جمال خاشقجي الصوت المفقود تفاصيل المؤامرة التي حيكت له من واشنطن للرياض مرورا بإسطنبول.
مساحة فارغة من ورقة قد لا تعني شيئا كبير، لكن إذا كانت تلك الورقة هي ورقة من صحيفة فإن الأمور ستكون مختلفة، وسيكون الأمر أكثر اختلافا إذا كان صاحب تلك المساحة لم يقدم إعتذاره لقراءه عن مقال هذا الأسبوع، لا لداعي المرض، لكن لأن الرسالة لم تصل بداعي عدم الوجود وامتلاك الارادة، ارادة الكتابة أو الإعتذار.
هذا ما حدث مع الكاتب والإعلامي السعودي المختفي قسريا جمال خاشقجي، منذ يوم الثلاثاء الماضي الذي دخل مقر السفارة السعودية في إسطنبول من أجل تسلم أوراق خاصة، لكنه لم يخرج منها من وقتها، وسط مخاوف حول إختفائه قسريا دون إعلان من قبل السفارة السعودية.
تحركات عديدة من أجل البحث عن خاشقجي، الذي يعد أحد اهم منتقدي السياسة السعودية الجديدة، وأكدت تركيا كون الإعلامي السعودي لازال محتجزا في سفارة بلاده، واستدعت السفير السعودي للخارجية التركية في إسطنبول للسؤال بشأن خاشقجي، قبلها، لكنها لم تفصح عن ردود الجانب السعودي حول اختفاء الصحفي السعودي.
من جانبها كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم أن مصدر خليجي أكد ان السفارة السعودية في اسطنبول قامت بنقل الصحفي جمال خاشقجي إلى المملكة العربية السعودية، بعد أن أبلغت الرياض أنقرة بذلك، فيما أكد المصدر بحسب الصحيفة أن خاشقجي وافق على العودة إلى الرياض بعد ضغط من بن الملك سلمان وشقيق ولي العهد خالد بن سلمان، والذي طمأن الصحفي السعودي بشكل شخصي حول أمنه الشخصي لنقله للمملكة.
وأشار المصدر إلى أن الرياض طلبت من أنقرة الموافقة على نقل الصحفي للمملكة، فيما وافق السلطات التركية على ذلك، بحسب صحيفة الأخبار.
الصحيفة أيضا أكدت على خاشقجي دخل المبنى رقم 1 في القنصلية حيث كانت تنتظر خطيبته التركية، ثم خرج من مبنى آخر للقنصلية رقمه 2 عبر ممر يربطه بالمبنى الأول، ثم ركب سيارة بدفع من أفراد بالسفارة وتوجهت السيارة للمطار.
وقالت الصحيفة بأن خاشقجي قد التقى الأمير السعودي خالد بن سلمان في واشنطن أربع مرات، مما دفع مسؤولين أمريكيين للتساؤل حول اللقاءات برغم سوء العلاقات بين الصحفي والسلطات في المملكة مما دفع الأمير للإجابة بأنها “أمور عائلية داخل المملكة”.
وبحسب معلومات الصحيفة فإنها قد تكون تلك محاولات للتصالح بين الصحفي السعودي والسلطات السعودية، وأن القيادات السعودية قررت الغدر به بعدما قرر الإقامة في إسطنيول بعد أن اشترى شقة له ولخطيبته.
كان الصحفي السعودي جمال خاشقجي قد ترك السعودية، بعد مضايقات أمنية وإيقاف عموده في صحفية الحياة، بعد انتقادات للسياسة السعودية الجديدة التي تتظاهر بالدفاع عن حقوق النساء والتطور الفكري فيما تمارس السلطات عمليات قمع مستمرة ضد المعارضين أو المطالبين بحقوق المرأة ذاتهم.
وغادر الصحفي بلاده إلى واشنطن حيث كتب فيها المقالات لصحيفة الواشنطن بوست التي كتبت أمس في عنوان عموده “صوت مفقود”، وطالبت بالكشف عن مكان احتجازه، والإفراج عنه، وطالبت المملكة بالتراجع عن قمع الأصوات المعارضة لها.