أعلنت دمشق تمرّدها اليوم، ولم تكترث بحافلات النقل الداخلي التي أجبرت الموظفين على التوجه لممارسة حقهم الدستوري في انتخاب ممثليهم بالبرلمان، وإن كان الكثير من الموظفين اليوم قرروا التغيّب عن عملهم فإن موظفين آخرين في تلك الدوائر أتمّوا مهمة التجسس على المعارضين بنجاح تام، فتم فرز البعض لتسجيل أسماء كل من تغيّب عن وظيفته اليوم.
دمشق اليوم بدأت تشبه نفسها أكثر، ورغم أنها مطوقة بالجيش، وتعجّ برجال الأمن السوري والشبيحة بسلاحهم الكامل، ولا تكاد تمر من حاجز لتقف عند حاجز ثانٍ، إلا أنها أضربت عن الانتخابات، وبدت كاميرا التلفزيون السوري وهي تبحث عن مركز تستطيع التصوير فيه مهمة في غاية الصعوبة بسبب العدد الضئيل للمنتخبين (المجبرين منهم والمؤيدين).
وتملّكت رجال الأمن السوري والشبيحة حالة من الهستيريا ونوبات الغضب، في محاولات شبه يائسة لإجبار المضربين على فتح محلاتهم، فكسرت واجهات المحلات المضربة في سوقي أبوحبل والجزماتية في قلب دمشق، وكسرت الأقفال لإجبارهم على فتح المحلات.
وفي سوق أبوحبل وبعد أن حاول رجال الأمن إجبار الناس على فتح المحلات وبعد أن لقوا الرفض الواضح من قبلهم، تملكتهم حالة من الغضب جعلتهم يستخدمون (مهدات) وتكسير كل ما يقع تحت نظرهم داخل المحلات وخارجها ما أدى لهجوم سكان المنطقة عليهم، ولتنتهي المشكلة بهروب رجال الأمن من السوق وإرسال من يعتذر إلى السكان لتهدئتهم مؤقتاً.
الميدان ينتخب أبطاله:
وشمل الإضراب اليوم جزءاً كبيراً من حي الميدان، وبدت مراكز الاقتراع شبه خاوية، وتكرر سيناريو محاولة فتح المحلات بالقوة وتكسير الأقفال.
وقام بعض الشباب بالذهاب إلى أحد المراكز الانتخابية في حي الميدان ووضعوا أوراقاً في الصناديق مكتوباً عليها أسماء مرشحيهم من معتقلين وقتلى على يد النظام السوري، في تحدٍّ واضح للنظام.
وشمل الإضرابُ حي القدم وسوق العسالي والقابون وبرزة بعض المحلات بوسط العاصمة، وتكرر مشهد إجبار الناس على فتح المحلات في كل المناطق التي أعلنت إضراباً اليوم.
دمشق تختنق بالشبيحة:
وتزداد أجواء دمشق احتقاناً يوماً بعد يوم، ويزداد تجول عناصر الاستخبارات في الشوارع ابتداءً من الباعة الجائلين الوهميين وبعض أصحاب المحال التجارية والأهالي الغرباء عن المنطقة وليس انتهاء بعناصر الشبيحة العلنيين الذين يحملون السلاح علانية، وكل هؤلاء يشكلون عنصر ضغط على الناس والأهالي، وفي أغلب الأحيان يتبجح هؤلاء بسبب وبلا سبب علانية بأن الأسد يمكن أن يتحالف مع الشياطين كي يحافظ على كرسي السلطة.
فتحول اليوم الذي حدّده الرئيس الأسد لانتخابات مجلس الشعب من يوم الانتخابات إلى ما يشبه يوم الغضب العام.