اصبح وزير الخارجية السعودي الراحل، سعود الفيصل مثار جدلا واسعا داخل المملكة العربية السعودية والخليج، بعد أن اتضح من تسريبات مراسلات هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، إبان توليها المنصب في حكومة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
ووفقا للرسائل المنشورة مؤخرا قبيل الانتخابات الأمريكية، التي تقام في نوفمبر المقبل، تبين ان سعود الفيصل أقدم على إغلاق الهاتف في وجه هيلاري كلينتون، عندما طالبته كلينتون بعدم ارسال بلاده قوات إلى البحرين أثناء الاحتجاجات البحرينية التي رافقت الربيع العربي وكادت أن تكون ثورة جديدة قرب الحدود السعودية.
وكانت قوات تسمى درع الجزيرة قد دخلت إلى البحرين والتي كانت عبارة عن 1200 جندي سعودي، و800 جندي إماراتي، وهو ما جاء من أجل ما سمي وقتها الخطر الإيراني على البحرين، من أجل محاولة السيطرة على الأمور هناك خوفا من ربيع عربي جديد في البحرين، وهو ما يعد رعبا حقيقيا لحكام السعودية والإمارات، سواء رعب امتداد الثورات إلى قلب الجزيرة العربية، أو الرعب الذي ربته الولايات المتحدة لبلاده من إيران، تبريرا لسحب المليارات منهم لقاء تأمينهم وامدادهم بالقواعد العسكرية.
ويعتبر ما حدث من سعود الفيصل إلى حد كبير، خوف هيستري وصل إلى حد إغلاق الهاتف في ظل التهديد والحصار الذي كان سيعانيه القصر في الرياض من تلك الاحتجاجات.
وفي الرسائل أيضا قالت هيلاري كلينتون أن السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي لم يتم غزوها من قبل الغرب عسكريا، وهو ما يعد بديهيا نظرا لكون المملكة أحد توابع الغرب التي لم تكن يوما مناكفا لهم أو معارضا، فلما يحتاجون غزوهم عسكريا وهم يحصلون على ما يريدون بمجرد جرة قلم؟
وعن الأموال زعمت الرسائل أن السعودية هي الدولة الخليجية التي تثستثمر أموالها داخل الخليج، لكن من تناقلوا الأمر باعتباره مدحا للمملكة نسوا إلى حد كبير ما تقوم به السعودية من دفع أموال عبارة عن مليارات الدولارات لشراء السلاح الأمريكي ارضاءا للبيت الأبيض للمزيد: (كيف أقنع ترامب “خادم الحرمين” بدفع الجزية في 4 كلمات؟).
وعلى كل اعتبر البعض أن مثل تلك الرسائل تعد أفضل حالا وإن كان من قام باغلاق الهاتف كان يفعلها بدافع الهيستريا والرعب، إلا أنه أفضل حالا من الذي يتعرض لتوبيخ في اتصالات هاتفية من قبل الرئيس الأمريكي لكي يستمع إلى الكلام (لمزيد من التفاصيل: محمد بن سلمان آلة يحركها ترامب بالإهانات!).
موضوعات تهمك:
بدر خلف هل تحول لبدرية خلف؟ وما علاقة حكومة الإمارات بالأمر؟