الطرق الجديدة من قمع دكتاتورية النظام الإيراني
في عام ٢٠١٨ سعى ضباط وزارة المخابرات واستخبارات قوات الحرس والقوات العسكرية القمعية على الرغم من وعيهم بالكره العام الشعبي لهم لإجراء تغييرات في عمليات قمعهم وذلك بسبب خوفهم من توسع انتفاضة الشعب العامة.
وسنسعى لذكر هذه الطرق بشكل مختصر:
١- هجوم ليلي واعتقالات واسعة في المنازل ومكان العمل
– خلال الاحتجاجات الواسعة لشهر يناير ٢٠١٧ سعت القوات القمعية باستثناء الأماكن التي أجبرت فيها على الهجوم وإطلاق النار باتجاه الشعب إلى عدم تنفيذ الاعتقالات في الشوارع وفي نقاط المواجهة بين الشعب والقوات القمعية بل تم اعتقال ما بين ٦ حتى ٨ آلاف شخص خلال الاحتجاجات عن طريق عمليات الهجوم الليلي على منازلهم.
– خلال احتجاجات مزارعي أصفهان في ١٤ أبريل ٢٠١٨ سعت القوات الأمنية لخلق مناخ الرعب والخوف من خلال الاعتقالات الليلية للمزارعين
– خلال المواجهات مع محتجي عمال المجموعة الوطنية للصلب في الأهواز قامت القوات القمعية ليليلتين متاليتين عندما كان العمال في وقت الاستراحة على الهجوم عليهم واعتقلت أكثر من ٤٠ شخصًا منهم. في حين أن هؤلاء العمال كانوا يتظاهرون لمدة ٤ أسابيع في الشوارع ولكن القوات الأمنية لم تكن لتتجرأ بالهجوم عليهم واعتقالهم.
– ونفس هذه الطرق والأساليب استخدمت لقمع الدراويش وسائقي الشاحنات والمعلمين والمثقفين واعتقال الطلاب خلال الاحتجاجات والإضرابات العارمة في جميع أنحاء البلاد.
اقر/أي أيضا: فيصل القاسم أهم طبول الطائفية
٢- القتل في السجن تحت عنوان الانتحار
في عام ٢٠١٨ تم قتل مالايقل عن ٢٤ شخص أغلبهم من السجناء السياسيين تحت التعذيب عموما أو بطرق مشكوكة داخل السجون والعملاء الحكومييين كانوا يدعون بكل وقاحة بأنهم انتحروا. الموجة الأساسية لعمليات القتل هذه كانت في شهر يناير حيث تم اعتقال مالايقل عن ١٢ سجينًا سياسيًا في المظاهرات المناهضة للحكومة وتم قتلهم في السجون تحت ظروف غامضة وحاولت الحكومة إظهار عمليات القتل هذه على أنها عمليات انتحار وذلك لامتصاص الغضب الشعبي من هذه الجرائم.
– في سجن اراك وبعد فضح قتل شاب معتقل يدعى وحيد حيدري من قبل أحد المحامين وناشطي حقوق الإنسان تم وضع ذلك المحامي ومساعديه تحت الملاحقة ومن ثم تم إدخالهم السجن. وقد تم تكرار سناريوهات مشابهة لهذه في سجون أخرى أيضا.
٣- إعادة تكوين قضايا اتهام بحق المحكومين والسجناء
هناك طريقة أخرى يقوم بها النظام مستفيدا من إعادة تكون قضايا اتهام جديد بحق النشطاء والسجناء من أجل خلق عثرات في طريقهم وتحاول المحاكم والنظام الاستخباري من خلال رصدها للفضاء الافتراضي والحقيقي الرد بشكل عنيف وجدي على أي حركة اجتماعية حقيقية وعلى أي نشاطات دعائية وأي شكل من أشكال الاحتجاج فبداية تعمل خلق مناخ أمني من خلال الاحضار والتحذير والتهديد التلفوني حتى يترك المحتجون والنشطاء الاجتماعيون الساحة فارغة واذا لم يتم الاستجابة يستخدمون الجهاز القضائي ويقومون بإعادة تكوين قضايا اتهام جديدة مزيفة بحق هؤلاء النشطاء أو السجناء والمعتقلين.
– إعادة تكون قضايا اتهام جديدة بحق المحامي السيد محمد نجفي و مساعديه في اراك بحث أصبح هذا المحامي عالقا في عدة قضايا بنفس الوقت.
-إعادة تكوين قضايا اتهام جديدة بحق المعلمبن والناشطين أمثال محمد حبيبي ونسرين ستوده
– تم سجن السجين السياسي محمد علي منصوري بحجة ” النشطات التي كان يقوم بها داخل السجن” في قضية جديدة متهما ب ” التجمع والتآمر ضد النظام” لخمس سنوات تعزيرية.
– بالنسبة للسجين السياسي سهيل عربي تم تشكيل قضية جديدة بحقه في المحكمة وكانت عائلته مجبرة على الحصول على أذن من أجل لقائه في كل مرة وفي النهاية تم تشكيل قضية جديدة بحقه في الشعبة ٢٦ من محكمة الثورة في طهران.
والقضية الجديدة المفروضة بحقه كانت تتعلق بموضوعين: الارتباط بوسائل إعلام أجنبية وإعطاء بيانات لخارج السجن وتشجيع الشعب على المظاهرات والاحتجاج ( يناير ٢٠١٧).
– بعد عملية النقل المفاجئة للسجين السياسي صابر ملك رئيسي من سجن اردبيل المركزي ذهب كل من رئيس حماية معلومات في أردبيل محمد مختاري والمدير الداخلي للسجن بهرام نوروزي ورئيس حماية معلومات السجن برويز صور اذر إلى العنبر ٧ من السجن وقاموا بتهديد السجناء السياسيين بإعادة تكوين قضايا اتهام بحقهم.
– إعادة تكوين قضايا اتهام جديدة بحق السجين السياسي والناشط المدني آتنا دائمي بتهمة المقاومة في وجه القانون عن طريق الاضراب عن الطعام.
إن هذه الحالات المذكورة هي قسم صغير من عدد كبير جدا من عمليات إعادة تشكيل قضايا الاتهام الجديدة ضد النشطاء والسجناء.
٤- ظروف السجن القاسية وغير القابلة للتحمل
قررت الحكومة الإيرانية خلال الأشهر الماضية إلى فرض الضغوط النقابية والمعيشية والبيئية على السجناء وخاصة السجناء السياسيين.
فغذاء وخبز السجناء تم تقليله لأقل من النصف وهناك الكثير من السجناء الذين لايملكون أي إمكانات مالية يتضورون جوعا.
الدواء والعلاج مفقود بالنسبة للسجناء والسجناء المرضى لا يتم إرسالهم للعلاج في المشافي والمراكز العلاجية ويتم إبقائهم هكذا ليلقوا مصير الموت، وكما تم تقليل أو منع وجود محلات بيع المواد الغذائية داخل السجون والسجناء يعانون من شح المواد الغذائية وفي فصل البرد والشتاء لا يوجد ماء ساخن للاستحمام ويتم فصل أجهزة التدفئة داخل السجون في فصل البرد ليتعرض السجناء السياسيون لشتى أنواع الأمراض.
وفي العديد من السجون لايوجد فصل للجرائم ويتم وضع السجناء السياسيين في عنبر المجرمين الخطيرين ليتعرضوا للتعذيب والأذى على يد هؤلاء المجرمين.
وقد تهاوى الوضع الصحي داخل السجون لوضع كارثي وتجد انتشارا واسعا للأمراض الجلدية وأمراض الالتهاب في داخل السجون. وازدادت كثافة السجناء داخل العنابر بشكل شديد بحيث تجد أن عنابر السجون قد ملئت بأكثر من طاقتها الاستيعابية بعدة مرات والسجناء داخل العنابر لايجدون مكانا للاستراحة وينامون في الممرات أو أمام المرافق الصحية.
والسؤال المطروح الآن هو: ما هو سبب أو مصدر خوف خامنئي وزمرته؟
انتفاضة يناير مستمرة. الإضرابات والحركات الاحتجاجية مستمرة، من كازرون إلى هفت تبه والأهواز وغيرها من المدن وكل ذلك يفيد أن الانتفاضة هي حريق لم ينطفئ ويشتعل كل يوم من مكان ما.
لا توجد إمكانية للقمع الكامل، لأن الظروف تختلف تمامًا عن الظروف في أيام انتفاضات 1999 و 2009. كل العوامل والأسباب التي كانت لصالح النظام في تلك السنوات هي الآن ضد النظام، ولا سيما منذ انتفاضة يناير، كل شيء قد تغير، وتغير توازن القوى على حساب النظام ولصالح الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
اقرأ/ي أيضا: لقد عدنا الى محاكم التفتيش في القرن الواحد والعشرون
وفي هذا الصدد قالت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في رسالة لها بمناسبة العام الميلادي الجديد:
“فيما اليوم، وحش القمع والنهب والحقد والقساوة، الذي يسمى نظام ولاية الفقيه، يقف في معاداة الأديان، لكن الحافز وقوة نفس الرسائل والقوة العظيمة للشعب المتعطش للحرية والخلاص، سيطوي هذه الصفحة المظلمة من تاريخ إيران والعالم”.
كتابة: مجاهدي خلق
عذراً التعليقات مغلقة