لماذا الإصرار الأمريكي على تمرير “إعلان النوايا”؟! وما الغاية المتحققة من الاتفاق لـ”الكيان الصهيوني”؟
هل سيتبع اتفاق “إعلان النوايا” مزيد من الاتفاقات التي تفاقم حالة الارتهان الاستراتيجي بالكيان الصهيوني؟
الإدارة الامريكية منخرطة بقوة في محاولة فرض شراكة استراتيجية في قطاعي الطاقة والمياه بين الاردن والكيان الصهيوني.
جهود الأمريكية تتسارع بكثافةً بشكل غير مسبوق وغير مريح أيضا لفرض رؤيتها للتعاون الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني أمام ممانعة شعبية ونيابية.
* * *
بقلم: حازم عياد
أعلنت وزارة الخارجية الامريكية اليوم الثلاثاء عن زيارة متوقعة لـ”يايل ليمبرت” مساعدة وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الأدنى للأردن والضفة الغربية و”إسرائيل”، تلتقي خلالها مسؤولين حكوميين أردنيين، بينهم وزير المياه والري محمد النجار، ووزير التخطيط والتعاون الدولي ناصر الشريدة.
اللافت للانتباه ان الاعلان عن زيارة ليمبرت جاء بعد ساعات من تصريحات السفير الامريكي هنري ووستر، ومديرة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية شيري كارلين، تعليقًا على الواقع المائي في الأردن، واتفاق “إعلان النوايا” (الكهرباء مقابل الماء) أكد فيه السفير ووستر أن “الاتفاق ليس مؤامرة ماسونية”!
تصريحاتٌ غير مسبوقة للسفير ووستر، تكشف مستوى الانخراط الامريكي في ملف “إعلان النوايا”، والقلق المرافق له من إمكانية إسقاط “الإعلان” الموقع في دبي بين الكيان الصهيوني والأردن والامارات؛ ما يجعل من زيارة ليمبرت ولقائها وزيري المياه والتخطيط في عمان محل جدل في الساحة الاردنية.
زيارة ليمبرت تؤكد وجود جهود أمريكية إن لم تكن ضغوطًا قوية لإقناع الأردن بالإبقاء على “اتفاق النوايا”، الموقع في نوفمبر الماضي في معرض “إكسبو دبي”؛ فأمريكا تكاد تلقي بكامل ثقلها في “إعلان النوايا” الذي لا يُتوقع أن تتوقف العجلة الامريكية والاسرائيلية عنده.
فالإدارة الامريكية منخرطة بقوة في محاولة فرض شراكة استراتيجية في قطاعي الطاقة والمياه بين الاردن والكيان الصهيوني، تارةً عبر الزيارة التي قام بها الممثل الخاص للرئيس الامريكي جون كيري للأردن قبل يوم واحد من بدء النقاشات النيابية لاتفاق “إعلان النوايا”، وتارةً أخرى عبر تصريحات “ووستر” و”شيري” في ذروة النقاشات الساخنة تحت قبة البرلمان والشارع الاردني، وأخيرًا زيارة ليمبرت ولقائها وزيري المياه والتخطيط.
الجهود الأمريكية تتسارع، وتزداد كثافةً على نحو غير مسبوق، وغير مريح في الآن ذاته؛ لفرض رؤيتها للتعاون الإستراتيجي مع الكيان الصهيوني أمام الممانعة الشعبية والنيابية.
فلماذا الإصرار الأمريكي على تمرير “إعلان النوايا”؟! وما الغاية المتحققة من الاتفاق لـ”الكيان الصهيوني”؟ وهل سيتبع “اتفاق النوايا” المزيد من الاتفاقات التي تفاقم حالة الارتهان الاستراتيجي بالكيان الصهيوني؟
لعلها أسئلة ستزداد أهمية، خصوصًا أن المنطقة أمام استحقاقات خطيرة، أبرزها الساعة البيولوجية التي تدق بقوة في رام الله إحدى محطات الوزيرة الامريكية.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر| السبيل الأردنية
موضوعات تهمك: