أثيرت قصة رامي مخلوف مجددا على الواجهة، بعد أن أعلن أمس السبت، أن زوجة رجل الأعمال الموالي لنظام بشار الأسد، وأحد أعمدة بقاءه في الحكم، رحلت بطريقة غريبة عن سوريا مع طفليها وستة أشخاص آخرين، مما يجدد الحديث عن الأزمة الواقعة بين لصوص سوريا.
لم تسافر زوجة رامي مخلوف بطريقة اعتيادية هذه المرة، ولكنها غادرت الأراضي السورية، أوائل الشهر الجاري، بطريقة غير طبيعية، وغير قانونية عن طريق طائرة خاصة وصلت إلى مطار بيروت بإشراب مسؤول حزبي لبناني ساهم في هروبهم إلى لبنان عبر الهبوط بالطائرة الخاصة إلى منطقة محظور الدخول فيها.
رامي مخلوف رأوهم وهم يسرقون ورأوهم أثناء القسمة
المثل الشعبي يقول “لم يروهم وهم يسرقون ورأوهم وهم يتقاسمون الغنائم” انقلب في مثل تلك القضية، فالجميع يعلم أن عائلة الاسد والحائمين والمشمشمين والتابعين، يسرقون سوريا ليلا ونهارا، فالكل يعرف أن شركة المشغل الخلوي التي يمتلكها رامي مخلوف ليس غيرها شركة محلية في هذا المجال حيث تحتكر السوق بمعظمه وقد دخلت شركة جنوب إفريقية لهذا المجال لأن شركة المخلوف فشلت في تغطية السوق بأكمله، ليس هذا فقط فقد أكدت المصادر سابقا أن مخلوف والاسد شريكان ريئسيان في تجارة المخدرات وتهريبها عبر بوابة سوريا سواء للداخل أو لدول اخرى لتخفيف الاعباء عليهم.
إلا أنه مؤخرا احس رامي مخلوف أن بشار الأسد يضغط على رجال الأعمال لاخذ جزءا مما سرقوه من أجل دعم جهوده في القضاء على الشعب السوري، وهو ما كان دافعا لمخلوف لكي يهرب بنهيبته من الشعب السوري، حيث أخرج المعركة على قسمة الغنيمة على مواقع التواصل الاجتماعي ليشتكي فيها من العبء الذي تتحمله شركاته ويفرضها عليه نظام بشار الأسد، وهو ما فجر خلافات وأزمات مع النظام القائم.
تلك القصة أكدتها تطورات أزمة رزان عثمان زوجة مخلوف ابن خال الاسد، التي هربت مع ابنائها عبر لبنان، وذلك عبر طريق المصنع قرب الحدود البرية بتاريخ 2 أكتوبر وفقا لما ذكرته القيادة الأمنية في المطار، كما غادرت المطار بالتاريخ نفسه إلى مدينة دبي على متن طائرة من الخطوط الجوية الإماراتية ويرافقها طفلاها وستة آخرين.
وكانت حكومة بشار الأسد قدر قررت تجميد أموال مخلوف وزوجته، في وقت سابق، كما قررت أيضا منعه من السفر بشكل مؤقت ولا يزال القرار ساريا، بعدما طالبته بدفع 150 مليون دولار وهو ما رفض مخلوف فعله.
وعلى الرغم من نفي مطار رفيق الحريري الأمر، وتأكيدها ان زوجة مخلوف دخلت المطار بشكل شرعي، إلا أن مصدر اكد أن المطار أصدر البيان تحت ضغط من حزب الله، بعدما أكدت التسريبات أن مسؤول في مليشيات حزب الله أقدمت على التخطيط ووداع زوجة مخلوف إلى دبي.
الخلافات بين رامي والاسد إلى أين؟
يبدو أن الخلافات في العائلة الخاطفة لسوريا، لن تقف عند هذا الحد، فالأمر وصل إلى درجة التراشق بين فرعي العائلتين، حيث سابقا دخل عدنان الاسد ابن عم بشار على خط المواجهة ضد رامي، مؤكدا ولائه للنظام على الرغم من أنه كان أول “المظلومين” (طبعا أول المظلومين في تقسيم النهيبة).
وهو ما يعني أن عائلة الأسد المفككة حاليا والتي تتكالب على المال، لا تعي ما يحدث داخل قصر بشار الذي يحكمه الروس والإيرانيين، دون دفع ليرة واحدة لمساعدته على البقاء، بل يكتفون بدفع الرصاصات لصدور أبناء الشعب، وهو ما يشكل خطرا واضحا على بشار الأسد.
الروس مبتلون إلى حد بعيد بحلفاء مثل الأسد وإيران، وهو ما قد يجعل الخلافات الصيبيانية الأخيرة، والمراهقة المالية، سبيلا للبحث عن مخرج من تلك العائلة اللصوصية لعائلة لصوصية أخرى تكون أكثر حكمة وإحساسا بالظرف.
موضوعات تهمك: