حقيقة الكيان الصهيونى وفكره العنصرى
أصبحت هذه الدعاوى ذاتها ترهب هذه الأنظمة تحت مسميات النموذج الديمقراطى الغربى وواحة الديمقراطية فى “إسرائيل” /النموذج تارة، ونموذج الديمقراطية الفذ الذى يحققه الأمريكان بجيوشهم -القريبة من عروشهم- فى العراق تارة أخرى أو تحت دعاوى حقوق الإنسان والأقليات ومحاربة الإرهاب مرات أخر، فتندفع حركة هذه الأنظمة إلى مزيد من الاستلام والتبعية والسقوط فى أحضان الحلف الغربى الأمريكى الصهيونى، إلى الدرجة التى صارت فيها هذه الأنظمة كنزا إسترتيجيا بالنسبة لإسرائيل وكما أعلن وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر صراحة أن “حسني مبارك بمثابة كنز استراتيجي بالنسبة لإسرائيل” ثم هى فى ذات الوقت تندفع بقوة استسلامها لتزيد من سطوتها على شعوبها وعلى أمانى هذه الشعوب فى التخلص والتحرر من سيطرة هذا الحلف وأعوانه.
فى حين أن الكيان العنصرى “الإسرائيلى” الصهيونى يستمد قوته من هذا الحلف الذى يقهر شعوب العالم العربى ويستحوذ على أنظمتها المستكينة، ويحصل على الدعم من النظام العالمى الذى تقوده القوى الاستعمارية وذلك بما يضمن تفوقه الإستراتيجى الدائم فى القوة العسكرية والنووية والتكنولوجية والعلمية والاقتصادية والدبلوماسية، ثم استغلال المسألة اليهودية بأبعادها الأخطبوطية المتعددة لتبرير الوجود والعدوان، تارة كتعويض عن الاضطهاد المزعوم الذى عانى منه اليهود فى العالم بأسره من العالم بأجمعه! وتارة بأن العودة اليهودية إلى فلسطين تخلص أوربا من مشاكل اليهود، وأخرى العودة كتحقيق لوعد إلهى يؤمن به الأصوليون فى العالم المسيحى الغربى الأمريكى، وأخرى باستخدام اليهود كجماعة وظيفية قتالية لتركيع العالم العربى ووضعه تحت التهديد الدائم لإخضاع ثرواته وشعوبه لمصالح الغرب الاستعمارى، ثم العودة بإقامة “دولة إسرائيل” كهدف مرحلى وأولى يستهدف السيادة العالمية وإخضاع شعوب الإنسانية للأهداف الصهيونية، والعودة لشعب متفرد ومتميز لأرض مقدسة حل بهما الإله ، ولتطهير هذه القداسة من الأغيار بقتلهم ليس كما تقضى تعاليم الشريعة الحقة فحسب ولكن بكون كل شئ محرم مسموح به فى سبيل البقاء، كما قال أحد الزعماء الصهاينة فى حوار مع الأديب الصهيونى عاموس عوز، حتى طرد العرب من الضفة الغربية.. وكما يقول “فليقولوا عنا إننا نازيون… ماذا لو قتلنا من العرب مليوناً أو حتى ستة ملايين؟ ماذا سيحدث؟ سيكتب عنا صفحتين فقط مجللتين بالسواد، ولكن ثمن ذلك سيكون عظيماً… سيأتى إلينا يهود الشتات ونصبح أمة تعدادها 25مليون… أمة تدعو للاحترام، وبعد ذلك سينسى التاريخ.. ويأتى أدباؤنا ويكتبون روايات عظيمة عن المذابح التى ارتكبناها فى حق العرب ومشاعر الذنب التى تنتاب الجيل الجديد، ويحصلون على جوائز نوبل مثلما فعل أدباء النازية الذين كتبوا عن الشعور بالذنب.. ما العيب فى أن يكون لكل دولة سجل إجرامى؟!”
وعلى الحقيقة الجارية الآن، ومن خلال كل ذلك ينعم الكيان العنصرى “الإسرائيلى” بالشرعية والحماية والرعاية والدعم والمساندة الفورية والاستراتيجية، وينعم بتدفق المساعدات والتعويضات المالية الضخمة كما ينعم بالتعويض البشرى عن أية خسائر تلحق به، فينتعش بالتهجير والإحلال ويحيا بالهجرة إليه ويتجدد ثم هو ينعم بتنظيم يهودى عالمى يتكفل ليس فقط بتحقيق أهدافه وإنما بتسييدها فى ظل نظام عالمى استعمارى جديد يضع اليهود مهما يرتكبون من مجازر وجرائم دموية فوق البشر أجمعين ويتعرض كل من يتناول المسألة اليهودية.. إلى افتراس وتمزيق كلاب الحراسة اليهودية ، فاليهود معصومون من النقد .. هذا هو قانون اليهود فليس من الجائز توجيه النقد إلى اليهود.. إن هذا محظور كما يرى ليونيل كرانا ولكن على حد تعبير موشيه سيملانسكى: “إن الصهيونية تعتبر العمل الواحد حقاً وصواباً إذا قامت هى به، وخطأ غير مشروع إذا قام به غيرها” وهو القائل إن القومية اليهودية فى فلسطين مبنية على أنانية عسكرية من العنف، وبعيدة كل البعد عن الإنسانية، هذا هو المقصود بالصواب الصهيونى.
عذراً التعليقات مغلقة