كئيب وحزين هذا العالم،حينما نسمع يوميا خطابات الديمقراطيين ضد الديكتاتورين تعتقد أن العالم بخير، وأن السلام الذي لم يحل على الكون مند ملايين السنين سيحل بخطابات ترامب وأموال ملك السعودية ، وابتسامة السيسي وعنفوان بوتين ، وسياحة ميركل وهتلرية أوردغان ، كل هؤلاء يعتقدون أنهم رمز من رموز السلام ، مع أنهم السبب في حروب العراق واليمن وليبيا و سوريا،ألاف البشر قتلوا باسم السلام ، ألاف البشر قتلوا برعاية الديمقراطية ،حتى تونس جعلوها متأخرة بربيع عربي ، وأدخلوا إليها العلمانية والحداثة من أجل جعلها الموطن الثاني لليهود ، مصر التي أرغموا فيها الإخوان على التخلي بقوة العسكر والسلاح ، في كل مكان و زمان تجد دعاة الديمقراطية والسلام هم السبب الأول والأخير لقتل الناس .
لم يحاسب العالم السعودية لقتل أطفال اليمن ، ولم يحاسبها على تدعيم من يدمر سوريا ، لكنهم قاموا بمحاسبتها من أجل صحفي وكاتب واحد صمم حروف ضد أمراء أل سعود ،ما أجبن هذا العالم حينما نقسم حول جمال خاشقجي وموته المزعوم الذي لم نرى له جثة ،العالم كله تكلم عن هذا الصحافي ، لأن دعاة الديمقراطية سمحوا بهذا،لكن حينما مات مئات الأطفال والشيوخ في سوريا لم يكترث لهم أحد، إن سلامهم المغشوش والمزيف لا يملك صلاحية إلا وعلى الأرستقراطيين،أم عن الفقراء والطبقة الكادحة فهو لا يعمل ولا يتكلم ولا يرى،إن الشعب السوري عندهم مجرد نفايات بيولوجية ، لهذا يعتقدون أنه من الأحسن تصفيتهم ليكون العالم كله مصمم من أجل الأرستقراطيين.
حسنا جمال خاشقجي قصة علمدرية تحضر لجزء الحادي العاشر الخيالي لواد الذئاب،بالإضافة أن الحملة الإعلامية لإختفائه كانت ضخمة جدا، مقارنة بالأكاذيب التي صنعت بحرب سوريا، وبكل منطقة أطلقت عليها واشنطن بوست أنها طاحونة الموت، فإذا كان هؤلاء دعاة سلام كان عليهم توقيف الحرب في سوريا لأن الإنسانية معدومة ، لكن أن يتكلم العالم كله بإسم الدولة المتحضرة الهتلرية التي تريد إقناع دول عالم الثالث،أنها مجهزة لديمقراطية ونشر السلام عبر العالم، فهذه خرافة ستجعل العالم يحترق دائما .