تصدر محرك البحث جوجل خلال الساعات الماضية البحث عن سبب وفاة الطفل ريان الذي رحل عن عالمنا على إثر سقوطه في بئر عميق بلغ عمقه 60 مترا، واستمر فيه لخمسة أيام مع محاولات انقاذ مضنية استمرت لتلك الأيام مما أدى لإخراجه من البئر ميتا، وهو ما أحدث صدمة واسعة النطاق في المغرب العالم العربي والعالم.
وعلى إثر وفاة الراحل ريان البالغ من العمر 5 سنوات فقط، انهالت التعليقات الحزينة، التي كانت تأمل في خروجه حيا لتنتهي القصة المأساوية نهاية حزينة للغاية، وعلى الرغم من الاهتمام العالمي والعربي بالراحل، إلا أن الحكومة المغربية والقصر الملكي لم يعلن عن سبب الوفاة أو توقيتها.
وأشارت تقارير إلى أن الطفل ريان توفي قبل أن يتم إخراجه من البئر الذي علق فيه لأيام.
سبب وفاة الطفل ريان
وقالت مصادر صحفية مغربية ان سبب الوفاة لم يتحدد بعد وأنه سيتوقف على عملية تشريح الجثمان، لكن لم يعلن عن تلك العملية نظرا لحساسية القضية كقضية رأي عام، لكن التشخيص الأولي للطفل عندما تم العثور عليه من جانب الفريق الطبي الذي دخل للنفق من أجل إنقاذه بعد 5 أيام من تواجده في قعر البئر، أن الطفل عانى من كدمات في الرأس وكسور على مستوى الرقبة وكسور على مستوى العمود الفقري وهي إصابات ربما تكون سببا في وفاة الطفل ريان.
لكن استشاري الأطفال نصر الدين الشريف قال في تصريحات صحافية، أن سبب وفاة الطفل ريان توفي على إثر مضاعفات سقوطه في البئر، حيث عاش عدة أيام مع قلة الأوكسجين، وواجه بالتأكيد إصابات رأسه وكسور ونزيف دماء ومضاعفات كبيرة أثرت على الأجهزة الحيوية كالقلب والمخ والرئة والكلى وترتب على ذلك خروجه متوفيا بعد أن تم رصده على قيد الحياة طوال فترة الانقاذ.
وأضاف الشريف في تحليله أن الطفل في بداية سقوطه تعرض لعدة أمور منها العطش الشديد، حيث أنه عند الحرمان التام من الماء يحاول الجسم الاحتفاظ بكل نقطة ماء داخله فتقلل الكلى كميات البول وتقل كذلك كمية العرق لكن لا يمكن منع فقد الماء بشكل تام، لذا يستمر تناقصه تدريجيا ومع مرور المزيد من الوقت يصبح الدم أكثر لزوجة وأقل حيوية وأكثر قابلية لحدوث الجلطات وتتعرض خلايا الجسم للجفاف الذي يسبب اضطرابا في الوظائف خصوصا المخ وفقا لما نقلته صحيفة عكاظ.
وأشار إلى أن حالة سقوط الطفل ريان في البئر العميقة تختلف عن حالات الإنقاذ من كوارث الزلزال مثلا حيث أن هناك العديد من الحالات عندما يتم الإنقاذ من تحت الأنقاض بعد عدة أيام تكون على قيد الحياة وسبب ذلك مرتبط بكمية الدهون في الجسم حيث أنها كلما زادت ارتفعت القدرة على البقاء فالجسم يخزن الطاقة اللازمة لعمله على شكل سكريات ودهون وبروتينات فعندما يمتنع الإنسان عن الطعام يبدأ استهلاك السكريات أولا ثم بعدها الدهون والبروتينات ولكن بعد استنفاذ كل تلك الأمور يدخل الجسد في مرحلة الدوخة وتصل للغيبوبة والوفاة أما في حالة سبب وفاة الطفل ريان فإنه قد عانى من العديد من الظروف الصعبة مثل قلة الأوكسجين، وعدم توافر أي ظروف تساعده على البقاء حيا، كما عانى من أعراض أخرى مثل الخوف الشديد والظلام الدامس في بداية سقوطه حيث العقل البشري لا يستطيع أن يتعامل مع المجهول والظلام يجعل ما حوله مجهولا وخوف الطفل من الظلام هو إحدى علامات عدم الفهم لما يدور ومع مرور الوقت تزداد الصعوبات، إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
موضوعات تهمك: