رجح محللون إجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة في أبريل/نيسان القادم، وحددوا ثلاثة أوقات لهذه التجربة التي يتوقع أن تكون أقوى 14 مرة من التجربة السابقة.
وتزامن ذلك مع إعلان مؤسسة “نورث 38” البحثية الأميركية أن صورا التقطت بالأقمار الصناعية لموقع اختبار نووي رئيسي مطلع الأسبوع؛ تشير إلى أن بيونغ يانغ قد تكون في المراحل الأخيرة للإعداد لهذه التجربة.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية عن مصدر مسؤول في سول قوله إن كوريا الشمالية على استعداد لإجراء تجربة نووية أو صاروخية جديدة في أي وقت، مشيرا إلى أن أجهزة المراقبة التابعة للجيشين الكوري الجنوبي والأميركي تراقب عن كثب موقع التجارب النووية لكوريا الشمالية على ساحلها الشرقي.
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قد أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده رصدت نشاطا في كوريا الشمالية يدل على احتمال استعداد بيونغ يانغ لإجراء تجربة صاروخية جديدة.
قمة واشنطن
وتوقع الباحث بمعهد شينخوا للدراسات السياسية لياو مينغ أن تقدم بيونغ يانغ على تجربة صاروخية أو نووية جديدة خلال قمة الرئيسين الصيني شي جين بينغ والأميركي دونالد ترامب المزمع عقدها في واشنطن يوم 6 أبريل/نيسان المقبل.
وأشار لياو في حديثه للجزيرة نت إلى أن كوريا الشمالية لم تفوت الفرصة قبل أيام، في توجيه رسائل مباشرة إلى الصين والولايات المتحدة خلال لقاء جمع وزير الخارجية الصيني وانغ يي بنظيره الأميركي ريكس تيلرسون في بكين، حين قامت باختبار محرك صاروخي جديد اعتبره الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون “ولادة جديدة” لصناعة الصواريخ في بلاده.
وقال الباحث الصيني إن بيونغ يانغ دأبت على إجراء تجاربها النووية والصاروخية في أوقات محددة ومنتقاه بعناية، لافتا إلى تجارب سابقة نفذت في أعقاب فرض عقوبات عليها، أو تزامنت مع عقد لقاءات بين مسؤولين من دول ذات علاقة مباشرة بالملف النووي الكوري الشمالي.
ميلاد المؤسس
لا تعتبر ذكرى ميلاد القائد المؤسس لكوريا الشمالية كيم إيل سونغ، وجدّ الزعيم الحالي كيم جونغ أون، مجرد مناسبة عابرة، بل هي يوم وطني يحتفي فيه الكوريون الشماليون كما يحتفون بأعيادهم ومناسباتهم الوطنية.
لذلك توقع محللون أن تجري بيونغ يانغ تجربتها النووية السادسة يوم 15 أبريل/نيسان المقبل، الذي يصادف الذكرى الخامسة بعد المئة لميلاد كيم إيل سونغ، مشيرين في هذا الصدد إلى أنها دأبت في مثل هذه المناسبات الوطنية على الإقدام على خطوات مماثلة، مثل اختبار صواريخ بالستية، أو الإعلان عن تطوير محركات جديدة، وذلك منذ الإعلان عن إطلاق تجربتها النووية الأولى عام 2006.
الجيش الشعبي
في ذات السياق ومع اقتراب حلول مناسبة وطنية أخرى، توقع محللون أن تجري كوريا الشمالية تجربة صاروخية أو نووية يوم 25 من الشهر المقبل، الذي يصادف الذكرى السنوية الـ85 لتأسيس الجيش الشعبي الكوري الشمالي.
وربط مراقبون إمكانية القيام بهذه الخطوة في هذا التوقيت برغبة القيادة الكورية الشمالية في تحقيق إنجاز يسجل لها بهذه المناسبة، في ظل التحديات العسكرية الكبيرة التي تواجهها بسبب إصرارها على المضي قدماً في برنامجها النووي.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان قبل أيامٍ إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا واختبار محرك صاروخي، معتبرا أن هذه العمليات تشكل انتهاكات صارخة لالتزامات بيونغ يانغ وفقا للقرارات الدولية.
يشار إلى أن بيونغ يانغ فشلت يوم 22 مارس/آذار الجاري في إجراء تجربة صاروخية جديدة، وذلك في إطار سعيها لتطوير صاروخ بالستي عابر للقارات قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة.
الجزيرة