حمد المانع وزير الصحة السعودي السابق يصبح الأكثر بحثا وتداولا اسمه خلال الساعات الماضية بعد مقاله المثير للجدل المنشور في صحيفة عكاظ المحلية، والتي دعا فيها إلى التعايش مع أزمة فيروس كورونا المستجد وفتح الاقتصاد تدريجيا والعودة للحياة الطبيعية.
وأصبح بذلك الرأي حمد المانع ضمن الفريق المؤيد للاقتصاد قبل الانسان، وذلك في ظل حملة عالمية من رجال أعمال ومسؤولين وغيرهم يتحدثون عن أن الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها الدول تستوجب ان يتم إلغاء الحجر الصحي والعودة للعالم، معتبرين أنه قد يموت عدة آلاف من المواطنين في كل دولة أفضل من الانهيار الاقتصادي.
ماذا كتب حمد المانع
وكتب المانع في مقالته أن فيروس كورونا المستجد لن ينتهي خلال شهر واحد ولا حتى عام واحد، مؤكدا أنه مثله مثل فيروس ميرس الانفلونزا التي بدأت عام 2012 في الصين أيضا وبقيت إلى اليوم، على حد زعمه، مشيرا إلى أن الناس تكون لديها مناعة ضد فيروس ميرس وهو ما سيحدث مع فيروس كورونا المستجد حيث لا سبيل لاحتواء الفيروس سوى بالتعايش معه على حد قوله.
وأضاف المانع في كتابته، أنه يمكن اتخاذ ما يلزم من احتياطات لازمة والعودة التدريجية حيث انه فوق الآثار المدمرة التي تعاني منها اقتصادات العالم في حال استمرار الاغلاق لشهر آخر، مؤكدا أنه يمكن مطالعة ذلك من خلال الأرقام والخسائر التي يعاني منها الانسان نتيجة للإغلاق العام على حد قوله.
ويرى وزير الصحة السعودي السابق، الذي تمنى في عنوان مقاله أن عدد ضحايا الانفلوزنزا العادية سنويا يبلغ 650 ألف إنسان في حين يموت 54 ألف شهريا، مضيفا أن 14700 شخص في السعودية يموتون بشكل سنوي بسبب الانفلونزا العادية، مشيرا إلى انها أرقام لم تتحاوزها بعد وفيات فيروس كورونا المستجد على حد قوله، مشيرا إلى أنه مع الوقت لن يفرق العالم بين ضحايا الفيروسات المختلفة لعائلة كورونا، مشيرا إلى إمكانية مواجهتها بالوقاية واتباع قواعد السلامة.
كان هذا ملخص مقال وزير الصحة السعودي السابق حمد المانع وما قدمه من حجج لإعادة الحياة لطبيعتها مجددا. ولكن ..
المانع منع معلومات هامة
لابد أن حمد المانع يفكر في المال فقط أكثر مما يفكر في الانسان، فالرجل قدم معلومات مغلوطة كلها لتأكيد وجهة نظره بينما أنساه المال على الأرجح معلومات طبية هامة، لابد له كطبيب ووزير صحة مسؤول عن صحة ملايين السعوديين سابقا ألا يغفلها أو ينساها.
المعلومة التي أغفلها الكاتب والوزير السابق هي ان العالم متعايش مع فيروس ميرس حاليا، لسببين.
الأول هو وجود عقار معالج للمرض المسبب له حيث تم الكشف عن ذلك العقار، في وقت لا يوجد أي عقار واحد معتمد يمكنه القضاء على فيروس كورونا المستجد.
أما السبب الثاني هو أن التقارير تؤكد أن سرعة انتشار وباء فيروس كورونا الذي اعتبر جائحة أعلى من أي معدل آخر، فهو فيروس ينتقل من شخص لشخص بمتوالية سريعة، وأظهرت التقارير كون فعالية الفيروس في الانتشار وسرعة قتله عدد من الناس في فترة وجيزة تدعو للذعر.
ويندرج تحت السبب الثاني، هو أنه قاس عدد وفيات الانفلونزا العادية خلال العام، ويقارنها بوفيات فيروس كورونا خلال أشهر أقل من ربع عام، كما لم يضع في المقارنة اعتبار الاغلاق العالمي العام الذي وفقا لكلامه واعتمادا على حججه فإنه فعلا يمنع كارثة، حيث معدلات الوفيات لم تتخطى وفيات الانفلونزا في عام حتى الآن بسبب الإغلاق شبه الكامل في اغلب دول العالم.
موضوعات تهمك: