ثورة الرقص الأمريكية (الأجسام والحركة والصوت) تلعب ثقافة الرقص ومع إستخدامات ادوات الموسيقى الشعبية دورا هاما في تاريخ الثقافة السياسية الأمريكية ولدرجة يصير فيها الرقص جزءًا أساسيًا من الخطاب الدعائى والسياسى والثقافى والاجتماعى العام الأمريكى ووصولا إلى كونها إداة للنقد والمنافسة بين الخصوم والمتنافسين على كراسى السلطة وهلى سبيل المثال إستخدمت التقاليد الغنائية من موسيقى كونترافاكتا “Yankee Doodle” و “John Brown’s Body” و “John Brown’s Body” وكأكثر الألحان فعالية فى التأثير والتفاعل مع المتلقيين واعتبر العديد من المفكريين الأمريكيين هذه الثقافة منذ إشتعال الثورة الأمريكية وهى ما يطلق عليه (American Revolutionary War ) والتى تُعرف بإسم بحرب الاستقلال الأمريكية ، والتى إندلعت أحداثها ضد الاستعمار البريطاني في مختلف أنحاء المستعمرات البريطانية البالغ عددها 13 مستعمرة في أنحاء أمريكا الشمالية ، وكان ذلك خلال القرن الــ 18وتحديداً في الفترة الزمنية المحصورة ما بين أعوام 1775-1783م ، والتى ترتّب عليها استقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن بريطانيا ، وحيث تزايدت طرق حركية التشارك الجسدى وخاصة بعد الثورة الأمريكية .
ومع التاريخ الثقافى والدينى الأمريكى يرى العديد من المفكرين الأمريكى أن الكنيسة البروتستانتية والتى ووصفوها بالعنصرية ، المتجذرة في الصحوة الكبرى الأولى في ثلاثينيات القرن الماضي أكدت على التجارب النشيطة ومفردات الجسم المتعدية المرتبطة بعمليات تخليق الرقص بين الثقافات لدعم المجتمعات التوفيقية داخل المجتمعات الأمريكية وخاصة خلال القرن الــ19 وحيث تم صياغة الأمثلة لدور الحركات الحركية والإدراكية في الرقص في الشوارع وفي تجربة النقل، لكل من المشاركين والمراقبين لتأكيد الترابط المستهدف منها بين افراد المجتمع.
ومع التطور ما بين الثورة والحرب الأهلية الأمريكية ومع تسارع النشاط الاقتصادي والتوسع باتجاه الغرب للسيطرة وما نتج من التحضر إلى حدوث خلافات اقتصادية بين الجنوب الزراعي الذي يسيطر عليه ــ ما تطلق عليه العنصرية الأمريكية ــ الرقيق والجنوب الصناعي والأسواق الحرة الشمالية والذى أدى إلى امتداد الامتياز إلى بياض الطبقة العاملة الذي اكتمل تقريبًا بحلول عام 1840، ومما دفع إلى دعم الفنون الرقصية الشعبية ودعم مضامينها المستهدفة لتأكيد تعزيز سيطرة الجنس الأبيض ، وفى إطار البنية الإجتماعية للمجتمع الأمريكى تاريخيا استمتع الأرستقراطيين بسباق الخيل والشرب والرقص وكان كان الرقص هو ما استطاع الجميع من كل الطبقات الأمريكية الاستمتاع به كما لعب الرقص دورًا رئيسيًا في مغازلة الشباب والشابات وحيث وجد نوعان من الرقصات في المستعمرات:ـــ كانت هناك رقصات رسمية للطبقات الوسطى الثرية والعليا والرقصات الثرية لبقية السكان في العديد من الحالات وليصبح وسيلة لكسب المال والهواية المفضلة لجميع الفئات الأمريكية فقدم الترفيه من العليا والنخبة إلى الطبقة الوسطى إلى الفقراء ، وكان الرجال ذو الأهمية يرتدون بدلاتهم الحريرية المطرزة والنساء يرتدين أفضل ثيابهن المطوقة بأكمامهن المزركشة وتنورات داخلية كبير وواضحة ظاهرة وحيث أن الملابس التي يرتديها الشخص تشير دائمًا إلى موقعه في المجتمع.
واعتبرت مؤسسة الثورة الأمريكية أن الرقص الاستعماري الأمريكي مرادف للرقص الريفي الإنجليزي في القرن الــ 18 والذي يعود أصله إلى عصر النهضة وعصر الإليزابيثي حيث امتدت الرقصة في جميع أنحاء أوروبا الغربية إلى ملاعب الحكام ومنازل القصر وكذلك الحانات والمعارض حيث رقصها الأرستقراطيين وعامة الناس كان الرقص أو الكرة فرصة للتواصل الاجتماعي ، واستعراض الموضات اليومية ، وإحدى الفرص القليلة للشباب لمقابلة للتزاوج مع رفيقة الرقص ، وإزدادات إعلانات Dance Masters بشكل منتظم في الصحف الأمريكية في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر حيث قدمت خدمات لتدريس فصول الرقص في القاعة أو لإعطاء دروس رقص خاصة في مقر إقامة العملاء وللشباب ، وإنطلق الانبعاث الأمريكي في الرقص عام 1915 بمساعدة من الإنجليزي سيسيل شارب ، وهو موسيقي حيث جمع بقوة بين الرقصات والأغاني الشعبية ، وكانت مجموعات الرقص والأغانى تشكل ثورة إجتماعية حيث قد تضم المجموعة الواحدة أكثر من 3300 فرد ومن خلالها تخدم عدة آلاف آخرين في مجتمع الرقص والموسيقى ككل
وعبرت فنون ” الهيب هوب ” بإستخداماتها الصوتية وبآلاتها المتنوعة عن حالات المقاومة المجتمعية للأمريكيين السود بإظهار قدرتهم على تحدي “التسلسلات الهرمية الاجتماعية والمكانية والهياكل الثقافية المهيمنة” والتى يتحكم فيها الأمريكيين البيض حيث شكلت ثقافة الهيب هوب وعناصرها حركة ثقافية للسود فى أمريكا وتصاعدت بقوة مع عام 1970 ونشأت كرد فعل لما تعرضوا له من العنصرية ولإظهار ثقافة وفن مستقل فيهم وكنوع من التعبير عن أنفسهم وعن المشاكل من الفقر والبطالة والعنصرية والظلم الإجتماعى المركب سياسيا وإقتصاديا ثقافيا ، ومن خلال فنون الــ”هيب هوب” من الــ دي جي DJing والذى يتراقص الجميع على الإنغام المتعددة ، فن الكتابة على الجدران Graffiti والتى تعتبر التعبير البصري لموسيقى الراب و الهيب هوب ، ورقص البريك دانس Breakdance والذى يشكل التعبير الجسدي لموسيقى الراب وبالرقص في الشوارع وللبريك دانس منافسات ومسابقات واسعة النطاق في الولايات المتحدة الأمريكية ، وموسيقى الراب RAP وكعنصر أساسى للغناء والشعر بإيقاعات سريعة وبمضامين سياسية وإجتماعية وعاطفية وبتحرر وبدون أية قيود أيا كان نوعها ومن خلال السماح للكل والجميع بدون قيود للغناء ، ثم الـــ بيت بوكس BEATBOX والذى يعتمد على فنيات قرع ودق الطبول والإيقاع والأصوات الموسيقية باستخدام فم واحد من الشفتين واللسان والصوت وفاعليات التقليد ومحاكاة العديد من الأدوات الموسيقية مثل البوق الموسيقى . وشكلت أفلام الرقص الأمريكية جمعا مضمونيا مستهدافا بين فنون الدراما والرعب والكوميديا والرسوم المتحركة والموسيقى والرقص وعلى سبيل المثال لا الحصر أفلام: وقت الميل ، نقطة التحول ، مثبتات الشعر، رقصة الهيكل العظمي (رسوم متحركة)، رقص قذر، فانتازبت، فلاش دانس، إحفظ الرقصة الأخيرة عام 2001 إخراج توماس كارتر وبطولة جوليا ستايلز وشون توماس وكيرى واشنطن والذى بلغت تكلفة إنتاج هذا الفيلم حوالي 13 مليون دولار بينما حقق أرباحا تقدر بـ 131,706,809 دولار ، وفيلم صاسبيريا عام 2018 الحائز على جائزة مهرجان البندقية فى ستمبر 2018هو فيلم رعب إيطالي أمريكي بطولة داكوتا جونسون وتيلدا سوينتون وميا جوث وجيسيكا هاربر وكلوي غرايس موريتز حيث تظهر جسيكا هاربر بطلة الفيلم الأصلي في دور مختلف، بحبكة درامية ترتكز على راقصة أمريكية مروموقة تدرس في أكاديمية رقص مشهورة تعاني من حوادث غير عادية.
وفى عام 2016 إستخدمت حملة الرئيس الأمريكى ترامب فتيات صغيرات يرتدين العلم الأمريكى للرقص ويرقصن فى إنسجام تام ويحولن أغنية شهيرة “زمن الحرب” للترويج الدعائى لإنتخابه على أنغام أغنية كلاسيكية في زمن الحرب وتحت مضمون دعائى: أن الرئيس دونالد ترامب يعرف كيفية جعل أمريكا رائعة، ومما اضطر قيام بعض الأمريكيين برفع قضية ضد حملة ترامب الإنتخابية لإستخدامها الإطفال فى حملتها الدعائية.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة