بقلم .. أحمد عزت سليم … مستشار التحرير
فرح رينيه قطاوى وأخذ يرقص هو وبتشوتو وناحوم أفندى حولهما وابن جوريون يرقص معهم وأبناء الرب يتوافدون إلى فندق الملك داود فى القدس والأميرات يتقاطرن على الموائد ومعهن باشوات القصر والوزارة ، يحتفلون بأعياد رأس السنة الميلادية ، تتصاعد الأجساد على الأجساد وانتشت الأميرات بالتصاعد على الطاولات التى ضمت الأحبة إلى الأحبة حتى صار الفرح واحداً وصار الغناء واحداً وموشية موصيرى يقود الأوركسترا …
يا دافيد .. يا فؤاد
يا نبيى .. ، يا حبيبى
راحت يا ميم نورائيم
وذهبت ،
بركات داود .. بركات يورشاليم
جاءت أيام العودة والفرح
طلت وجاءت
يزكور إلوهيم
يزكور إلوهيم
يا دافيد .. ، يا دافيد
يا حبيبى .. يا فؤاد
فيرد بن جوريون ويغنى :
أنو نذكو .. أنو نذكور
فيغنى الجميع :
يا حبيبى .. ، يا فؤاد
يا حبيبى .. ، يا دافيد .
فلما انعوج لسان الأميرة نازلى وكادت تفلح فى النطق ، كان الجميع يصفقون لها وهى تنطق إلوهيم .. إلوهيم ، إبراهيم .. إبراهيم ، فيطلع الصفى موصيرى وينفخ فى البوق ثلاثة أصوات مختلفة فيأخذ الفرح مدام سوارس ، ترقص على الطاولة والجميع يحيون الأميرة نازلى ويلقون عليها تحية أعياد الميلاد .. فليكتب اسمك هذا العام فى سجل الحياة السعيدة ، يأخذ الفرح الأميرة وتمسك البوق تنفخ فيه وتطلع على الطاولة تلهو وترقص ، يطير حولها بولياكوف والمسيا ، يتحسس شعرها يوئيل ، تهبط فيصفقون لها ، والباشوات يدقون بأيديهم على إيقاعات الطبول ، والخمور تأخذها الأضواء فتتطاير ذراتها ولا تنزل ، تصعد بالرءوس إلى فضاءات العرى ، فلما أخذ الليل يشتد وأنوار الفندق تتصاعد فى ظلمة البلاد ، أخذت نازلى أصوات البوق والغناء وبهاء الغواية فأعطت اليهود مزرعتها التى على طريق المنصورية بمصر لتكون معسكراً لتدريب شباب منظمة حركة حراس المستعمرات الاستيطانية فى فلسطين ” ها تشومير ها تسعير ” ، طلعت غلمتها وانداحت لذتها برقت عيناها ، دخل الأحبة فى أحضانها الوسيعة ، ارتاحوا ، ارتاحت .
أخذ المسيا المزرعة وشرع يعلم اللغة العبرية للشباب ويوئيل يحضر بنفسه ليحكى لهم تاريخ التواريخ البعيدة والقريبة ، أحضر الصفى ابن الصفى موشيه موصيرى الكتائب القادمة من أوربا لتشكيل الفيلق اليهودى ، وشرع المسيا يعلمها اللغة ، ويوئيل يعلمها التاريخ وحنه ستيللا ترقص للجنود وترفه عنهم وتصعد على أعتابهم ، تأخذهم إلى الطوابير صباحاً فيصطفون أمامها فتنفخ فى البوق وتلتف حول نفسها سبع مرات فيلتفون حول أنفسهم تسع مرات ثم يقفون وقد اعتدلوا وأضحت وجوههم فى فضاء البلاد شاسعة كأسراب الجراد ، تتقدم حنه وتحمل هدايا يوئيل وبولياكوف إليهم ، يتقدم جنود الرب إليهم واحداً تلوالأخر ، فتضع طاقية الصلاة على رؤوسهم وهى تقبلهم واحدا تلو الأخر ، ثم تنشد مزمورها الحبيب ، يصطف معها ناحوم أفندى وسوارس وموصيرى ويرتلون فى إيقاع متمايز بعدها :
يا جميع الأمم صفقوا بالأيادى لأن
الرب على مخوف ، ملك كبير على
كل الأرض ، يخضع الشعوب تحتنا
والأمم تحت أقدامنا
يأخذ المسيا الجميع إلى منطقة برج العرب المقر العسكرى للفيلق اليهودى ، ويُحضر يوئيل أكبر الخبراء البريطانيين فى الحروب غير التقليدية وحروب المدن وحرب العصابات ، أورد وينجيت ، يخلع عليه طاقية صلاته وتنشد حنه عليه مزمورها المفضل ، فيطلع أورد كقضيب من النور الماحق فتشتعل تدريباته العسكرية ، يطلع موشيه موصيرى بعربته فى رحلته المقدسة ، يفوت بين الحدود كما يمرح الهواء فى العالم ويصف لابن جوريون جمال الجنود وهم مصطفون فى فرح ، عليهم وجه يوئيل ووجوههم تطفح بالنور الطالع من قضيب النور الماحق ، فيأخذهم جمال الكمال وينتظرون الذبيحة فى أرض صهيون حتى يأخذ الرب كمال الجمال ويشرق ، فيفرح ابن جوريون ويفرح الباشوات ، تهرع الأميرة إلى غلمتهـا ، يأمر ابن جوريون أن يعود الصفى موشيه موصيرى سريعا ويأتى بالجنود فوراً دون أن يعرج على نقرة صابحة ، تلتف الأميرة حول يوئيل سبع مرات ويلتفون فى ظلام البلاد تسع مرات . تلتف حنه ستيللا هى الأخرى وفى المرة الأخيرة تجد الصفى ابن الصفى موشيه موصيرى فى أحضانها وهى تهدهده حتى نام من مشقة السفر .
موضوعات تهمك: