مع استمرار الوضع على ما هو عليه في سوريا فإن تنظيم داعش الإرهابي الذي قال التحالف الدولي وتركيا وقوات أخرى متواجدة في البلاد إنهاء وجوده العسكري تماما قبل ثلاثة أعوام، لا يزال يحاول تجميع نفسه في الظل مستغلا أعمال بلطجة ورشاوى.
وتسيطر على المناطق الشمالية الشرقية لسوريا مليشيا قسد، بزعم عملها على إنهاء التنظيم تماما، بينما تواجدها يبدو أكبر عقبة أمام انتهاء التنظيم الإرهابي، بحسب أحد السكان المحليين.
داعش في صورته الأحدث
بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإنه بعد ثلاث سنوات على هزيمة التنظيم الإرهابي فإنه في العام 2022 لم يعد يسيطر على الأراضي كما هو الحال عام 2019، لكنه ظل متخفيا في مجموعات صيرة، ويعمل بتطور متزايد ويستغل سياسات سوريا لإعادة الإعمار كما أنه يستفيد من نضالات الإدارة المحلية التي يقودها المسلحون الأكراد من أجل بسط نفوذ كامل على جزء كبير من الشمال الشرقي السوري الذي سيطرت عليه منذ انتهاء الدولة الداعشية، ويقومون بتجنيد المخبرين في المجتمعات الأفقر وترهيب الأفراد الذين يعملون مع الحكومة المحلية.
وقالت الصحيفة أنه تم التأكيد على المخاطر الداعشية بشكل أكبر الشهر الماضي عندما هاجم المئات من مقاتلي التنظيم سجنا يشتبه في مدينة الحسكة واستمرت المعارك 10 أيام وتسببت في مقتل أكثر من 500 شخصا نحو ثلاثة أرباعهم من العناصر الإرهابية.
ونقلت الواشنطن بوست عن قيادي عسكري في تنظيم بي كي كي، يدعى مظلوم كوباني، قوله أن تلك الخلايا جاءت من أماكن مختلفة قاموا بنشر الناس في الأحياء المحيطة بالسجن لإثارة الفوضى بمجرد بدء الهجوم ومع اندلاع أعمال العنف في الحسكة شن المسلحون الهجمات في مناطق أخرى شمال شرقي سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن المسلحين استغلوا الانقسامات السياسية في سوريا لاستعادة بناء القدرات القتالية لهم وتحت ضغط من قسد والتحالف الدولي بقيادة أمريكا تراجعت بعض خلايا تنظيم داعش عام 2019 من شمال شرق سوريا للأراضي التي يسيطر عليها النظام والروس والإيرانيين حيث كانت العمليات ضد التنظيم أقل استمرارا.
وحول استراتيجية تنظيم داعش الإرهابي في إعادة تشكيل نفسه قالت دارين خليفة كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية للصحيفة أن مقاتلي داعش استفادوا من الصراعات الإدارية ومحاولة المسلحين في قسد السيطرة على مقاليد الحكم في المناطق ذات الغالبية العربية، حيث يحتج السكان العرب على سوء الخدمات العامة والاعتقالات التعسفية خلال غارات داعش.
ويعاني السكان المحليون العرب في منطقة سيطرة قسد من اضطهاد شبه متكامل وفقا لمصادر الساعة 25 المحلية، التي أكدت أن قسد لا يهمها بأي شكل من الأشكال داعش بعينه وإنما كل ما ترغب فيه هو بسط النفوذ والسيطرة بقوة السلاح سواء على حساب داعش أو حتى على حساب السكان المدنيين العزل، الذين تسوق أبنائهم للتجنيد الإجباري، وتعتقل العشرات من المعارضين لسيطرتهم على المنطقة، وتستخدم في بسط نفوذها القوة المفرطة مثلها مثل التنظيم الإرهابي.
من جانبها قالت الصحيفة أن المسلحين استغلوا الأزمات بين السكان وسلطات قسد العسكرية، ليجندوا مخبرين يتم تزويدهم من خلالها بمعلومات حول نشاط القادة العسكريين في قسد، كما قاموا بترهيب وقتل الأشخاص المتعاونين مع السلطات الكردية التابعة لتنظيم بي كي كي.
وقال مصدر من السكان لـ”الساعة 25″، فضل عدم الكشف عن هويته، أن السكان يعيشون بين مطرقة قسد وسندان داعش مؤكدا أن عودة التنظيم الإرهابي للمنطقة مسؤولية الإرهابيون في قسد الذين يسيطرون على المنطقة، وليس مسؤوليتهم هم، مؤكدا أنهم يرفضون التعاون مع قسد ومع داعش على السواء، مؤكدا أنهما وجهان لعملة واحدة.
موضوعات تهمك: