الشاعرة اللبنانية: حنان شبيب تكتب :
ذات ندف الثلج وندف الذاكرة
سَيْرٌ شعري أوحى به هذا الثلج الذي الذي ندف على بلادنا فألبسها ثوب عرس غسل ثوب الدم والدمار والفساد ، غسل وجه الأفق وساحات الفضاء، والتلال والحقول ، والأودية.
أي زلزال للجمال وقع من فوق، وتلقفته الأرض بكامل استدارتها!!! كنت أتمنى أن أكون هناك لأرجع طفلة ..
يهزها ندف الثلج وعزف الريح فتنطلق كما العصافير لحظة جنون ..
تلعب حينا وتضحك حينا..وتغمض عينيها على السِّحْر ومن السحر..كي تخزّنَه للأيام القادمة…وهل يُخزّنُ الفرحُ والجمال؟؟
نعم يخزن ..وهأنذا أستخرجه كلما احتجت إليه…فمن خلاله عشت عرس الجبال وكأنني أحضره وأشاهده عيانّا وأتفاعل به كيانًا فأهتز له طربًا .
تذكرتُ أشياء وأشياء وانبرى الشعورُ يحدّثُ ..ما أبرعه عندما يقف خطيبًا!!! عندما يزلزل قاعدة بيانات القلب!!! حضرَتْ بيروتُ ذات ندف ثلج، وقصف برد، وعصف قلب، كان السيرٍ أنيقًا ..فتعانقت الأكف وانحنت الرؤوس تحية لهذا الضيف الحبيب الذي كان يرشقنا بحبيباته.. أتراه كان يلاعبنا!!؟؟..وتسارعت الخطا بحثًا عن ملاذ دافئ وآمن…
قلما تنثرالسماء بياضها على بيروت..ولكنها فلتة من فلتات الطبيعة…ورسالة من رسائل السماء المستمرة…فإذا كانت الرسالات قد انتهت وصارت في ذمة الإنسان عملًا وسلوكًا فإن الرسائلَ سوف تستمر .
وبما أن قاعدة بيانات القلب أصابها الزلزال الجميل ،نقلني هذا الزلزال إلى الطريق بين بيروت ودمشق في يوم بارد ومثلج ، والرداء الأبيض ممتد على جانبي الطريق ،كانت عيني دائمة التلفت يمنة ويسرة كي لا يفوتها شيء من الجمال..سجل الصور في قلبي مزدحم يحتاج إلى أرشفة. ..لا أعرف من أين ابدأ ولا أي الصور أختار..
الرداء الأبيض ينكشف أحيانا عن خضرة أو عن صخرة أو عن تربة ثوب مطرز بفخامة الصنعة…ويستمر شريط الجمال إلى أن نهبط دمشق…ورغم البرد يشدني الحنين إلى مقاهي الربوة ..حيث خِلابةُ المشاهد تشفي من وجع وتدفئ من صقيع…
هبطنا في مقهى كنا نرتاده…من فوقه جبال وأشجار ومن تحته (بردى يصفق بالرحيق السلسل) مشهد فردوسي..رحبوا بنا وهم يتلوون بردا ..أين تفضلون؟؟ صدمهم الجواب !! هنا في الخارج.
أليس الجو باردا عليكم؟ – بارد ولكن حسن ضيافتكم وصوت أم كلثوم وفنجان القهوة وحديث شلالاتكم ستمنحنا الدفء !! وجلسنا و(تكتكنا) من البرد ، ولكننا قاومناه بالحب وبالجمال وبطبق صب فيه النادل وقودا فتعالت السنة لهب زرقاء قصيرة آنستنا في جلسة التحدي ونحن نرتشف القهوة ..وسيكمل الشعر السير الأنيق:
السير الأنيق
وتسألُني؟؟ تهزُّ النبضَ فيها
علامَ؟ وكنت للروحِ الشقيقا!!!
وكنت النورَ في دربي شفيفًا
وكنت النجمَ في عيني رفيقا
فكيف إذا تفتّقتِ الحكايا
وأوشك خافقي يهوي غريقا!!؟؟
هنا وهناك كم وجدٍ ذرفنا
هنالك صمتُنا سفك الرحيقا
فلمتُ الحرفَ إذ أضحى عييًا
وكنت عرفته ذربًا عريقا
فهاتِ الكفَّ وازرعْها بكفي
لكيما نكملَُ السيرَ الأنيقا
ونبذرُ في نواحي الكون سحرًا
وننثرُ في مغاربنا الشروقا
بلى سيضجُّ في الآفاقِ رعدٌ
ويحملُ نبضُ عزتِِه البروقا
وفي أحداقِنا يعلو ضياءٌ
يحيلُ يبابَ دنيانا حديقا
أيا ثلج الديار إليك قلبي
فأشعل في زواياه الحريقا
اقرأ/ى أيضا:
المحتويات
صدر حديثا رواية ” مشكاة التحدى”
“يا بنت الريف ” قصيدة بالعامية المصرية
أصالة تساند ” بنحمو” ملكة جمال الجزائر فى محنتها
رهف بنت السعودية الهاربة الى كندا” الأسباب والحلول”
فنانة تشكيلية عربية تفتتح أول جاليرى عربى ببروكسل
عذراً التعليقات مغلقة