نقلت القوات الروسية الموجودة في سورية ما لا يقل عن 500 مقاتل للقتال كمرتزقة مع قواتها شرقي أوكرانيا.
مع استنزاف القوات الروسية في حرب أوكرانيا، بدأت مجموعات كبيرة من قوات فاغنر الروسية الانسحاب من سورية وتستبدل بها عناصر جديدة أو سورية.
عمليات نقل مقاتلين من سورية إلى روسيا تمّت عبر قاعدة حميميم خلال مارس وأبريل 2022، متزامنة مع نقل مقاتلين سوريين آخرين من ليبيا أجرتها روسيا للهدف ذاته.
بعد معارك كييف، لوحظ بدء عمليات تجنيد واسعة شارك فيها النظام السوري وفروعه الأمنية، وأرسلت قوات النظام دفعة من مقاتليها لأوكرانيا عبر قاعدة حميميم.
عدد المرتزقة الخاضعين للتدريب بالمعسكرات يبلغ بين 15 و20 ألفا، لكن لم ينقلوا جميعهم إلى روسيا وبيلاروسيا، تمهيدا لنقلهم إلى أوكرانيا بل يتم تدريبهم حاليا.
* * *
كشفت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة”، أن القوات الروسية الموجودة في سورية نقلت ما لا يقل عن 500 مقاتل إلى روسيا للقتال كمرتزقة إلى جانب قواتها شرقي أوكرانيا، كانوا قد سجلوا أسماءهم في وقت سابق لدى شركات أمنية ووسطاء.
وقالت المنظمة، في تقرير صدر عنها يوم أمس الثلاثاء، إن عمليات نقل مقاتلين من سورية إلى روسيا تمّت عبر قاعدة حميميم العسكرية، ووقعت خلال شهري آذار/مارس ونيسان/إبريل 2022، وجاءت متزامنة مع عمليات نقل مقاتلين سوريين آخرين من ليبيا أجرتها روسيا للهدف ذاته.
وتشير المعلومات، بحسب شهادات قالت المنظمة إنها حصلت عليها من عائلات أقرباء لمقاتلين سوريين إضافة إلى ضباط في قوات النظام، إلى أنه “تمّ نقل ما لا يقل عن 100 مقاتل من أبناء وسط وجنوب سورية إلى جبهات القتال شرقي أوكرانيا، وذلك بعد تجنيدهم على يد “شركة الصياد الأمنية/ صائدو داعش” والقوات الروسية، لقاء أجور مالية متفاوتة تبدأ من 1000 دولار أميركي وصولاً إلى 1500 للشهر الواحد، مع وعود بالحصول على علاوات وميزات إضافية بعد انتهاء المهمة والعودة للالتحاق بالكتيبة الأساسية في سورية، والتي جاء منها المقاتل”.
كما أكد التقرير تجنيد ونقل ما لا يقل عن 530 مقاتلا من عناصر “الفرقة 25 قوات خاصة” التي يقودها العميد المقرب من روسيا سهيل الحسن، بعد أن خضعوا لمعسكرات تدريبية على يد ضباط روس لمدة 15 يوماً.
رقم “أكبر بكثير”
في سياق متصل، قال الباحث في مركز “جسور” للدراسات، وائل علوان: “في بداية حرب أوكرانيا لم تكن هناك حالة تجنيد واسعة لمقاتلين سوريين من مناطق سيطرة النظام إلى روسيا كما هو الآن، وإنما كان هناك سحب للقوات الروسية النخبوية وخاصة قوات الصنوف” (الاختصاصات).
وأضاف علوان: “لكن مع بدء الاستنزاف للقوات الروسية في معارك أوكرانيا، بدأت مجموعات كبيرة من قوات فاغنر الروسية الانسحاب من سورية واستبدالها إما بعناصر جديدة أو سورية، في حين أن العناصر السوريين المدربين المقاتلين في ليبيا تم سحبهم بشكل كامل إلى أوكرانيا”.
ولفت إلى أنه “بعد معارك القوات الروسية على أبواب كييف، لوحظ بدء عمليات تجنيد واسعة شارك فيها النظام السوري وفروعه الأمنية، كما أرسلت قوات النظام دفعة من مقاتليها إلى أوكرانيا عبر قاعدة حميميم”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الأعداد الأكبر كانت من تلك التي جندتها مليشيات لواء القدس وحزب الله اللبناني ومليشيا الحرس الثوري.
وأكد علوان، في ختام حديثه، أن التقديرات تشير إلى أن الرقم أعلى بكثير من 500 مرتزق سوري نقل لأوكرانيا، وأن هناك مرتزقة من دول مجاورة مثل العراق ولبنان أيضا. موضحا في الوقت ذاته أن عدد المرتزقة الذين يخضعون للتدريب في المعسكرات يصل إلى 15 إلى 20 ألفا، لكن لم ينقلوا جميعهم إلى روسيا وبيلاروسيا، تمهيدا لنقلهم إلى أوكرانيا وإنما يتم تدريبهم حاليا.
وفي وقت سابق، نُقل عن مصادر محلية في حمص وسط البلاد أن القوات الروسية طلبت من الفيلق الخامس التابع لها الاستعداد لاستقبال منتسبين جدد إلى الفيلق في مطار تدمر العسكري، بهدف إرسالهم إلى روسيا وزجهم في حرب أوكرانيا.
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، أكدت تقارير ومصادر سورية بدء عمليات تجنيد واسعة لعناصر سورية للقتال إلى جانب الجيش الروسي، كما عرضت قناة الجيش الروسي مقطعا مصورا يظهر تطوع عشرات من مقاتلي النظام للتوجه إلى أوكرانيا.
وفي مارس الماضي قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي، إن 16 ألف “متطوع” في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع الانفصاليين المدعومين من روسيا بمنطقة دونباس (شرقي أوكرانيا).
المصدر: العربي الجديد
موضوعات تهمك: