حان الوقت للتخلي عن إعلان “إكسبو” للنوايا

محمود زين الدين2 ديسمبر 2021Last Update :
إكسبو

الأجدى أن تتماهى الإرادة الشعبية والرسمية بإعلان إنهاء العمل بإعلان اكسبو للنوايا لا بالمناورة والحديث عن أشهر عشرة منتظرة.

“إعلان النوايا” لاستجرار مياه التحلية غير مطروح بموازنة 2022 وليس له علاقة بها، وليس له أثر مالي، وسندرسه لمدة 10 أشهر.

الشارع الأردني خرج في تظاهرات حاشدة يوم الجمعة بالمدن الرئيسية لرفض التطبيع والعدوان الإسرائيلي على المقدسات التي يعاود الاحتلال انتهاك حرمتها.

إعلان وزير الإعلام يُظهر رغبة بالتهرب من استحقاق عبّر عنه الشارع الأردني والوقائع بفلسطين والتهرب من إلغاء وإنهاء اعلان النوايا مع الكيان الصهيوني قبل تحوله لكابوس اقتصادي وأمني وسياسي.

* * *

بقلم: حازم عياد

المنطقة لا يمكن أن تنعم بالسلام ما لم ينته الاحتلال.. هذا ما قاله الملك عبدالله الثاني في رسالة إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، شيخ نيانغ، بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف اليوم الاثنين 29 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

الملك دعا في رسالته يوم أمس الاحد إلى “منع التصعيد وأية انتهاكات تقوّض فرص تحقيق السلام، بما في ذلك النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية غير القانونية وغير الشرعية، ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم”.
نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، عاد وكرر الرسالة الملكية ذاتها اليوم الاثنين خلال ترؤسه أعمال المنتدى الإقليمي السادس لدول الاتحاد من أجل المتوسط، بقوله “الاحتلال والسلام ضدان لا يجتمعان”.

الشارع الأردني بدءاً بالجامعات والمثقفين، وليس انتهاءً بالقوى المدنية ورجل الشارع العادي، خرجوا للشوارع في تظاهرات حاشدة يوم الجمعة في عدد من المدن الرئيسية؛ للتعبير عن ذات الموقف؛ رفض التطبيع والعدوان الاسرائيلي على المقدسات التي عاد الاحتلال وانتهك حرمتها بإشعال رئيس الكيان المحتل إسحاق هرتسوغ شمعدان الحانوكا داخل المسجد الابراهيمي في الخليل.

في مقابل ذلك كله؛ خرج وزير الدولة لشؤون الإعلام فيصل الشبول في مؤتمر صحفي مع وزير المالية محمد العسعس أمس الأحد، ليقول إن “إعلان النوايا” لاستجرار مياه التحلية غير مطروح بموازنة 2022؛ وليس له علاقة بها، وليس له أثر مالي، وسندرسه لمدة 10 أشهر.

إعلان الوزير يُفهم منه الرغبة في التهرب من الاستحقاق الذي عبّر عنه الشارع الأردني والوقائع في الأراضي الفلسطينية؛ التهرب من إلغاء وإنهاء اعلان النوايا مع الكيان الصهيوني قبل أن يتحول إلى كابوس اقتصادي وأمني وسياسي.
كان الأجدى أن تتماهى الإرادة الشعبية والرسمية بإعلان إنهاء العمل بإعلان اكسبو للنوايا، لا بالمناورة والحديث عن أشهر عشرة منتظرة.

الأشهر العشرة المقبلة جديرة بأن تستثمر في البحث عن حلول أكثر جدية لأزمة المياه، بعيداً عن الاحتلال وأطماعه في فلسطين والأردن، وبعيداً عن المناكفات والاحتقان الذي يستهلك طاقة البلاد وقواها الاجتماعية والرسمية.
فالوقت حان للتخلص من إعلان النوايا الذي ثبتت عبثية وانعدام جدواه السياسية والاقتصادية.

لمن لا يصدق، ويشكك بارتفاع كلف هذه الإعلانات، ما عليه إلا متابعة ما يحدث في شوارع المغرب من طنجة إلى العيون، وعلى حدودها مع الجزائر، فالاتفاق لم يجلب للمغرب الأمن، بل جلب الفوضى ونذر الحرب والثورة.

* حازم عياد كاتب صحفي أردني

المصدر| السبيل الأردنية

موضوعات تهمك:

حلّ الألغاز الأردنية

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News