هناك على بعد ثلاثة كيلومترات من معرة النعمان، وتحديداً في قرية (معرشورين) تزوج أحد شباب القرية، وهو الأمر الذي من الممكن أن يراه أي قارئ أمراً طبيعياً.
حمل العرس من الطرافة نفس قدر ما حمله من الوطنية، فتحولت الأغاني التي تصدح في حالات كهذه إلى أغاني الثورة (سوريا حرة أبية.. نفديها رجال وحرائر)، ورقص الشباب كما هي العادة مع حملهم أعلام الثورة عالياً، وما يبدو طريفاً ومؤثراً في نفس الوقت أن من يصور العرس حمل لافتة أمام الكاميرا كتب عليها (إدلب – معرشورين – عرس على الطريقة الثورية 14/4/2012)، وبهذا تم توثيق حفل الزفاف كما يتم توثيق المظاهرة على اعتبار أن الحدثين يهتفان لسقوط النظام السوري والحدثين يعبران عن عشق الحرية.
ولكن الاستثنائي في عرس ابن قرية (معرشورين) أنه جاء خلال الثورة السورية، ولم يأتِ تحديد الموعد اعتباطاً أو من قبيل المصادفة، وإنما أحب العريس أن يخبر أولاده أنه تظاهر وتزوج أثناء ثورة بلده.
قرية معرشورين صغيرة من حيث الحجم، ولكنها تعد من أهم القرى في محافظة إدلب من الناحية الاقتصادية، كما تميزت هذه القرية بأنها دخلت في الثورة السورية السورية منذ البداية، وتميزت برفع لافتات مميزة مثل (اركب القطار قبل أن يأتيك الثوار).
هذا.. ويكاد الشعب السوري يتعايش مع ثورته ويلتحم بها، ويحول كل مناسباته إلى ما يشبه المظاهرة.