الانقسام والفوضى السياسية التي سببها ترامب والمتطرفون المؤيدون له أضعفت ثقة العالم بقدرة أمريكا على قيادة العالم.
مخاوف من أي يؤدي عدم الاستقرار السياسي في أمريكا إلى هزات اقتصادية كبرى تدمر اقتصاديات بعض الدول خاصة الدول الفقيرة.
تصاعد التهديد والعنف ضد الشخصيات السياسية الأمريكية جعل بيلوسي ومشرعين ونائب رئيس جمهوري على بعد أمتار من مثيري شغب هددوا حياتهم.
بدأ بعض قادة العالم يتجهون في تحالفاتهم نحو الصين وروسيا الأكثر استقرارا سياسيا من أمريكا التي تزداد انقساما وشكوكا بقدرتها على أن تكون قوة مؤثرة إيجابيا.
* * *
بقلم: علي سعادة
الهجوم الذي تعرض له زوج رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي هو أحد مظاهر الانقسام الخطير الذي تعيشه أمريكا منذ وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت البيض، وحشده لتيار واسع من الشعب الأمريكي، أكثر من 70 مليون ناخب، لصالح أفكاره المتطرفة التي هزت صورة أمريكا في العالم بعد اقتحام مؤيديه للكونغرس الأمريكي، مبنى الكابيتول، وعاثوا فيه فسادا وتخريبا.
بول بيلوسي البالغ من العمر 82 عاما أصيب بجروح خطيرة في هجوم بمطرقة، حيث دخل المعتدي من باب خلفي لمنزلهما في سان فرانسيسكو صارخا: “أين نانسي؟” .
وكانت نانسي بيلوسي في ذلك الوقت في واشنطن العاصمة.
ووصل ضباط الشرطة إلى المنزل وجدوا المهاجم وزوج بيلوسي يتصارعان من أجل السيطرة على مطرق، وأمام الشرطة قام المعتدي بسحب المطرقة وهاجم بعنف زوج بيلوسي الذي خضع لعملية جراحية لإصلاح كسر في الجمجمة وإصابات أخرى.
هذا الحادث يأتي والولايات المتحدة الأمريكية على أبواب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تشهد تنافسا وتقاربا بين الحزبين “الديمقراطي” و”الجمهوري” ومن شأن من يسيطر على “الكونغرس” أن يتحكم أيضا بالرئاسة الأمريكية في الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وقد تحمل نتائج التجديد النصفي معها عنفا سياسيا يشبه ما شهدته البلاد من عنف سياسي عقب خسارة ترامب للانتخابات الرئاسية التي لا يزال ترامب ومؤيديه يزعمون بأنها سرقت منهم.
الهجوم على زوج بيلوسي يأتي في الوقت الذي تصاعدت فيه التهديدات والعنف ضد الشخصيات السياسية في أمريكا، والذي جعل رئيسة مجلس النواب ومشرعين آخرين ونائب الرئيس الجمهوري على مسافة أمتار من مثيري الشغب الذين هددوا حياتهم.
الانقسام والفوضى السياسية التي تسبب بها ترامب والمتطرفون المؤيدون له، تسببت في ضعف ثقة العالم بقدرة الولايات المتحدة على قيادة العالم، وسط مخاوف من أي يؤدي عدم الاستقرار السياسي في أمريكا إلى هزات اقتصادية كبرى تدمر اقتصاديات بعض الدول وخصوصا الدول الفقيرة.
وبدأ كثير من قادة العالم يتجهون في تحالفاتهم نحو الصين وحتى روسيا ونحو دول أخرى أكثر استقرارا سياسيا من أمريكا التي تزداد انقساما مع الوقت، وعدم اليقين في قدرتها على أن تكون قوة مؤثرة بشكل إيجابي.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: