أوكرانيا قصفت أكثر من عشرة مواقع فالأسبوع الماضي و”أضعفت العدو بلا شك”، لكن القوات الروسية في الجنوب ما زالت “قوية للغاية”.
خيرسون أول مدينة سيطرت عليها روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا وترجع أهميتها الاستراتيجية لوقوعها على ساحل البحر الأسود عند مصب نهر دنيبر.
القوات الأوكرانية تقصف العبّارات التي تستخدمها موسكو لجلب الإمدادات إلى جيب من الأراضي تحتلها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون.
شنّت كييف هجومها بفرقتي مشاة مدعومتين بالدبابات، وصواريخ “هيمارس” الأميركية والمدفعية الغربية ويُقدر عدد أفراد المجموعة الأوكرانية بين 10 آلاف و12 ألفاً.
* * *
أعلنت قوات أوكرانيا، منذ بداية الأسبوع، هجوماً مضاداً على مقاطعة خيرسون، التي سيطرت عليها روسيا خلال الأيام الأولى مما تصفها “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، قبل حوالي نصف عام.
القيادة الجنوبية الأوكرانية أعلنت، أمس الإثنين، أن قواتها بدأت تحركات هجومية في عدة اتجاهات، منها منطقة خيرسون التي تقع إلى الشمال من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
وقالت المتحدثة باسم القيادة، رافضة الإدلاء بتفاصيل عن الهجوم، إن أوكرانيا قصفت أكثر من عشرة مواقع في الأسبوع الماضي و”أضعفت العدو بلا شك”، لكن القوات الروسية في الجنوب ما زالت “قوية للغاية”.
وفي كلمته الليلية، مساء الإثنين، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن تلاحق القوات الأوكرانية الجيش الروسي “حتى الحدود”، قائلاً: “إذا كانوا يريدون النجاة، فإن الوقت قد حان لفرار الجيش الروسي. عودوا إلى منازلكم”. وأضاف: “أوكرانيا تستعيد ما يخصها”.
أما أوليكسي أريستوفيتش، كبير مستشاري زيلينسكي، فقال إنّ “الدفاعات (الروسية) اختُرِقَت في غضون ساعات قليلة”، لافتاً إلى أن القوات الأوكرانية تقصف العبّارات التي تستخدمها موسكو لجلب الإمدادات إلى جيب من الأراضي التي تحتلها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون.
وأفادت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، في تحديث في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، بوقوع اشتباكات في أجزاء مختلفة من البلاد، لكنها لم تقدم أي معلومات عن هجوم خيرسون.
في المقابل، أقرّت وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين، بحسب ما أوردته وكالة إعلام روسية، بأنّ القوات الأوكرانية حاولت شنّ هجوم في منطقتي ميكولايف وخيرسون، إلا أنها زعمت تكبدها خسائر بشرية فادحة، وأن محاولة الهجوم فشلت “فشلاً ذريعاً”.
مسؤولون في السلطة المحلية المعيّنة من قبل موسكو قالوا، إنّ وابلاً من الصواريخ الأوكرانية أدى لانقطاع المياه والكهرباء عن بلدة نوفا كاخوفكا التي تحتلها روسيا.
وشنّت كييف هجومها بواسطة فرقتي مشاة مدعومتين بالدبابات، وصواريخ “هيمارس” الأميركية، والمدفعية الغربية، بحسب المدون العسكري الموالي لروسيا يوري بودولياكا، مقدراً عدد أفراد المجموعة الأوكرانية بما بين 10 آلاف و12 ألفاً.
وتعليقا على التقدم الأوكراني المضاد، قال الخبير العسكري، محرر مجلة “ترسانة الوطن” العسكرية الروسية، أليكسي ليونكوف، لصحيفة “فزغلياد” الإلكترونية الموالية للكرملين، في تقرير، نُشر ليل أمس الإثنين: “تقوم القوات المسلحة الأوكرانية بمحاولات التقدم على مسار خيرسون لشن ضربات على معاقلنا بالضفة اليمنى لنهر دنيبر، والتي تتيح عند الضرورة للقوات الروسية التقدم شمالاً وغرباً”.
وأرجع ليونكوف اختيار العسكريين الأوكرانيين شن التقدم المحلي على خيرسون، من جهة مدينتي كريفوي روغ (مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي) وميكولايف، إلى الخصائص الجغرافية لهذه المنطقة، مضيفاً: “تندر الغابات هناك، بينما تتيح للأميركيين سهولة إجراء رصد فضائي للمنطقة وتسليم هذه البيانات للعسكريين الأوكرانيين”، وفق قوله.
وخيرسون أول مدينة سيطرت عليها روسيا منذ بدء حربها في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وترجع أهميتها الإستراتيجية إلى وقوعها على ساحل البحر الأسود عند مصب نهر دنيبر، مما ساعد موسكو في منع نقل المؤن الأوكرانية من ضفاف دنيبر الغربية إلى الوحدات في منطقة دونباس، وجعلها ممراً برياً إلى شبه جزيرة القرم، ما سهل على القوات الروسية السيطرة على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا.
تأسست خيرسون عقب الحرب الروسية التركية (1768-1774) بقرار من الإمبراطورة الروسية آنذاك كاترينا الثانية، في عام 1778، لتبقى جزءاً من الإمبراطورية الروسية حتى ثورة البلاشفة عام 1917، التي وضعتها تحت حكم الجمهورية الأوكرانية الشعبية، وهي حقائق تاريخية استند إليها الخطاب الرسمي الروسي في تبرير غزو أوكرانيا في بدايته، مصوراً إياها كدولة مصطنعة.
المصدر: القدس العربي
موضوعات تهمك: