دعا أطباء أجانب عملوا في سوريا إلى إقامة ممرات آمنة لنجدة ضحايا القصف والمعارك المستمرة في هذا البلد، ووصفوا في شهادات أدلوْا بها في مؤتمر صحفي عقدته منظمة “أطباء بلا حدود” بالعاصمة الفرنسية باريس ظروف عملهم بالصعبة جدا.
وقال الأطباء الذين عملوا في سوريا خلال المؤتمر الصحفي إن وصول بعض المصابين إلى المستشفى كان يستغرق ستة أيام، وإن 80% من الذين قاموا بعلاجهم كانوا من الأطفال والنساء.
وفي نفس السياق، أكدت الطبيبة بنفس المنظمة كاترين هولت في تصريح للجزيرة أنهم أقاموا مستشفى ميدانيا في بيت مستأجر في سوريا خلال الأسابيع الستة الماضية، يتسع لـ12 سريرا، مشيرة إلى أنهم عالجوا 140 مريضا، 90% منهم جرحوا بالقنابل أو بإطلاق نار من قناصة.
ومن جهته، كشف المدير العام للمنظمة فيليب ريبيرو أن المستشفى مر على إقامته شهران، وقال إنهم أبرموا شراكة مع جمعية أطباء سورية من أجل تزويد المستشفى الذي رفضت المنظمة تحديد موقعه بما يحتاج.
ووفقا للمدير العام الذي نقلت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحه، فقد أطلعت منظمة أطباء بلا حدود السلطات السورية بأمر المستشفى الميداني، لكنها “لم تكن مسرورة بذلك وأكدت أننا هنا بشكل غير شرعي”. وأضاف ريبيرو أنه يتوقع من مختلف أطراف النزاع في سوريا أن تسهل للأطباء الوصول إلى الجرحى ومعالجتهم.
ووفق المسؤول عن المشروع برايان مولير يمكن زيادة قدرة المستشفى ليضم ثلاثين سريرا، مشيرا إلى أنهم عملوا مع حوالى خمسين سوريا من أطباء وممرضين وحرس ومترجمين.
وقالت الجراحة آنا نوفاك التي أمضت عدة أسابيع في سوريا إن أغلبية الجرحى كانوا ضحايا أعمال العنف، وإن جروح الجميع كانت بسبب الرصاص أو شظايا قذائف أو هاون، إلى جانب إصابات متعلقة بها على غرار انهيار الجدران نتيجة القصف.
وأضافت “ما يحز في قلبي هو عندما يكون مريض أمامي وأقول لنفسي إنني لو تمكنت من إجراء جراحة له قبل يومين لكنت تمكنت من إنقاذه”.
أما طبيبة التخدير كيلي ديلوورث فقالت -وفق وكالة الأنباء الفرنسية- إن أبواب المستشفى مفتوحة للجميع “فعندنا نرى أشخاصا يصلون وأحشاؤهم في الخارج لن نبحث إن كانوا مقاتلين أم لا”.
وترغب منظمة أطباء بلا حدود في إقامة مستشفيات أخرى من هذا النوع في مختلف أنحاء سوريا، لكن النظام السوري يمنعها من ذلك.
ويواجه حكم الأسد منذ مارس/آذار 2011 احتجاجات شعبية واجهها جيش النظام بقمع دموي خلف آلاف القتلى والجرحى، إضافة إلى آلاف النازحين والمشردين في الداخل وفي دول الجوار.