خطاب روسيا الإمبراطوري في سوريا والعنجهية الفارغة

الياس سنفور24 أكتوبر 2019آخر تحديث :
خطاب روسيا
وكالات

خطاب روسيا الإمبراطوري في سوريا والعنجهية الفارغة

تتعامل روسيا في ظل التطورات المتلاحقة في الأوضاع السورية، على كونها الرأس الأعلى للأراضي السورية، وذلك من خلال تصريحات أظهرت تعاليا كبيرين لديها وسطوة وأمر واقع تريد فرضه على دبلوماسيتها تجاه الحل في سوريا.

وكان اتفاقا أبرم بين أنقرة وموسكو حول التواجد التركي شمال شرقي سوريا بالمقابل انسحاب المسلحين المعادين للدولة التركية من المنطقة الآمنة التي تنشأها تركيا قرب الحدود التركية في سوريا، بعمق بلغ 32 كيلو مترا، وذلك بعد اتفاقها مع واشنطن على انسحاب القوات الأمريكية والمسلحين التابعين لمليشيات قسد من مدن شمال شرق سوريا التي ترغب تركيا في بسط سيطرتها عليها.

الخطوة اعتبرتها أنقرة بمثابة بداية خيط التوصل لحل سياسي بشأن الأزمة في سوريا والتي تستمر منذ عام 2011، وحتى اليوم بعدما تمكن نظام الأسد من قمع الثورة ضدها بمساعدة الروس والإيرانيين، بالرغم من محاولة إحياء المسلحين الموالين لتركيا خطاب تلك الثورة، لكن مراقبون أكدوا أنه خطاب يصب في مصلحة المنطقة الآمنة سيخبو مع الوقت.

وذكرت أنقرة أنها بحثت مع روسيا اللجنة الدستورية السورية وإمكانية التوصل لحل في ظل التفاهمات الروسية التركية الأخيرة.

خطاب روسيا العنجهي

وعلى مدار السنوات الماضية استمر الخطاب الروسي في سوريا كونها فارضة الأمر الواقع بطلب من بشار الأسد الذي اعتبرت دعوته لها للتدخل العسكري ضد السوريين، مضفيا الشرعية على تواجدها، وبالرغم من إهانات فلاديمير بوتين للأسد في قاعدة روسيا العسكرية المقامة في سوريا لكنه ظل يستخدم ورقة استنجاد الأسد به كمبرر لشرعية تواجد قواته.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية كان خطاب موسكو مزيجا بين اعتبارها صاحبة الشرعية في سوريا، وبين تبرير تواجدها في البلاد، إلا أنه في الفترة الأخيرة تستمر في محاولة إبداء كونها المسيطر على كل شئ في سوريا، ليس فقط على نظام الأسد ولكن على الجميع بمن فيهم القوات الأمريكية والتركية.

وكان آخر ذلك من خلال تصريحات روسية اليوم الخميس، حيث دعت روسيا على لسان متحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا، معتبرة أنها قوة احتلال في الدولة.

إلى جانب ذلك فإن خطاب روسيا في الوقت نفسه يريد إبداء وإظهار وكأن التواجد التركي في المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، تحت مظلتها، وذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، الذي قال بحسب وكالات أنباء روسية، أنه لا يوجد إطار زمني محدد لبقاء الجيش التركي في المنطقة.

وتحدث المسؤول الروسي وكأن روسيا من سمحت للقوات التركية بالتواجد في سوريا، مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم التي بين موسكو وأنقرة لم تحدد مدة زمنية للبقاء التركي في شمال شرق سوريا. في إشارة إلى أن المذكرة التي وقعت بين الرئيس التركي ونظيره الروسي هي من منحت تركيا حق التواجد في سوريا.

موضوعات تهمك:

السوريون شعب الله المظلوم

نظام الأسد يأكل نفسه

اللجنة الدستورية السورية.. معضلتين وديكتاتور جديد

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة