جنين معركة الضفة المقبلة

محمود زين الدين14 أبريل 2022Last Update :
جنين

تحولت جنين إلى معركة الضفة الغربية بأكملها؛ فالمواجهات اتسع نطاقها لتشمل كامل الضفة من قلقيلية شمالا إلى الخليل جنوبا.
تصعيد الاحتلال سيرتد على قادة الكيان ووحدة المجتمع والدولة فاتحا الباب لضغوط ومعركة دولية عنوانها الاحتلال الإسرائيلي وسياساته القمعية.
هل تردع العواقب والمعيقات الاحتلال عن التصعيد أم أنه سيضحي بصورته ومكانته الدولية في معركة حصيلتها لغير صالحه على الأرض بالضفة الغربية؟
التصعيد الإسرائيلي نتاج فعل تراكمي يشمل الضفة الغربية بأكملها فقد تضاعف الاستيطان واقتحام الأقصى واستباحة المدن والقرى وحملات اعتقال والإعدامات.
عوائق أمام الكيان الصهيوني لتمرير استراتيجية تقليدية تتفاقم في ظل أزمة أوكرانيا وارتداداتها المتوقعة على الاحتلال ومكانته الدولية مع تفكك وانهيار الائتلاف الحاكم.
* * *

بقلم: حازم عياد
تحولت جنين الى معركة الضفة الغربية بأكملها؛ فالمواجهات اتسع نطاقها لتشمل كامل الضفة من قلقيلية شمالا الى الخليل جنوبا.
لم تكن المواجهة الاخيرة في مدينة جنين ومخيمها السبب الوحيد في توسع نطاق المواجهات مع الاحتلال؛ فالتصعيد الاسرائيلي نتاج لفعل تراكمي يشمل الضفة الغربية بأكملها.
فقد تضاعف الاستيطان وعمليات اقتحام باحات الأقصى واستباحة المدن والقرى عبر حملات اعتقال خلال الثلث الأول من العام الحالي بجانب الإعدامات على الحواجز ليخلق واقعا متفجرا مثلت جنين الصاعق المثالي له بعد فشل محاولات جيش الاحتلال اعتقال افراد عائلة الفدائي رعد حازم.
جنين كانت القشة التي قسمت ظهر البعير كحصيلة للانتهاكات الإسرائيلية؛ فالمدينة ومخيمها تحدى الإجراءات القمعية، وتحول إلى ظاهرة انتقل اثرها لكافة أرجاء الضفة الغربية التي تعاني ذات الظروف الصعبة لجنين وريفها.
المواجهة المقبلة لن تقتصر على جنين كما يحاول قادة الكيان الصهيوني ووسائط إعلامه الترويج له؛ فالمعركة في حال اندلاعها ستتحول لمعركة الضفة الغربية بأكملها؛ حقيقة رادعة للاحتلال يزيدها خطورة التوتر الكبير في مدينة القدس وإمكانية انضمام قطاع غزة للمواجهة لتتحول الأراضي المحتلة الى مركز الحدث اقليميا وعالميا.
العوائق أمام الكيان الصهيوني لتمرير الإستراتيجية التقليدية تتكاثر وتزداد أهمية في ظل أزمة أوكرانيا وارتداداتها المتوقعة على الاحتلال ومكانته الدولية وفي ظل التفكك والانهيار داخل الائتلاف الحاكم.
عوائق تحد من خيارات الكيان الصهيوني وقدرته على التخطيط لإدارة المعركة في ظل ائتلاف حكومي هش، وانقسام سياسي نخبوي ومجتمعي، وفجوة كبيرة تتعمق في الآن ذاته بين النخبة الحاكمة والمجتمع الصهيوني.
التخبط المستمر في القرارات والإجراءات المتبعة على الأرض، وآخرها إعلان حكومة الائتلاف اضافة 40 كم لجدار الفصل بقيمة 360 مليون شيكل (110 ملايين دولار) دليل واضح على هذا الاضطراب الذي يسعى لكسب ثقة جمهور الكيان الصهيوني، واستباق تصعيد امني يقود لمزيد من الهجمات الفدائية داخل الأراضي المحتلة عام 48؛ تصعيد سيرتد على قادة الاحتلال ووحدة المجتمع والدولة فاتحا الباب لضغوط ومعركة دولية عنوانها الاحتلال الإسرائيلي وسياساته القمعية.
ختاماً: هل تردع العواقب والمعيقات الاحتلال عن التصعيد أم أنه سيضحي بصورته ومكانته الدولية في معركة حصيلتها لغير صالحه على الارض في الضفة الغربية؟
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

عمليات المقاومة.. توقيت دقيق ودلالات مهمة

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News