تل أبيب تتهيأ لأكبر موكب فخر دولى للشواذ جنسيا
كتب :ــ أحمد عزت سليم مستشار التحرير
ليس غريبا على الكيان الإجرامى الصهيونى الذى يدعى أنه يمثل القيم الأخلاقية الشريفة فى العالم أن يعلن عن إنطلاق أكبر موكب فخر للمثليين الشواذ جنسيا فى العاصمة الصهيونية تل أبيب والذى يشارك فيه أكثر من ربع مليون شاذا من الجنسيين فى الحدث السنوى الذى يمثل ختاما لعام من النشاط المثلى ، حيث تنطلق المسيرات المثلية فى شوارع تل ابيب رافعين أعلام قوس قزح من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة العاشرة مساء ، وقد قامت السلطة الصهيونية بتأمين الشوارع وحراسة المسيرة ولتبدأ المسيرة فى “جادة بن تسيون وليس بغان مئير والذى يحوى المركز المثلى الرئيسى فى الكيان الصهيونى ، وذلك بسبب مئات الآلف من المثلييين الذين سيشاركون فى المسيرة المثلية حيث تمر المسيرة في جادة بن تسيون مرورا بشارع بوغراشوف، قبل الوصول الى الشاطئ . وسوف تشارك اكثر من عشرة شاحنات في المسيرة، مع موسيقى، ازياء مفصلة، والكثير من الكحول، حتى الوصول الى الحفل النهائي في حديقة تشارلس كلور بالقرب من الشاطئ حيث يعتبر هذا الاحتفال المثلى من أكبر 10 مواكب من المسيرات المثلية فى العالم.
وقدرت وزارة السياحة الصهيونية حضور ما يتراوح بين 25 ألف إلى 30 أنفا من المثليين من الخارج للمشاركة في أحداث الفخر المثلية في اسرائيل وقدرت أن هذا سيضيف حوالي 162 مليون شيكل إلى الاقتصاد المحلي الإسرائيلى وتنفق الوزارة 320 مليون شيكل لترويج السياحة الإسرائيلية للجماهير المثلية ، بما يشمل الترويج لأسبوع الفخر المثلى .
وسيشارك الممثل الأمريكى العالمى المثلى نيل باتريك هاريس فى الاحتفالية وحيث منحه الصهاينة المثليين لقب ” سفير الفخر الدولى ” المثلى ، وفى المؤتمر الصحفى قبل المسيرة أعلن أنه وافق على أن يكون سفير الفخر الدولى للمثليين بشرط أن يلقبه الأطفال بهذا اللقب ومضيفا ان هذا ومشاركته سيكون يوما ممتعا .. هكذا يتم تحفيز المثلية للإطفال …!!!!!
وليس غريبا على العقيدة الصهيونية الانحرافية التى أسست لذلك فأسرة يعقوب كما تقدم توراتهم صورة لا تحسد عليها فى الإسفاف الجنسى فنقرأ فى التكوين (35: 22) أن رأوبين ـ بكر إسرائيل وأكبر الأسباط ـ قد انتهك عرض أبيه بأن ضاجع زوجته بلهة وأم أخويه ـ دان ونفتالى ـ .
ولم تحدثنا التوراة عما فعل يعقوب (إسرائيل) وبنوه إزاء تلك الجريمة … التى عقابها بنص التوراة القتل ” إذا اضطجع رجل مع إمرأة أبيه فقد كشف عورة أبيه ، أنهما يقتلان كلاهما ، دمهما عليهما و” إذا وجد رجل مضطجعاً مع امرأة زوجة بعل يقتل الإثنان الرجل المضطجع مع المرأة ، والمرأة ، فتنزع الشر من إسرائيل ” (تثنية :22ـ22) وتفاجئنا التوراة بعد ذلك وفى نفس السفر بأن يهوذا رابع أبناء يعقوب ، والذى يحمل اليهود اسمه ، قد زنى بزوجة ابنه ” ثامار ” حين نظرها فى الطريق وحسبها زانية ، ومع ذلك لم تحدثنا التوراة عن عقاب له أو حتى عتاب وجه إليه ، بل أن كل ما فعلته التوراة أنها أظهرت لنا يهوذا فى صورة الرجل المطعون فى شرفه فيأمر بها لتحرق ، وحين تكشف له عن دليل جريمته ، بأن تقدم له ما دفعه لها ثمناً لنزوته هذه ، الخاتم والعصابة والعصا ، فإذا به يعلن ” هى أبر منى ، ويعفو عنها ، وكأنه يملك العفو عن الزانيات ، فضلاً عن أنه نفسه لم ينله أى سوء ، على أن التوراة تنص على قتلهما معاً ” إذا اضطجع رجل مع كنته فإنهما يقتلان كلاهما ، قد فعلا فاحشة دمهما عليهما ” .
وليت كاتب هذه القصص قد اقتصر على ذلك وإنما جعل للجريمة ثمرة هى: فارص وزارح … وأنه من نسل فارص جاء داود ثم المسيح !! .. ثم هى التوراة نفسها التى تمجد أستير على ما ارتضته من أن تكون محظية الملك الفارسى وعشيقته … وأفردت لها سفراً خاصاً من أسفارها ، وهو أستير ، أما داود فيقتل الجندى المحارب المخلص فى سبيل الرب ، فيعتدى على زوجة أوريا الحثى المجاهد فى سبيل الرب بكل ما لديه من إخلاص ، ويقتله غدراً ثم ينقل الرب عنه خطيئته ويميت الابن ـ الذى لاذنب له ـ المولود سفاحاً من زوجه أوريا وتضيع الجريمة ” فقال ناثان لداود ، الرب أيضاً نقل عنك خطيئتك ، ولا تموت غير أنه من أجل أنك قد جعلت بهذا الأمر أعداء الرب يشمتون فالأبن المولود لك يموت ” ولما مات قام وأكل خبزاً !! ثم دخل على زوجة أوريا الحثى بعد أن ضمها فعلاً إلى بيته وولد منها سليمان والرب أحبه !! ورغم كل ذلك يقول داود : ” يكافئنى الرب حسب برى ، حسب طهارة يدى ” يرد على لأننى حفظت طرق الرب ولم أعصى إلهى ، لأن جميع أحكامه أمامى وفرائضه لا أحيد عنها ” صموئيل (22: 21-22) .
واعتدى بن داود أمنون على أخته ثامار ، ويغضب عليه داود ولا يعاقب الجانى ، ويقتل ابشالوم أخيه أمنون ثم يغتصب عرش أبيه ، ثم ينتهك عرض أبيه بمشورة أختيوفل على مرأى من عامة الشعب فنصبوا لأبشالوم خيمة على السطح ودخل أبشالوم على جميع سرارى أبيه أمام جميع إسرائيل ، ثم قتل إيشالوم وحزن داود عليه حزناً لم يحزنه على الآخرين ، ولتصير خصيصة نقل الخطيئة خصيصة بنائية تؤسس للجرائم العنصرية ، فالرب نقل الخطيئة عن داود حتى أنه أمات الطفل البرئ ، وأصبح داود أمام الرب خالياً من الذنوب مهما فعل ، وهكذا شعب إسرائيل ، فالرب يندم على ما يفعله من شر بهم ، هكذا يجمع النص بين كل المتناقض الخير والشر فى ثوب واحد وشخص واحد هو فى النهاية ملك إسرائيل/ شعب إسرائيل/ إله إسرائيل . ولايقف الأمر عند هذا الحد ـ وعلى نحو ماشرح إسرائيل شاحاك ـ فالكون لا يحكمه إله واحد بل عدة آلهة ففى العديد من أسفار التوراة إن لم يكن فى معظمها ، هناك إقرار واضح بصحة وجود وبقوة آلهة آخرين ولكن يهوه وهو أقوى هذه الآلهة يشعر بغيرة شديدة من منافسيه ويمنع شعبه من عبادتهم .
عذراً التعليقات مغلقة