قصفت المقاتلات الأميركية رتلا لمليشيا تابعة لقوات النظام السوري كان متجها إلى معبر التنف الحدودي مع العراق والأردن، بعد محاولته التقدم نحو المعبر الذي يوجد فيه أكثر من
مئة مقاتل من قوات التحالف بينهم أميركيون وبريطانيون.
ونعت وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء عددا ممن أسمتهم بالشهداء -دون أن تحدد هوياتهم- وذلك بعد استهداف طائرة أميركية لما قالت إنها نقطة عسكرية على طريق معبر التنف الحدودي مع العراق.
وقال مدير المكتب الإعلامي لجيش مغاوير الثورة البراء فارس إن مليشيا طائفية تتبع لإيران حاولت التقدم إلى نقطة شحمة الزركا التابعة لمنطقة معبر التنف، وأضاف أن قواته أبلغت قوات التحالف بتقدم المليشيا، فقام الطيران الأميركي بتدمير هذه القوات المتقدمة بشكل كامل.
وأضاف فارس أن المعبر يوجد فيه أكثر من مئة ضابط وجندي من أميركا وبريطانيا والنرويج، وأن قرار القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية شرقي سوريا اتخذ وذلك بإمداد وتدريب من قبل قوات التحالف.
وقال المقدم نجم القيادي البارز في الجبهة الجنوبية إنه بعد إعطاء التحالف الأولوية لإنهاء وجود تنظيم الدولة شرقي سوريا بالتزامن مع معارك الموصل والرقة، سعى النظام وإيران إلى خلط الأوراق مجددا بافتعال معارك في منطقة طردت المعارضة التنظيم منها.
وأضاف أن هذه الخطوة يهدف النظام وإيران من خلالها إلى تحجيم دور المعارضة المسلحة في مقارعة التنظيم بهدف كسب موقف سياسي وعسكري متقدم يمكنهما من التسويق عالميا بأنهم الجهة الوحيدة المحاربة للإرهاب.
رسائل
من جانبه أكد الرئيس السابق لوفد المعارضة في جنيف العقيد أسعد الزعبي أن الضربة الجوية تشير بوضوح إلى أن أميركا لن تسمح بإحلال إيران بدلا من تنظيم الدولة على خريطة البادية السورية، لأن إيران تسعى لوصل قواتها في العراق وسوريا برا عبر معبر التنف، واستغلاله أيضا للتبادل التجاري بين الأردن وسوريا والعراق.
وأضاف الزعبي أنه ورغم أن هذه الضربة -مثلها مثل ضربة مطار الشعيرات- “تهديدية” ولا ترتقي “للردع”، فإنها حملت في طياتها العديد من الرسائل التي تريد الإدارة الأميركية توجيهها لأكثر من جهة.
ففيها رسالة موجهة إلى الحكومة العراقية بعدم التورط في المستنقع السوري، ووجوب ردع مليشيات الحشد الشعبي عن فكرة دخول سوريا عبر الأراضي العراقية، حسب قوله.
وهي تحمل أيضا -حسب الزعبي- تطمينات لجميع حلفاء واشنطن الذين سيلتقيهم الرئيس دونالد ترمب في الرياض، بأنه قادر على الإيفاء بوعوده، وأن الحسم العسكري خيار موجود على طاولته، ولن يستثنيه كما فعل سلفه باراك أوباما، الذي اعتذر عن قصفه تجمعا لمليشيا تابعة للنظام في جبل الثردة بدير الزور في سبتمبر/أيلول 2016.
ويضيف الزعبي أن هذه الضربة تحمل أيضا رسالة إلى روسيا بضرورة العمل الجاد على التغيير السلس في سوريا، وكبح جماح إيران في المنطقة، وإخراج جميع المليشيات الطائفية من سوريا.
ويرى الزعبي أن اتخاذ ترمب قرار سيطرة فصائل سورية معارضة على مناطق شرقي سوريا فيه رسالة لروسيا بأن واشنطن قادرة على قطع مصالح موسكو في الساحل السوري عبر سيطرة فصائل سورية معارضة على منابع النفط والغاز والمياه، وهو كابوس تسعى روسيا لإيقافه بإعطاء إيران والنظام الضوء الأخضر للقضاء على تلك الفصائل.
المصدر:الجزيرة