رأى ترامب في زيارة بيلوسي لتايوان خطوة خدمت مصلحة الصين فقط!
«هذه المرأة تسبب الفوضى، هذا بالضبط ما حدث، لقد أتت الزيارة بالتأكيد لصالح الصينيين؛ لأن لديهم الآن عذراً لفعل ما يفعلونه».
يلتمس ترامب العذر للرئيس الروسي بوتين في شنّه حرب أوكرانيا؛ لأن واشنطن وحلفاءها اضطروه لذلك بسبب نقص الحكمة في سياساتهم.
كانت مناسبة زيارة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، فرصة ليوجه لها ترامب أشدّ النقد وأقذع الصفات فهي برأيه «غبية» و«مجنونة».
* * *
بقلم: د. حسن مدن
في ما يبدو أنه تحضير مبكر لحملة انتخابية قادمة، يطمح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لخوضها، رغبة في أن يعود ثانية إلى البيت الأبيض، يواصل ترامب هجومه على الرئيس الحالي جو بايدن، واصفاً إياه تارة بـ«الناعس»، وأخرى بـ«الخرِف» أو فاقد الذاكرة!
ويكرر القول؛ إنه (أي ترامب) لو ظل رئيساً لما اندلعت حرب أوكرانيا، ملتمساً العذر للرئيس الروسي بوتين في شنّه لهذه الحرب؛ لأن واشنطن وحلفاءها اضطروه لذلك بسبب نقص الحكمة في سياساتهم.
أعجبنا ترامب أم لم يعجبنا، لا يخلو قوله هذا من وجاهة، والأرجح أن روسيا أجلت دخول قواتها إلى أوكرانيا سنوات، تعويلاً على تفاهمات ممكنة مع ترامب عندما كان رئيساً، أو لو قدّر له أن يكسب ولاية أخرى، لكن دون ترامب وهذا الكسب كانت صعوبات عدة، يتحمل هو جزءاً ليس يسيراً منها.
لا يقتصر هجوم ترامب على غريمه بايدن؛ بل يطال قادة الحزب الديمقراطي الآخرين، وكانت مناسبة زيارة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، فرصة ليوجه لها ترامب أشدّ النقد وأقذع الصفات، فهي في رأيه «غبية» و«مجنونة»، وليعيد ما يقوله عن حرب أوكرانيا، بالإشارة إلى أن تلك الزيارة ما كانت ستحدث تحت قيادته.
معلوم أن ترامب سلك خلال رئاسته خطاباً تصعيدياً ضد الصين، مقابل خطاب متصالح مع روسيا، ولكن ذلك التصعيد مع بكين ظلّ لفظياً وغير مقرون بخطوات عملية وازنة؛ لذا رأى ترامب في زيارة بيلوسي لتايوان خطوة خدمت مصلحة الصين فقط، قائلاً عن رئيسة مجلس النواب: «هذه المرأة تسبب الفوضى، هذا بالضبط ما حدث، لقد أتت الزيارة بالتأكيد لصالح الصينيين؛ لأن لديهم الآن عذراً لفعل ما يفعلونه».
ليس خافياً أن لزيارة بيلوسي لتايوان أبعاداً تخصّ الداخل الأمريكي، فهي ذهبت إلى هناك في خطوة مغامرة، لم تكن محل رضاً حتى من بايدن نفسه، ظناً منها أن ذلك سيعظم من فرص الديمقراطيين في الحفاظ على مواقعهم في الانتخابات النصفية الوشيكة.
وهي مواقع مهددة بسبب ما يعتري أداء الإدارة الحالية من وهن، ولكنها من حيث أرادت أو لم ترد، عادت بالضرر على واشنطن، ومنحت بكين الحجة لتقوية موقعها.
* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين
المصدر: الخليج – الدوحة
موضوعات تهمك: