في مبادرة شبابية لا تعكس الموقف الرسمي الجزائري مما يجري في سوريا، عمد شباب جزائريون إلى تصوير فيديو كليب يعلنون من خلاله تضامنهم مع الشعب السوري الذي يتعرض للقتل منذ أشهر طويلة.
وقام فريق تصوير هاو، ينتمي لمنظمة شبابية تدعى “أكاديمية جيل الترجيح” مقرها بالعاصمة الجزائر، ببث شريط الفيديو ومدته خمس دقائق على “اليوتيوب” لقي لحد الآن إقبالا معتبرا، بسبب الصور الصادمة التي احتواها الفيديو، وأيضا بسب مشاهد تمثيلية أنجزها شباب جزائريون بأحد شوارع العاصمة، تظهر وكأنها تحدث في سوريا.
والمميز في هذا الفيديو الكليب هو أن الأداء الصوتي والتمثيل جزائري مائة بالمائة، رغم أن اللهجة المستعملة في أداء أغنية “سوريا الله يحميك” هي شامية صرفة.
ويضم الفريق الشاب، كلا من الممثلين أحمد دحام وإبراهيم كحلوش وأسامة بن عيسى، وأخرج العمل أمين خلفات وسعيد بن خليل. بينما قام بأداء الأغنية المؤثرة، الفنان عثمان بن ساعد، وهو من ولاية بشار في الجنوب الجزائري، وشارك مؤخرا في المهرجان الوطني للإبداع الشبابي بولاية معسكر وفاز بالمرتبة الأولى. أما كلمات الأغنية فهي لمداني بوسعيد.
أبرز ما يشد في فيديو “سوريا الله يحميك”، مشاهد شاب جزائري، بملامح سورية، يقوم بكتابة عبارة “تحيا سوريا” في أحد شوارع الجزائر، تشبه الحارات السورية، ولكنه لا يكاد يكمل كتابة كلمة سوريا حتى يتم اعتقاله.
وينقل الفيديو الجميع إلى مشاهد تعذيب هذا الشاب السوري من طرف أحد أعوان النظام، إلى أن تخور قوى هذا الشاب تحد التعذيب، في وقت تمر صور القتل والدمار الذي يعيشه السوريون منذ عام وأكثر.
قضية عادلة لا تحتاج لتفويض:
وحسب منتج الفيديو، الشاب محمد والي، الذي تحدث لـ”العربية نت”، اليوم الأربعاء، فإن الفكرة بدأت بإطلاق مسابقة بين شباب أكاديمية جيل الترجيح بعنوان “غني لنا ثورة” من أجل التضامن مع السوريين بأسلوب فني بسيط نستطيع من خلاله أن نوصل هذا التضامن والالتحام معهم”، وبعد انتهاء المسابقة، يقول محمد “جاءتنا الكثير من الأغاني واخترنا أفضل أغنية وصورناها في شكل فيديو كليب فني ببرج الكيفان، مع طاقم عمل شاب، وهذا كله بأموالنا الخاصة”.
وعن سبب اعتماد اللهجة السورية في أداء الأغنية، خصوصا وأن مؤديها شاب جزائري، قال محمد والي “العمل جزائري مائة بالمائة، واخترنا اللهجة السورية لكي نقول لهم إننا شعب واحد ونتكلم بما تتكلمون ونتألم لما تتألمون، ولكي يشعروا بأن العمل قريب منهم ويعبر عن معاناتهم”.
وردا على سؤال “العربية نت” حول رسالة هذا الإنتاج الأول من نوعه في مجال الفيديو الكليب الثوري، المنجز من قبل شباب هاو، أوضح المتحدث بقوله “بصراحة نؤمن بدور الفن في نصرة مثل هذه القضايا، وكان هذا العمل نابع من قناعتنا، وللأسف نحن لا نستطيع أن ندعم شعبا كاملا يقتل، هذه مهمة كبيرة تتكفل بها دول، لكننا كأفراد وفنانين لابد أن نساهم بعمل فني نقول من خلاله: أنا جزائري، وهذا موقفي وهذا تضامني معكم، فالقضايا العادلة لا تحتاج إلى تفويض رسمي من أحد”.